عبد المجيد تبون يواصل تنزيل أجندة “كابرانات” الجزائر ويتمادى في الكذب على الشعب الجزائري
مشاركة
. محمد رامي
عبر عبد المجيد تبون، مساء أمس الأحد، في لقائه الدوري مع ممثلي بعض وسائل الإعلام الجزائرية، عن رفضه لأي وساطة مع المغرب، رغم أن المغرب لا يهتم أصلا بالموضوع ولا يطلب وساطة مع الجزائر .
وأضاف بأسلوب شاذ “لا يمكن المساواة بين المعتدي و المعتدى عليه” ليلهي الشعب الجزائري ويمثل دور المظلوم بل وتمادى “القائم بمهام لدى كابرانات الجزائر” في ترويج الأكاذيب والمغالطات مضيفا قوله ” أن الجزائر لم تخطئ (…)، و لم تتلفظ بأي شيء يمس الوحدة الوطنية المغربية”، متناسيا أن النظام الجزائري يأوي المرتزقة والارهابيين، وأنه يستخدمهم لشن حرب بالوكالة ضد المغرب في الصحراء المغربية، وأن النظام الجزائري هو الوحيد في العالم العربي الذي دعم إسبانيا خلال أزمة جزيرة ليلى، وأنه هو الوحيد الذي يعتبر أن الاحتلال الإسباني لكل من سبتة ومليلية شرعي، بل ذهب بعيدا لدرجة اقتراح حلول بديلة على إسبانيا عندما أغلق المغرب الحدود الوهمية في وجه حركة التهريب المعيشي، الذي كان ينعش الاقتصاد بالثغرين المحتلين على حساب مآسي آلاف الأسر المغربية بالشمال المغربي.
تبون، الناطق الرسمي بإسم رجالات شنقريحة، أضاف بأسلوب يخلو من أي حس ديبلوماسي يليق برؤساء الدول قائلا: ” إن الجزائر تعرف معنى الحروب، نحن شعب مقاوم ، ولا نريد الحرب بل نبحث عن السلم، ولكن من يبدأ الحرب، و من يعتدي علينا سيندم على اليوم الذي ولد فيه”، تصريح جاء لإيهام الشعب أن الجزائر مستهدفة، وهذه نفس الأسطوانة التي كان جنرالات الجزائر يرددونها منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، في محاولة منهم تصدير أزماتهم الداخلية إلى الخارج لإلهاء الشعب .
تبون وخلال نفس اللقاء الصحفي، بدا منتشيا وهو يؤكد أن الجزائر لن تمون من الآن فصاعدا إسبانيا بالغاز الطبيعي عن طريق الأنبوب الذي يعبر التراب المغربي معتقدا، أن ذلك يمثل ضربة قوية للإقتصاد المغربي، متناسيا أن المغرب لا يعتمد على إمدادات هذا الأنبوب فقط لأن له بدائل كثيرة ستغنيه عنه .
أعتقد بعد كل هذه التصريحات والإجراءات والتلميحات أنه يصعب مع وجود نظام مثل هذا النظام الجزائري المترهل، والذي بقي حبيس سنوات الحرب الباردة أيام المعسكر الشرقي، يصعب التكهّن أين يمكن أن يتوقف المد العدائي لكابراناته ، فقد اختار النظام المتعب ، كما سبق أن نعته به ماكرون “الرئيس الفرنسي” التصعيد مع المغرب بسبب أزمته الداخلية العميقة، وعجزه عن الاستجابة لليد المغربيّة الممدودة، ليكشف مرّة أخرى عن معاناته من عقدة إسمها المغرب.
فالنظام الجزائريلا يريد إدراك أن عهد استغلال النفط والغاز وعائداتهما للتنفيس عن الأزمة الداخلية، وإلهاء الشعب، ولّى منذ خريف العام الذي اندلعت فيه انتفاضة الشعب الجزائري الأولى في عهد الشاذلي بن جديد، حينها سقطت الشرعيّة عن النظام الجزائري، فكانت ردة فعل الكابرانات قوية عندما اغتالوا محمد بوضياف، وأدخلوا البلاد في عشرية سوداء عاش الشعب خلالها سنوات من الرعب .
السلوك العدائي لجنرالات الجزائر، يأتي في سياق الاستعداد لصرف الرأي العام أيضا عنالكتاب / القنبلة الجديد الصادر تحت عنوان“ربيع الإرهاب في الجزائر”، و المتوقع خروجه للنور خلال الأيام القليلة المقبلة بالديار الفرنسية، وهو عبارة عن شهادات حية لضباط منشقين عن المخابرات الجزائرية، بعد اغتيال القايد صالح، والذين لجؤوا لفرنسا وبحوزتهم الكثير من الوثائق العسكرية السرية، وكذا من المعلومات الخطيرة التي تؤكد تورط عدد من جنرالات الجزائر، في توظيف ورقة الإرهاب والنعرات العرقية لإضرام النار الأهلية في البلاد، ومنهم مثلا توفيق مدين وخالد نزار وسعيد شنقريحة.
إنها عصابة تتحكم في رقاب الشعب الجزائري، عصابة انطلقت مع الهواري بومدين واستمرت ليومنا هذا على عقيدة واحدة… العداء للمغرب لتصريف الأزمة الداخلية.