ادريس لشكر والوفاء للقائد الكاريزمي سي عبد الرحيم بوعبيد
1٬395
عبد السلام المساوي
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سليل الحركة الوطنية الديمقراطية، وحامل مشعل الفكر الاشتراكي الديمقراطي، المشبع بقيم الحداثة والتقدم، ومبادئ المساواة وتكافؤ الفرص والحق في العيش الكريم؛ يستحضر في البداية تضحيات كل رجاله ونساءه الذين قدموا الغالي والنفيس، لتستعيد بلادنا سيادتها على كافة أراضيها وتتحقق الوحدة الوطنية والترابية؛ ويقف وقفة إجلال وخشوع أمام أرواح كل شهدائه الذين سيبقى وفيا لما قدموه لهذا البلد، في تناغم قل نظيره، بين رجال ونساء الحركة الوطنية، وصاحب الجلالة المغفور له محمد الخامس، وهما الطرفان الذان أسسا لثورة ملك وشعب لا زالت معالمها بادية لحد الساعة. وإن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اعترافا منه لما قدمه مناضلوه ومناضلاته، لن يدخر أي جهد في ترسيخ ما ناضلوا من أجله، وذلك بالتذكير بتاريخهم في كل المحطات الحزبية بصفة عامة، وفي تخصيص يوم سنوي لهم، شعاره الوفاء ثم الوفاء؛ وإذا كان حزبنا يعتبر أن الوفاء واجب حزبي، فإن ذكرى شهدائه ستبقى محطة لاستحضار ما بقي مستمرا من فكرهم، وما أسسوا له من مبادئ وأهداف، كل في مجال عمله، الحزبي أو النقابي أو الإعلامي أو المدني، ومحطة لوضع وتطوير آليات الاشتغال. إن يوم الوفاء الذي تبناه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فرصة لاستعراض استمرارية حزبنا في الوفاء لأدبيات شهدائه. ويكفي الاتحاد الاشتراكي فخرا أنه بقي وفيا لدينامية العمل التنظيمي، الذي أصبح آلية منتظمة، يجدد الحزب خلالها هياكله وقطاعاته. إن الدينامية التي عرفها الحزب منذ المؤتمر الوطني التاسع، وما تلاه من تجديد للآلة التنظيمية على الصعيد الوطني والجهوي والإقليمي والمحلي، وما واكب ذلك من تجديد لبنيات منظمتي النساء الاتحاديات والشبيبة الاتحادية، وتفعيل كل القطاعات وإعادة بناءها، وتصاعد دور الفريقين الاشتراكيين بمجلسي البرلمان، وتطوير آداتنا النقابية، دليل على ان ذلك لم يتحقق إلا بوفاءنا لتراث شهدائنا. إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد خرج من دائرة النمطية التي كادت أن تحول الحزب لجهاز متآكل، إلى حزب دينامي تنظيميا، ومتقدم سياسيا. لقد كان تصورنا واضحا بخصوص الشق الوطني المتعلق باستكمال وحدتنا الترابية والوطنية، حيث أصبح ذلك من أولويات اهتمامنا، متماسكين فيها ومؤيدين لكل المبادرات الملكية بهذا الخصوص، وبنفس الإرادة والعزيمة كنا في طليعة المدافعين عن الإصلاحات الدستورية والسياسية، التي كان لتوافق الملك والحركة الوطنية الديمقراطية حولها الفضل في الدفع بالمسار الحقوقي والديمقراطي إلى ما تعيشه بلادنا حاليا. إن الوفاء بالنسبة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ليس مجرد مناسبة الرجوع للتاريخ، بل أيضا وأساسا فرصة للدفع ببلادنا الى المزيد من التنمية والتقدم، ولن يكون ذلك بعيد المبتغي ما دام ولاؤنا لثوابت بلادنا صلب وراسخ. إن الوفاء يمثل بالنسبة لحزبنا أيضا القدرة على تحويل مبادئنا وبرامجنا إلى سياسات عمومية قابلة للتطبيق ومندرجة في إطار الأوراش الملكية الكبرى التي تهيكل اقتصادنا الوطني. وما مساهماتنا في كل اللقاءات التشاورية الكبرى، إلا أحد مظاهر انخراطنا في وضع أسس النموذج التنموي الجديد . انهض أيها القائد الكبير ، فالمغاربة ، كل المغاربة يكنون لك الحب الصافي الصريح…. امام هذه اللحظة التاريخية ، امام هذه الصورة تتعطل لغة الكلام ؛ انها لحظة قصور اللغة وعجزها عن الإحاطة بهذه اللحظة ، والكشف عن مغزاها العميق وأبعادها الانسانية والاجتماعية ، الثقافية والسياسية … التجربة الوجدانية تعاش ولا توصف ، وهذه اللحظة لحظة العاطفة والوجدان ، لحظة العقل والبرهان …انها لحظة لا يتذوقها الا العارفون … هذه اللحظة / الصورة تغنيك عن قراءة مئات التعاليق ، مئات المقالات…هي وحدها كتاب مفتوح ، كتاب مكتوب بلغة الصدق والوفاء …هنا معبد الصدق فطوبى للداخلين … هذه اللحظة / الصورة تلخص مسار وسيرورة تاريخ ؛ تاريخ الاتحاد الاشتراكي هذه اللحظة / الصورة تختصر القيم الاتحادية ، قيم المدرسة الاتحادية العريقة والاصيلة ؛ المروءة والشهامة ، الصدق والاخلاص ، الاعتراف والاعتزاز ، النبل والسمو ، الاحترام والتقدير ، الحب والوفاء ، الاستمرار والخلود … هذه اللحظة / الصورة تعكس رفعة قيم المدرسة الاتحادية ، المدرسة التي نزعت ، وإلى الابد ، من الاتحاديات والاتحاديين ، الخوف والجبن ، الكذب والنفاق ، الغدر والخيانة ، النكران والجحود ….وزرعت فيهم الحب ، حب الانسان ، حب الوطن ، حب الجمال في ارقى تجلياته ؛ وهذه اللحظة / الصورة نموذج / مثال للجمال في انقى تعبيراته… علمتنا المدرسة الاتحادية ان السياسة اخلاق ، وتعلمنا هذه اللحظة / الصورة ان القيادة اخلاق ؛ اخلاق نبيلة ؛ لا مجال للتسلط والتكبر ، للترفع والتعالي …في المدرسة الاتحادية ، التواضع هو العنوان والصدق سيد الميدان …رسالة جيل لجيل … هذه اللحظة / الصورة غنية برموزها ، غنية برسائلها ، غنية بدروسها ؛ -ما يجمع بين الاتحاديات والاتحاديين ، ليس فقط علاقات حزبية تنظيمية ، فكرية ايديولوجية …بل إن هذه العلاقات تتأسس ، في البدء ، على العلاقات الإنسانية الرفيعة …تتأسس على الحب والوفاء …الاتحاديون والاتحاديات، أوفياء لشهدائهم ، أوفياء لقادتهم ، احياء في القلوب والعقول ، بل القلوب والعقول حية بهم…. – الاتحاديات والاتحاديون ، لا يشكلون فقط حزبا ، انهم عائلة ، بنية نسقية ، متماسكة ومتناغمة …قد يختلفون ، يتخاصمون ، يفضبون ، يعتزلون وينعزلون ؛ وهذا حال الاخوة في كل أسرة ،ولكن في وقت العزم والحسم ؛ يلتحمون ويتماهون ، يتجاوزون صغار الامور ليتفرغوا متراصين ومتضامنين لكبائر الأمور وعظائمها ؛ …الاتحاديون والاتحاديات اخوة ورفقة… – تحية للقائد ، للكاتب الاول الاستاذ لشكر وتحية للقائد الكاريزمي سي عبد الرحيم بوعبيد، وتحية لكل الاتحاديات والاتحاديين …عاش الاتحاد الاشتراكي….عاش المغرب … -بأخلاق اللحظة / الصورة ..نتصالح …نبني …نتحصن بمناعة قوية…نثب نحو المستقبل … – اللحظة / الصورة وثيقة للتاريخ …ستبقى موشومة في الذاكرة الجماعية الاتحادية….وثيقة يجب استحضارها كلما ضاقت بنا السبل …ولا خوف علينا ان ادلهمت بنا السبل فاخلاق هذه الصورة تهدينا وتنير لنا الطريق ….