اكتشاف حجرة، بإقليم الجديدة، تحمل كتابة بحروف أمازيغية، يستنفر المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث

  • أحمد بيضي
في بلاغ له، أكد “المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث”، أنه بادر، بتنسيق مع “مديرية التراث الثقافي” إلى “اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتحقق من مكان اكتشاف الحجرة التي جرى تداول صورتها، بشكل واسع، على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تحمل كتابة بحروفتيفيناغ”، مع إشارة إلى أنها اكتشفت في منطقة الولجة، سيدي عابد، دكالة، ضواحي مدينة الجديدة.
وبينما جاء اهتمام المعهد الوطني المذكور بموضوع هذه الحجرة لأجل “دراستها وتوثيقها”، قامت المصالح الجهوية لقطاع الثقافة- وزارة الشباب والثقافة والتواصل ب “تحريات موسعة في عين المكان، بتعاون مع السلطات المحلية بإقليم الجديدة، غير أنها لم تتمكن من الحصول على معلومات واضحة وأكيدة حول الحجرة المذكورة”، وفق نص البلاغ.
وتنويرا للرأي العام الوطني، وبغض النظر عن مكان اكتشاف الحجرة، أعلن “المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث”، استنادا إلى فحص الصور الذي أجراه السيد عبد العزيز الخياري، أستاذ بنفس المعهد ومتخصص في الكتابات القديمة، أن الحجرة هي “شاهد قبر يحمل نقيشة جنائزية عبارة عن سطر عمودي ومكتوبة بالحروف الليبية  libyques (وهي الحروف التي كتبت بها اللغة الأمازيغية قديما والتي اشتقت منها حروف “تيفيناغ”)، على حد مضمون البلاغ الذي جرى تعميمه.
وتنتمي النقيشة المذكورة، يضيف بلاغ “المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث”، إلى الحقبة القديمة السابقة على مجيء الإسلام، وهي مشابهة من حيث نوع ومميزات الأبجدية الليبية المستعملة فيها لنقائش أخرى عثر عليها سابقا بكل من عين الجمعة (في الجنوب الغربي من الدار البيضاء)، وسيدي العربي بضواحي المحمدية، والنخيلة بمنطقة سطات وسوق الجمعة بمنطقة المعازيز، إلخ”.
وتكتسي هذه الوثائق جميعا، يضيف ذات البلاغ، – رغم أن رموز كتابتها لم تفك بعد – “أهمية كبيرة من الناحية التاريخية والثقافية والكتابية”، إذ “تعتبر مؤشرات واضحة ودلائل ملموسة حول تعمير المنطقة خلال الحقبة القديمة، وحول تداول الكتابة الأبجدية الليبية، ويمكن أن تسهم مستقبلا في تسليط الضوء على خصائص اللغة الأمازيغية القديمة التي لا زالت معرفتنا بها جد محدودة”، وفق نص البلاغ..