بنسعيد و حيار: رابطة كاتبات إفريقيا صرح ثقافي و محفل للإبداع النسائي

رابطة كاتبات إفريقيا تدعو إلى إعادة الاعتبار لأدوار مبدعات القارة في المشهد الثقافي

عقدت رابطة كاتبات إفريقيا أمس الخميس بالرباط، مؤتمرها التأسيسي بحضور نحو مائة مؤتمرة من حوالي أربعين دولة أفريقية من بينها المغرب، إلى جانب وزراء وسياسيين ودبلوماسيين ومثقفين.

و نوه وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، في افتتاح أشغال المؤتمر باختيار الرباط، مدينة الأنوار وعاصمة الثقافة الأفريقية في عام 2022، لتوثيق شهادة ميلاد رابطة كاتبات إفريقيا التي تعزز إشعاع القارة الغنية بنسائها.

وقال بنسعيد إنعلى إفريقيا أن تفخر اليوم بمناضلاتها اللواتي يمضين قدما كل يوم بفضل تفانيهن ومثابرتهن، متحديات كل العقبات والصعوبات“.

وفي معرض حديثه عن التزام المغرب الراسخ لفائدة التضامن والتكامل الإفريقيين، أشار بنسعيد إلى أن الفنون والآداب الإفريقية كانت ضيف الشرف في الدورة ال19 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي أقيمت في يونيو الماضي في الرباط.

من جهتها، قالت وزيرة التضامن والاندماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، في كلمتها، إن إحداث رابطة كاتبات إفريقيا بالرباط يشكلحدثا سيدخل التاريخ لأنه يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. وأكدت أن “تاريخ إفريقيا يكتب اليوم بأيدي نسائها“.

وبعد استعراض المكتسبات المؤسسية والقانونية والثقافية المحرزة لفائدة المرأة المغربية مؤخرا، أعربت الوزيرة عن رغبتها في أن ترى الرابطة وهيتثري الإنتاج الثقافي والأكاديمي الإفريقي الذي يعتريه بعض النقص الذي يجب تداركه“.

بدوره، اعتبر مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، محمد الفران، أنالنساء الإفريقيات، سواء كن كاتبات أو فنانات أو رياضيات أو عالمات أو سيدات أعمال، لسن في حاجة لإثبات حضورهن. فهن اليوم معروفات ومعترف بهن في بلدانهن وقارتهن والعالم، ويتصدرن المشهد لمنجزاتهن الرائعة التي تحظى بالمكافأة في المحافل الدولية الكبرى“.

وأعلن الفران، أنه ودعما للإبداع النسائي، سيتم قريبا إصدار بيبليوغرافيا تضم إنتاجات الكاتبات العضوات في الرابطة.

كما أشار إلى توقيع اتفاقيات شراكة مع المكتبات الوطنية في العديد من البلدان الإفريقية بهدف الترويج للفنون والآداب والتراث في القارة.

وتم خلال ختام المؤتمر التأسيسي لرابطة كاتبات إفريقيا، المنظم تحت شعار “من أجل مد جسور الشراكة الثقافية الإفريقية”، انتخاب بديعة الراضي، رئيسة “رابطة كاتبات المغرب”، رئيسة لرابطة كاتبات إفريقيا ورئيسة للمكتب الدائم للرابطة بالرباط. إضافة إلى انتخاب رئيسات رابطات الكاتبات الإفريقيات في مختلف الدول الأعضاء.

و دعت “رابطة كاتبات إفريقيا” في ختام مؤتمرها التأسيسي، إلى إعادة الاعتبار لأدوار الكاتبات والمفكرات والمبدعات بالقارة في المشهد الثقافي المحلي والإقليمي والدولي.

وشدد “بيان الرباط” الذي توجه أشغال هذا المؤتمر، على “ضرورة إعادة الاعتبار لأدوار ومهام الكاتبات والمفكرات والمبدعات الإفريقيات في المشهد الثقافي الوطني والإقليمي والدولي، بإدماجهن في صناعة القرار الثقافي”.

كما دعا البيان إلى تشجيع المبادرات الإبداعية والثقافية للنساء الإفريقيات من خلال سن آليات للتنسيق والدعم على مستوى الطباعة والنشر والكتابة والتبادل الثقافي، وتثمين دور الثقافة، ومد الجسور بين الثقافات الإفريقية خدمة لحرية الفكر والإبداع داخل القارة.

وبعدما أبرز أن “التنمية الشاملة لا تستقيم إلا بالاهتمام بالمثقف كصانع للفكر والإبداع، بحكم أن الثقافة هي ثروة مادية ولا مادية ورافعة للتنمية في المجتمعات الإفريقية”، أكد البيان أن “الاستثمار في المقدرات الثقافية للإنسان الإفريقي يدفع نحو بلوغ المرتكزات الأساسية للتنمية والارتقاء بالفعل الثقافي للمبدعات الإفريقيات”.

وشدد البيان على أن “رهان تقوية جسور التواصل الثقافي بين المبدعات الإفريقيات، يعد هدفا فكريا حاسما في تحقيق التماسك المجتمعي داخل القارة الإفريقية على مستوى شعوبها وثقافاتها الغنية والمتعددة الروافد”.

كما دعت المؤتمرات إلى تضافر الجهود من أجل ثقافة إفريقية منفتحة متجددة ومنتصرة لإنجاز تغيير يرقى بالتنوع الثقافي، ويوحد الأصوات الثقافية النسائية، غايته إعادة الاعتبار لأدوار الثقافة الإفريقية، وإكسابها قدرة تنافسية عالية في عالم مليء بالمتغيرات.

وحث بيان الرباط كذلك على إرساء مشروع ثقافي إفريقي عبر “سن سياسات حكومية إفريقية دامجة، بما يسهم في الرفع من منسوب الوعي الثقافي والديمقراطي والحقوقي لدى الشعوب الإفريقية وأجيالها المتعاقبة”، في أفق جعل هذا المشروع آلية أساسية “لاكتشاف الطاقات النسائية الإبداعية الواعدة في مجالات ثقافية متعددة تمكنها من  القيام بأدوارها الطلائعية لتحقيق التنمية الشاملة”.

علاوة على ذلك، أوصى البيان بتأسيس رابطات للكاتبات الإفريقيات في الدول الأعضاء، تقوم بالدفاع عن المثقفة الإفريقية بلغة واحدة موحدة، لتتبوأ مكانتها الاعتبارية في مختلف المحافل الوطنية والإقليمية، داخل التراب الإفريقي”.

وخلص البيان إلى أن هذا المؤتمر التأسيسي يعد “فرصة نوعية لترسيخ ثقافة إبداعية بلغة المؤنث، تقوم على المساواة وتكافؤ الفرص، من خلال مد الجسور بين مختلف الثقافات الإفريقية والطاقات الإبداعية النسائية، خدمة لحرية الفكر والإبداع والابتكار”.

error: