مركز إماراتي للبحوث والدراسات يحتضن ندوة دولية لقراءة وتشخيص ظاهرة الشذوذ الجنسي

  • أحمد بيضي
نظم “مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية”، على مدى أيام 21، 22 و23 يناير 2023، ندوته الدولية العاشرة التي اختار لها موضوعظاهرة الشذوذ الجنسي: قراءة واستشرافا، تشخيصا وعلاجا، وذلك بمشاركة باحثين وأكاديميين من عدة دول، ومن مختلف التخصصات العلمية والفكرية، حيث توزعت الأوراق المقدمة، وفق بلاغ صحفي، على “مقاربة ظاهرة الشذوذ الجنسي من زوايا عديدة، أجمع عموم المهتمين والمتابعين على اتسامها بالشجاعة في الطرح، والجرأة في العرض، والموضوعية في الرأي، والحيادية في الموقف”.
وضمن اختيار وتشخيص الموضوع “ما سمح بخلق نقاش تشبيكي للأفكار والرؤى، انتهى إلى ضرورة التذكير المستمر بحتمية إيجاد منظومة دينية وأخلاقية وشرعية وقانونية وحقوقية وأسرية متوافقة مع الفطرة السليمة، ومقاومة لظاهرة الشذوذ الجنسي في كل تمظهراتها وأشكالها وممارساتها، فضلا عن وجوب نعت الشذوذ الجنسي، وما يتعلق به من صور وأشكال وأفعال، بما يبين بشاعة هذه  الظاهرة وخطورتها على الإنسان السوي، ومنظومته الأخلاقية، وعدم التيه مع المفاهيم الضبابية والمضللة (المثلية الجنسية مثلا)”، وفق البلاغ.
كما سعى الموضوع، يضيف البلاغ، إلى “الحرص على تبيان تهافت العلاقة المتوهمة بين الشذوذ الجنسي والجينات، وكذلك الاشتغال الدائم على توعية الدول والمجتمعات، والأسر والأفراد والجماعات العلمية، بخطورة ظاهرة الشذوذ الجنسي، وذلك من خلال تفكيكها، وكشف أساليب المطبعين معها، والمناصرين لها، والمستثمرين في انحراف الفطرة الإنسانية، ولم لا تشجيع الأساتذة والباحثين وطلاب الدراسات العليا على التصدي لهذه الظاهرة الشنيعة بالبحث والدراسة، وذلك من خلال أبحاث عابرة لمختلف التخصصات”.
وبينما تم التأكيد على “وجوب مد يد المساعدة الطبية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية والدينية للأفراد المتعافين والتائبين من أفعال الشذوذ الجنسي وعدم التنمر عليهم”، أبرز البلاغ أهم توصية انتهت إليها الندوة الدولية العاشرة، وهي أساسا:الدعوة إلى تشكيل حلف الإنسان السوي، يجتمع فيه كل الرافضين والمقاومين للشذوذ الجنسي”، وذلك “بغض النظر عن دياناتهم وعقائدهم ومذاهبهم وطوائفهم وأعراقهم وخلفياتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية”، على حد نص البلاغ.
وارتباطا بأشغال الندوة، لم يفت بيانها الختامي “تثمين جهود الدول العربية والإسلامية في التصدي لظاهرة الشذوذ الجنسي وما يتفرع عنها من ممارسات وسلوكات منحرفة”، مع الإشارة إلى أن الحدث السوسيوثقافي قد اختتم بتتويج مجموعة من الباحثين بجوائز قيمة، حيث فازت دة. نورة صالح الصويان (السعودية) بالمركز الأول، عن بحثها المعنون ب “ظاهرة الشذوذ الجنسي ومزاعم علاقتها بالجينات: دراسة تحليلية نقدية للأدبيات”، في حين حل ثانيا د. منير بيروك (المغرب) عن بحثه المعنون ب “الشذوذ وتعدي الحدود في النظرية النقدية الفرنسية”.
أما المركز الثالث فجاء من نصيب د. أحمد ذيب (الجزائر) عن بحثه المعنون ب “التبرير العلمي للشذوذ الجنسي: بحث في الأدلة والمفارقات”، ومن نفس الدولة (الجزائر) حلت دة. جميلة بلعودة في المركز الرابع، عن بحثها المعنون ب “الشذوذ الجنسي في ميزان الفطرة السوية”، فيما حصلت دة. بهية سهلي (المغرب) على المركز الخامس عن بحثها المعنون ب” الشذوذ الجنسي بين الحظر الشرعي، وحق الحرية الفردية، مقاربة شرعية حقوقية “، وفق ما أعلن عنه المركز ضمن بلاغه.
ويذكر أن الندوة قد انطلقت أشغالها بكلمة للرئيسة العامة للمركز الأميرة الدكتورة سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي، أبرزت من خلالها تركيبة ظاهرة الشذوذ الجنسي وأسبابها وخطورتها، وبعدها تقدم الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البريدي بكلمة اللجنة العلمية للندوة، وضع فيها الحضور في دواعي وحيثيات هذه الندوة، مشيراً إلى استقبال اللجنة ل 51 ملخصاً بحثياً، جرى إخضاعها للتحكيم لمرتين، حيث تم الوقوف على اختيار 20 بحثاً من خمس دول، هي: المغرب بسبعة أبحاث، السعودية بستة أبحاث، الجزائر بخمسة أبحاث، مالي وتايلاند ببحث واحد.
وقد توزعت الندوة على جلسات بمحاور مرتبطة بالموضوع، جرى تسيير الجلسة الأولى من طرف الدكتور عبدالغني قزبير (المغرب)، في محور: “قراءة ظاهرة الشذوذ الجنسي واستشرافها”، فيما ترأس الدكتور حسن الذبياني (السعودية) جلسة المحور الثاني “الأفكار والأنساق والظواهر ذات العلاقة بالشذوذ الجنسي”، كما خصصت الجلسة الثالثة لمحور “الأبعاد النفسية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية والطبية والسكانية والبحثية لظاهرة الشذوذ الجنسي”، وترأسها الدكتور أحمد موسى بدوي من (مصر).
وفي ذات السياق، تناولت جلسة المحور الثالث من الندوة الدولية “جهود الدول العربية والإسلامية في مقاومة الشذوذ الجنسي”، أدار جلستها الدكتور عبدالله البريدي (السعودية)، ليتم تتويج أشغال هذه الندوة، في اليوم الثالث، بجلسة متضمنة للمحور الخامس حول “سبل علاج ظاهرة الشذوذ الجنسي”، والتي تقدم لتسييرها الدكتور لخلافه متوكل من (المغرب) ليفتح باب النقاش في وجه الحاضرين الذين أثروا اللقاء بمقترحاتهم وتصوراتهم وملاحظاتهم بأفكار ومقاربات غنية.