هذا ماخلص إليه المؤتمر التأسيسي لرابطة كاتبات افريقيا
8٬472
أعلنت المشاركات في المؤتمر التأسيسي لرابطة كاتبات افريقيا، المنعقد بالمملكة المغربية بالرباط عاصمة الثقافة الافريقية يوم الخميس 09 مارس 2023، بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وذلك تحت شعار: “من أجل مد جسور الشراكة الثقافية الافريقيةأن المؤتمر يعد محطة تاريخية مفصلية في المشهد الثقافي الإفريقي، وفضاء للحوار والتبادلبينمختلف الحضارات الإفريقية المتنوعة والمتعددة الروافد، من خلال الحضور المتميز والوازن للمبدعات والمفكرات والكاتبات والمثقفات المشاركات عن أكثر من أربعين(40) دولة إفريقية.
وإذ يأتي هذا المؤتمر في سياق يعرف العديد من التحديات والرهانات الدولية والإقليمية والوطنية داخل بلداننا الافريقية، وهي التحديات التي تجعل من الثقافة فاعلا أساسيا في معادلة التنمية والتطور، فإنه يطرح علينا ككاتبات ومثقفات إفريقيات مهاما جسيمة آنيا ومستقبليا، من أجل تحقيق مكتسبات ثقافية وتنمويةجديدة تعود على قارتنا بالأفضل.
كما يأتي هذا المؤتمر بموازاة مع احتفاء نساء العالم، وضمنه نساء افريقيا باليوم العالمي للمرأة، وإذ نستحضر كمؤتمرات في هذه اللحظة كل المجهودات التي تقدمها النساء الافريقيات من أجل الاسهام في دينامية التنمية والتمكين من كافة الحقوق الإنسانية، فإننا نُؤكد على مواصلة المسار لرفع تحديات إنجاح هذا المشروع الإفريقي الحضاري.
كما ينعقد المؤتمر في إطار تحويل يوم 9 مارس من اليوم الوطني للكاتبة المغربية، الذي تحتفل به كل سنة رابطة كاتبات المغرب إلى اليوم الإفريقي للكاتبة الإفريقية من منطلق كون إفريقيا هي وطننا الكبير والحاضن لتعبيراتنا الرمزية والثقافية والفكرية، والتي تعد جسر التواصل والتعاون والتضامن بيننا.
لذا، فإننا نعتبر كمؤتمرات هذه اللحظة التاريخية التي تجمعنافرصة لنا ككاتبات إفريقيات، لنكون شريكات فاعلات في الدينامية الجديدة التي تدخلها القارة الإفريقية مع القرن الحادي والعشرين في المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والثورة التكنولوجية.
إن المؤتمر التأسيسي لرابطة كاتبات إفريقيا، وانسجاما مع الشعار الذي رفعه ، وبعد وقوف المؤتمرات على الكلمة التوجيهيةللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي ،تم التأكيد على أهمية المؤتمر، واعتباره حلما يتحقق نحو مستقبل التضامن والتكتل والتشارك لتأسيس افريقيا الأفارقة من بوابة لغة الابداع والفكر والعلم، وبصوت المؤنث في أفق صناعة التغيير من خلال اطلاق المشروع الثقافي الافريقي وهو المشروع الذي يمتلك رؤى موحدة الإرادة والمبادرة تروم الى إنجاز الفعل الثقافي الهادف، داخل افريقيا الشامخ، أرض الحضارات العريقة، والثقافات المتنوعة ،بنساء عازمات قادرات وقادمات لمأسسة مسار جديد نحو دمقرطة فعلية للعلاقات بين المحيطات والقارات ،بما يضمن التشارك والتضامن بيننا كإفريقيات لنركب سويا سفينة مشروع ثقافي إفريقي موحد.
وبعد نقاش مستفيض للمؤتمرات حول الأرضية الثقافية والفكرية والقانونية من خلال لجنتي:
1 – لجنة المشروع الثقافي الافريقي .
2 – لجنة القانون التأسيسي .
أجمعتالمؤتمرات على تثمين أرضية اللجنة التحضرية للمؤتمر التأسيسي لرابطة كاتبات إفريقيا، في جو سادته روح تشاركية عالية، تنتصر للوحدة والتعاون والتضامن، وخلصن الى ما يلي:
أولا :اعتبار محطة المؤتمر فرصة نوعية لترسيخ ثقافة إبداعية بلغة المؤنث، تقوم على المساواة وتكافؤ الفرص من خلال مد الجسور بين مختلف الثقافات الافريقية والطاقات الإبداعية النسائية خدمة لحرية الفكر والابداع والابتكار،
ثانيا – بما أن الثقافة هي ثروة مادية ولا مادية ورافعة للتنمية في مجتمعاتنا الإفريقية بجميع أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والبيئية فإن أي رهان على التنمية الشاملة لايستقيم دون الاهتمام بالمثقف (ة)كصانع(ة) للفكر والابداع ألخ…
ثالثا – وحيث أن الاستثمار في المقدرات الثقافية للإنسان الافريقي يدفع نحو بلوغالمرتكزات الأساسية للتنمية والارتقاء بالفعل الثقافي للمبدعات الافريقيات،
رابعا – إن رهان تقوية جسور التواصل الثقافي بين المبدعات الافريقيات، يعد هدفا فكريا انسانيا طموحا ،وحاسما في تحقيق التماسك المجتمعي داخل القارة الافريقية على مستوى شعوبها وثقافاتها الغنية والمتعددة الأصول والروافد في عمقها الحضاري والثقافي الممتد عبر تاريخ عريق، فإن المؤتمرات يدعين إلى :
-تضافر الجهود من أجل ثقافة افريقية منفتحة متجددة ومنتصرة لإنجاز تغيير يرقى بالتنوع الثقافي، ويوحد الارادات والأصوات الثقافية النسائية، غايته إعادة الاعتبار لأدوار الثقافة الافريقية في شموليتها بتنميتها واكسابها قدرة تنافسية عالية في عالم مليئ بالمتغيرات،
– إرساء مشروع ثقافي افريقي عبر سن سياسات حكومية افريقية دامجة، بما يسهم في الرفع من منسوب الوعي الثقافي والديمقراطي والحقوقي لدى الشعوب الافريقية وأجيالها المتعاقبة، وجعل هذا المشروع بصيغة المؤنث آلية أساسية لاكتشاف الطاقات النسائية الإبداعية الواعدة في مجالات ثقافية متعددة تمكن قيامها بأدوارها الطلائعية لتحقيق التنمية الشاملة،
-إعادة الاعتبار لأدوار ومهام الكاتبات والمفكرات والمبدعات الإفريقيات في المشهد الثقافي الوطني والإقليمي والدولي، بإدماجهن في صناعة القرار الثقافي،
– تشجيع المبادرات الإبداعية والثقافية للنساء الإفريقيات من خلال سن آليات للتنسيق والتشبيك والتكوين والدعم على مستوى الطباعة والنشر والكتابة والتبادل الثقافي .
– التمكين الفعلي للنساء الإفريقيات من حقوقهن الثقافية كحق إنساني كوني بمقومات الحرية والاستقلالية والتعبير .
وفي ختام المؤتمر رفعت المؤتمرات التوصيات التالية:
– تأسيس رابطات للكاتبات الإفريقيات في الدول الأعضاء، تقوم بأدوارها بشكل مستقل، وتنسيقي مع المكتب الدائم بالعاصمة الرباط بالمملكة المغربية.
– الإجماع على ضرورة دفاع رابطات الكاتبات الإفريقيات عن المثقفة الافريقية بلغة واحدة موحدة لتتبوأ مكانتها الاعتبارية في مختلف المحافل الوطنية والإقليمية داخل التراب الافريقي.
كما يوصي المؤتمر بأن يعمل المكتب الدائم على خلق خرائط الاشتغال للترافع عن المثقفات والمبدعات الإفريقيات على أسس التشارك والتنسيق مع كافة المؤسسات الدولية ذات الأهداف المماثلة في إطار الندية على مستوى القارات.