وكالة المياه والغابات تخلد اليوم العالمي للغابات في خنيفرة بالتوقيع على اتفاقيتي شراكة وتعاون محلية ودولية

  • أحمد بيضي
عاش إقليم خنيفرة، يوم الثلاثاء 21 مارس 2023، “حدثا غابويا بامتياز” تزامنا مع اليوم العالمي للغابات 2023، الذي يصادف التاريخ ذاته من كل سنة، واختير له هذه السنة شعار/ موضوع “الغابات والصحة”، حيث اختارت “الوكالة الوطنية للمياه والغابات” تخليد هذا اليوم العالمي بهذا الإقليم الذي يزخر بمؤهلات طبيعية وغابوية أرزية معروفة وطنيا وعالميا، وجاء برنامج الوكالة مسايرا لنداء الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تجعل من المناسبة فرصة لحث وتشجيع بلدان العالم على  بذل الجهود الممكنة قصد الحفاظ على الموروث الغابوي وضمان استدامته والتوعية بأهميته في الحفاظ على التوازن البيئي.
وتم تخليد هذا اليوم الأممي، بين منتجعي أجدير وأكلمام أزكزا، إقليم خنيفرة، تحت إشراف المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، مرفوقا بعامل الإقليم، محمد فطاح، والمستشار في المؤسسة الكندية للتعاون والتنمية الدولية(SOCODEVI) ، جان توشيت، في حضور عدد من الشخصيات العسكرية والأمنية والمدنية، ومن أفراد مصالح قطاع المياه والغابات، والمنتخبين ومكونات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام، وكان الحدث فرصة مناسبة لتسليط الضوء على الإرادة الوطنية للحفاظ على الثروة الغابوية كأحد ركائز تراثنا الطبيعي، لضمان استدامتها وزيادة الوعي بها وبأهميتها في الحفاظ على التوازن البيئي.
وارتباطا بالموضوع، تم تنظيم مجموعة من الأنشطة المتعلقة بالحفاظ على الغابات وتعزيزها، هذا وقد تميزت التظاهرة، المنظمة بإقليم خنيفرة، بتوقيع كل من الوكالة الوطنية للمياه والغابات ومنظمة تنمية الغابات التابعة لجماعة أكلمام أزكزا التي تجمع بين العديد من الجمعيات المحلية المكونة من مختلف مستعملي الغابة اتفاقية شراكة، وتعد هذه الاتفاقية، بحسب بلاغ صحفي، هي “الأولى التي تجمع بين الطرفين منذ انطلاق استراتيجية غابات المغرب 2020-2030، في أفق إعداد أكثر من 30 اتفاقية سيتم توقيعها مستقبلا، دون أن يفوت وكالة المياه والغابات إبراز عدد من إنجازاتها واطلاع المهتمين بمختلف تدخلاتها في مجال التدبير المستدام للغابات المغربية”. 
وتندرج هذه الاتفاقية، وفق البلاغ، في إطار المحور الأول لاستراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، التي تصبو إلى “إعادة هيكلة المقاربة التشاركية وضمان مصالحة بين مستعملي الغابة وهذا الارث، وأيضا بين الوكالة الوطنية للمياه والغابات والجماعات المحلية ومنظمات التنمية الغابوية الذين سيلعبون دور الواجهة”، فيما عرفت ذات التظاهرة، توقيع اتفاقية تعاون بين المغرب في شخص الوكالة الوطنية للمياه والغابات، وكندا ممثلة في الشركة الكندية للتعاون والتنمية الدولية، ويتعلق الأمر هنا ب “مشروع لتعزيز تكيف المرأة مع تحديات التغيرات المناخية في جهة المنتزه الوطني لخنيفرة بتمويل يقدرب 10 ملايين دولار كندي”.
وبخصوص الموضوع، لم يفت المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، التأكيد أن الاتفاقية الموقعة مع الجماعات المحلية ومنظمات التنمية الغابوية ستساهم في “تحقيق المصالحة بين الغابة والساكنة”، ومن خلال ذلك قد يتم التمكن من الحماية المنشودة للموارد الطبيعية، فيما ترمي الاتفاقية الثانية الموقعة مع المؤسسة الكندية للتعاون والتنمية الدولية، إلى “ترسيخ دور المرأة القروية في تنمية الغابات والحفاظ عليها، وكذا تطوير المنتزه الوطني لخنيفرة عبر الرقي بآليات ومخططات جديدة للحفاظ عليه”، مع دعم المجتمعات المحلية في البحث عن حلول قائمة اعتمادا على مبدأ المقاربة التشاركية، وعلى حكامة القطاع بشكل عام. 
التظاهرة الغابوية التي تم احتضانها بمنتجعي أجدير وأكلمام أزكزا، إقليم خنيفرة، والمدرجة في إطار تفعيل استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، بغاية “احتواء إشكالية التدهور وخلق توازن بين الحفاظ على الغابة ومواردها وتطويرها”، قد جرى تتويجها بجولة ميدانية بمشاركة عدد من الشركاء والمنظمات غير الحكومية العاملة بمجال تقوية وتعزيز مختلف الأنشطة السياحية البيئية بالمنتزه، مع عرض مختلف الإجراءات التي باشرتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات بهدف “الحفاظ على منتزه خنيفرة الوطني، بما في ذلك خطة عمل المنتزه وتنمية السياحة البيئية لبحيرة أكلمام أزكزا”.
وخلال الجولة الميدانية أعطيت الانطلاقة لعملية تشجيرية للأرز والبلوط الأخضر المتعارف عليه علميا بالسنديان الاخضر، ومن المقرر أن تغطي هذه العملية “مساحة تقدر ب 1300 هكتار، للفترة 2023-2027، كما أنه من المخطط له، تعويض الساكنة المحلية بمقاصة حظر الرعي بحوالي 5.5 مليون درهم، فيما اطلع الجميع على منجزات ومجهودات منتزه خنيفرة الوطني الذي تم إحداثه سنة 2008 بمساحة إجمالية تقدر بأزيد من 80000 هكتار ويقع بالكامل داخل محمية المحيط الحيوي لأرز الاطلس”، فيما تميز الحدث بكونه فرصة للوقوف عن قرب على الجهود التي تبذلها مختلف الأطراف الفاعلة في زيادة الوعي بالحفاظ على الموارد الطبيعية.
وخلالها اطلع الجميع على أهداف وتجارب جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، تعاونية أساراك، الشبكة الجمعوية لمحمية المحيط الحيوي لأرز الأطلس التي تضم 15 جمعية محلية، والتي تبذل جهودا ممكنة بهدف جعل المحيط الحيوي فضاء للتوفيق بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحفاظ على الموارد الطبيعية، وقد أعطيت الكلمة لممثلي بعض الجهات والتعاونيات، عند انطلاق التظاهرة، للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم وتصوراتهم بكل تلقائية، ذلك قبل إعلان نادي إسمون نعاري عن تكريم امرأتين (رياضية في شخص وصال تيتاح وفنانة في شخص ليلى عجماوي)، فيما تقدمت جمعية علوم الحياة والأرض بتذكارين لعامل الإقليم والمدير العام لوكالة المياه والغابات.