خنيفرة تحتضن ندوة وطنية لتشخيص “الأسس الرمزية والفكرية للذاكرة المجالية الأطلسية”

أحمد بيضي الخميس 20 أبريل 2023 - 12:35 l عدد الزيارات : 14852
  • أحمد بيضي
تفعيلا لبرنامجها السنوي الثقافي والعلمي والمدني، تنظم “مؤسسة روح أجدير الأطلس”، بخنيفرة، يوم الجمعة 28 أبريل 2023، ندوة علمية وطنية في موضوع “الأسس الرمزية والفكرية للذاكرة المجالية الأطلسية” وذلك ، بمشاركة خبراء وباحثين أكاديميين من شتى المجالات العلمية، وتندرج هذه الندوة، التي سيتم احتضان أشغالها بالمركز الثقافي أبو القاسم الزياني، من باب “إسهام المؤسسة في تعزيز الشروط العلمية والإنسانية والنقاش العمومي حول الثقافة الأمازيغية بكل مقوماتها ومكوناتها، والتعريف بالأسس المرجعية للذاكرة المجالية للأطلس المتوسط، الرمزية منها والفكرية والاجتماعية والايكولوجية”، وفق بلاغ في الموضوع.
ومن المبرمج أن تفتح أشغال الندوة بالجلسة العلمية الأولى، التي اختير لتسييرها ذة. ربيعة مونير، بعرض للباحث الجامعي ذ. لحسن جنان (من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس) في موضوع “القيم الراسخة في الهوية الأمازيغية: قراءة في بنيات وأسس تنظيم المجال والمجتمع”، يليه الجامعي ذ. مولاي هاشم جرموني (من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس) في ورقة حول « Les soubassements culturels et symboliques de la création littéraire amazigh»
كما يشارك الفاعل المدني والجامعي ذ. التجاني السعداني (من جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال) بعرض حول« Les voix/es de l’esprit collectif dans la société amazighe. Analyse de la dialectique du groupe et de l’individu à travers la poésie»، قبل تتويج الجلسة بمداخلة للجامعي ذ. عدي بكري (من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، مراكش) في موضوع« Le poème-tapis ou le sens artisanal de la création poétique chez le poète amazigh»
أما الجلسة العلمية الثانية التي ستجرى بتسيير ذ. أحمد حميد، فسيتم افتتاحها بمداخلة للجامعي ذ. محمد بوكبوط (من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس) لإبراز “شذرات من ذاكرة وتاريخ زيان والاطلس المتوسط، وبعده الجامعي سعيد حنين (من جامعة مولاي إسماعيل، مكناس) بورقة حول “الإعلام الأمازيغي السمعي/ البصري: واجهة أساسية للنهوض بالأمازيغية”، يليه الباحث الجامعي حوسى أزارو (من جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال) بعرض حول “الأسس الثقافية للحياة الاجتماعية بالأطلس المتوسط المركزي: الأرض، الإنسان والقيم“.
وارتباطا بموضوع الندوة، أوضحت “الأرضية التأطيرية” كيف “دأب إنسـان الأطلس المتوسـط على ربط علاقة متينة وحميمية بالمجال الذي يحيا فيه، إذ به تمكن من تأسيس قيم الاجتماع ومستلزماتها، وتفاعل مع شـروطه الطبيعية والإنسانية والثقافية، وباشر انخراطه في أنشطته الحياتية، والتي عنها تولدت لبناته الأولية للقرابة، وتكونت نظم حياته الجمعية. بما هي محددات اجتماعية وإيكولوجية أقدرته على اجتراح اتجاهاته الروحية التي سـمت به لتأسيس نظمه الرمزية للاجتماع، ودعمت مسوغات انغراسه في سيرورة الأنشطة الانتاجية والحرفية التي ظل يقبل عليها”.
حيث “تم تدريجيا استحداث جملة من المكونات الرمزية والفنية والجمالية، بفعل تظافر الخبرات الحياتية والثقافية للأفراد والجماعات الذين انصـرفـوا لتشكيل ملامح مقومات تفكيرهم الاجتماعي، بوصفها أساس جمعية ناظمة لممارساتهم المادية في بناء الثروات، وسندا لابتكار الأنشطة اللامادية الداعمة للإنتاج الرمزي في مختلف مناحي الحياة، ومراكمة التجارب الجمعية التاريخية لإنسان الأطلس المتوسط، والتي أسهمت مع مرور الزمن في تمكينه من استدامة انتمائه المجالي، وتثمين خبراته الحضارية”.
و”بغرض ترسيخ تلك الأنماط الحياتية والاجتماعية، تضيف الأرضية، اتجه المجتمع الأطلسـي إلى التمسـك بتلك المقومات المادية واللامادية التي ينهض عليها قوامه الثقافي، عبر تنشـئة أفراده على تشرب قواعد المجتمع ومثله الروحية والفنية، والعمل على تغذية رؤيتهم للحياة والإنسان والمجال والقيم الاجتماعية، وضمان تشـربهم لكيفيات تنظيم الحياة الجمعية المولدة للهوية والذاكرة المجاليتين”.
وقد “ظلت تلك الأنماط تحيل على أرض وعشـيرة الأجداد بعوائدها الاجتماعية، وطقوسها الثقافية، وممارساتها الانتاجية، مثلما انصرفت لتثمين غيرها من الأحداث المؤسسة للروح الجماعية، ولإطارها الإيكولوجي المستوعب لها، والمحدد لحركيتها الاجتماعية والمجالية، والداعم لاستمراريتها الزمنية والمكانية”.
لعل ذلك، ما “يستدعي العمل على استقراء فہوم وكيفيات بناء الأطلسـي لتجاربه الحياتية والاجتماعية والثقافية، عبراقتفاء مسـارات الذاكرة وتشعباتها، الشـفاهية منها والمكتوبة، المادية والرمزية، الإنسانية والطبيعية، المحقق منها وغير المحقق أكاديميا، بما يشـي بتنوع المشـارب والمصـادر التي أعانته على تأسيس تلك المبادئ والمعايير الناظمة لإبداعاته وتصـوراته وممارساته وهو يبتهج تارة بالاستقرار، ويهيم في غيرها من الأوقات بالارتحال في عوالم الجغرافيا، وهو يسـمـو نحو نسـج معـالم رموزه الثقافية، ومجاراة مراقيه الروحية، والاستمداد من تذوقه الجمالي للقيم الفنية لحظة سـعيه للتعبير عن كينونته الإنسانية والمجالية”.
على إثرها “تشكلت ذاكرة مركبة، وبنية رمزية، شـعورية وغير شـعورية، ما فتئنا نتغافل عنها، كلما اكتفينا بالانحباس في حدود رصـد مظاهر الفعل الثقافي الأطلسي دون النفاذ لأسسه ومبادئه، أوالانغماس في نزعة محمومة بالاحتفال الطقوسي بقيم الثقافة الأمازيعية أو الاحتفاء التمجيدي برموز المقاومة وفق نزعـة ماضـوية، لا تفتأ تعيد إنتاج الممارسات الفنية والإنتاجية وفق منطق فولكلوري، بما قد يسهم لا محالة في تعطيل إمكانية تطويرها، عوضا عن استئناف طابعها الإبداعي والدينامي في مجريات الحياة الراهنة للمغاربة”.
وهي “الأسـس الرمزية والفكرية التي قد نستقيها من الذاكرة المجالية-المكانية المتمثلة في الآثار المادية والمعمارية والتقنية، والأنشطة الاقتصـادية، الفلاحية منها والحرفية والصناعية، أو ننهلها من حيثيات الذاكرة الاجتماعية والثقافية الناظمة للحياة الفردية والجماعية، ولمختلف التنظيمات والاحداث والوقائع التي شـكـلـت عمليـا ذلك النسـق المتكامل من الأنظمة الرمزية والمحددات الفكرية الاجتماعية المبثوثة في شبكة من المكونات والأبعاد المتراصـة لها”.
والتي قد “نلفيها سـواء في البنية اللغوية، أو في مضامين الأساطير وحيثيات الحكاية الأطلسية، وغيرها مما له صـلة بالخلفيات الفنية للأدب الأمازيغي على اختلاف مشاربه، وتعدد تعبيراته. حيث تأتى لساكنة الأطلس المركزي، أفرادا وجماعات، أن تتفاعل ديناميا مع محيطها المادي والاقتصادي والتقني، وتغتنم فرص الارتقاء والسمو على تضاريسه وعوالمه المادية نحوتكوين وبناء أنماطها الثقافية والحضارية”، وفق الأرضية.
تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 9 مايو 2025 - 08:56

ملفات التدليس والتزوير تهزّ مجلس الدار البيضاء فهل ستتحرك النيابة العامة للتحقيق مع رئيسة المجلس ونائبها؟

الجمعة 9 مايو 2025 - 08:21

عرض لأبرز عناوين الصحف الوطنية الصادرة اليوم الجمعة 9 ماي 2025

الجمعة 9 مايو 2025 - 08:04

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة 9 ماي

الجمعة 9 مايو 2025 - 00:52

مراكش تحتفي بالمديح والسماع في مهرجان وطني يكرّم الفنان البشير عبدو

error: