سينما جنوب الصحراء تسرق الأضواء بمهرجان خريبكة

عبد الرحيم الراوي الثلاثاء 30 مايو 2023 - 13:16 l عدد الزيارات : 12583

عبد الرحيم الراوي

أسدل الستار على الدورة 23 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية، والتي امتدت عروضها ما بين 6 و13 ماي الجاري بفوز الفيلم الكيني “الحفرة” للمخرجة أنجيلا وامي بالجائزة الكبرى “أوسمان صامبين”، كما فازت أفلام أخرى من جنوب الصحراء بجوائز عديدة، حيث نجحت في إنجاز أشرطة حققت فرجة سينمائية ممتعة خلال أيام المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، مخلفة انطباعا إيجابيا لدى المتتبعين.

فبالنسبة لمن أتيحت له فرصة الجلوس إلى طاولة النقاشات الخارجة عن برنامج الدورة، والاستماع إلى كواليسها من أفواه بعض النقاد المشهود لهم بالكفاءة والمصداقية، سيدرك بأن سينما جنوب الصحراء تفوقت خلال هذه السنة على السينما المحلية التي كانت ممثلة بثلاثة أفلام مغربية خلال دورة 2023 وهي: شريط قصير بعنوان “كوربيس” للمخرج  وفيلمان طويلان، “جلال الدين” لحسن بنجلون، و”واحات المياه المتجمدة” لرؤوف الصباحي.

ورغم فوز الشريطين الطويلين ببعض الجوائز، إلا أن المواضيع التي تناولهما كل من المخرج حسن بنجلون ورؤوف الصباحي لم تكن في المستوى المطلوب، خاصة فيلم “جلال الدين” الذي طرح موضوعا متجاوزا، ولم يعد يكتسي أهمية بالنسبة للمجتمع المغربي، كتصوير التصوف على أنه الملاذ الوحيد للاستقرار الروحي والنفسي.. والصراع بين الخير والشر، وارتكاب الذنب، ثم الثواب..

بخلاف أفلام جنوب الصحراء، التي ركزت على مواضيع مختلفة، ذات صلة بالواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والبيئي، الذي تعيشه بلدانهم، مع سرد الأحداث بطريقة بسيطة لا تحتاج إلى إمكانيات مادية أو لوجيستية ضخمة كما هو الشأن بالنسبة إلى بعض الأفلام المغربية.

لكن الملاحظ هو أن غالبية الأفلام الناجحة التي شاركت في المسابقة، كان وراءها مخرجون شباب أبناء جنوب الصحراء، وهي من بين العوامل الأساس التي لعبت دورا مهما في إنجاح العديد من الأفلام المتبارية، ومكنتها من الفوز بالجوائز.

فالفيلم القصير “إياترا” للمخرج الرواندي الشاب “كيني قاسم” كشف عن حقائق الحرب الإثنية بين التوتسي والهوتو التي اندلعت سنة 1994 برواندا، وخلفت وراءها مآسي إنسانية مروعة، حيث عرف المخرج الشاب كيف يوظف إمكانياته المتواضعة، كي يسرد قصة أب فقد ابنه خلال الأحداث المأساوية مست مشاعر المتلقي.

نفس الشأن بالنسبة لشريط “شجاعة زائدة” لمخرجه بيلي توري ولوران شوفاليي، الذي شكل مفاجأة للعديد من السينفيليين، من حيث الموضوع وكذلك تقنيات الكاميرا الممثلين ذووا الاحتياجات الخاصة.

ويحكي الفيلم عن مجموعة من المعاقين الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم إسم Handicapable، فأخذوا يبذلون مجهودات ذهنية وبدنية لإثبات الذات، والتفوق على الإعاقة، فكانت الرسالة واضحة من خلال هذا العمل مفادها، لا شيء مستحيل عندما تتوفر الإرادة، والتحدي هو السبيل الوحيد لإزالة العراقيل والصعوبات.

أما الفيلم السنغالي القصير “كيبو” للمخرج الشاب “عبدولاي ساو” والذي فاز بجائزة التنويه، فقد طرح مشكل الهدر المدرسي، ومشكلة الذكورية في المحتمع السينغالي التي تعترض في بعض الأحيان على أبسط الحقوق، كتمدرس الفتيات خوفا من الانحراف والعار..

وقد خلف الفيلم المصري “ب 19” للمخرج أحمد عبد الله السيد، وتشخيص الفنان المتميز سيد رجب، انطباعا طيبا لدى العديد من الأسماء السينفيلية من بينهم نقاد وفنانون وإعلاميون.

يحكي الفيلم قصة رجل كهل يحرس فيلا متداعية، يعيش فيها حياة هادئة وبإيقاعات على نغمات أم كلثوم التي كان يستأنس بها في لحظات الاسترخاء.

 يهتم بقططه وكلابه التي يعتبرها جزءا من حياته ومن أفراد أسرته، بالإضافة إلى ذلك، كان يحظى الرجل من فينة لأخرى، بزيارة ابنته الوحيدة، وزيارة شابة دكتورة تتقاسم معه حب القطط.

 كانت وتيرة الحياة تمشي في البيت حسب ما يمليه عليه مزاجه، لكن فجأة، يجد الرجل الكهل نفسه، معرضا للتهديد من قبل شاب يعمل حارس السيارات، الذي اقتحم الفيلا وأصبح شريكا فيها عنوة، فغير ذلك الحياة اليومية للكهل، ومن تم بدأت الأحداث تتسارع وهي تخفي عنصر المفاجأة في نهاية الشريط الطويل، والتي انتهت بوفاة الحارس الشاب بعد أن سقطت فوق رأسه قطعة حجر من السقف وكأن البيت انتقم للرجل الكهل وخلصه من الإحساس بالظلم والإهانة.

للإشارة فقد تنافس على جوائز المسابقة الرسمية للفيلم الطويل 12 فيلما من 10 بلدان إفريقية، وهي “جلال الدين” لحسن بنجلون (المغرب)، و”واحة المياه المتجمدة” لرؤوف صباحي (المغرب)، و”سيدراك” لمخرجه نارسيسواندجي (الكاميرون) و”نبات المزارعين” للمخرج دونك جون ايستين (الكاميرون)، إضافة إلى أفلام “أنا الحظ” لمخرجه مارك هنري واجنيرك (الكونغو)، و”أطياف” لمخرجه مهدي هميلي (تونس)، و”أشواك الساحل” لمخرجه بوباكارديالو (بوركينا فاسو)، و”المواطن كوامي” لمخرجه يوهي أمولي (رواندا)، و”19 ب” لمخرجه أحمد عبد الله (مصر)، و”الحفرة” للمخرجة أنجيلا وانجيكوماي (كينيا)، و”مابوتو ناكوزاندرا” لاريادينليناوزامباولو (الموزمبيق)، وفيلم “الشجاعة الزائدة” للمخرجين بيلي توري ولوران شوفاليي (غينيا.

وفي صنف الأفلام القصيرة فقد تنافس 15 فيلما قصيرا من 13 بلدا على جائزتين، ويتعلق الأمر بـ “كوربيس” للمخرج مراد خلو (المغرب)، و”كيبو” لعبدو لاي صوي (السنغال)، و”كوريي فيد” لمخرجه فرانسكي توهونون (بينين)، و”سخونة” لبوريس أوي (كوت ديفوار)، و”رامي” لحمدي وهبة (مصر)، و”جوا كالي” لجواش أوماندي (كينيا)، و”أوجي” لجون لوك ميتانا (رواندا)، و”دا بروكن ماسك” لمخرجه كاغو إدهيدبور (نيجيريا)، ثم فيلم “زيوا” لصاموييل تيبانديك (أوغندا).

إضافة إلى أفلام “موليكا” للمخرج ليو نيلكي (جمهورية الكونغو الديمقراطية)، و”فابولا” لجيريد إلياس (تونس)، و”عزيزتي ورد” لمروة الشرقاوي (مصر)، و”إياترا” لروغابيشا كيني كسيم (رواندا)، و”تسوتسو” لأمارتي أرمار (غانا)، ثم فيلم “سوق” لكاسطون بونكونغو (بوركينا فاسو.).

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 11 مايو 2025 - 16:36

المغرب يرسم معالم نموذج اقتصادي إقليمي جديد ذي أثر قوي

الأحد 11 مايو 2025 - 16:30

مسؤول إسباني: البنيات التحتية المينائية بالمغرب تشهد تطورا “لافتا”

الأحد 11 مايو 2025 - 15:36

بوعياش تشرف على الافتتاح الرسمي لمكتب الشراكة ونقطة اتصال الشبكة الأفريقية المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان

الأحد 11 مايو 2025 - 13:31

مراكش: “أسبوع القفطان” يحتفي بالصحراء المغربية ويكرس المملكة كمرجع عالمي للقفطان

error: