عبد الحميد جماهري: المغرب في قلب العالم و ظل ملتزما بسعيه الدائم في حل معضلات دول الجنوب

عبد الرحيم الراوي

اعتبر المحلل السياسي عبد الحميد جماهري، على إثر استضافته  يوم أمس 4 دجنبر 2022 في نشرة الأخبار للقناة الثانية دوزيم، أن الفوسفاط ومستخلصاته من الأسمدة تضع المغرب في قلب العالم، كونه يتوفر على ثلثين من الاحتياط العالمي بحوالي 70 بالمئة، مشيرا إلى أن المغرب هو المنتج الأول إفريقيا والمنتج الثاني بعد الصين بامتلاكه حصة 31 بالمئة من مشتريات السوق العالمي.

” هناك 14 دولة تتوفر على فروع تابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، وبالتالي فالمغرب يقوم بمتابعة حثيثة لما يقع في إفريقيا، باعتباره الديبلوماسية الاقتصادية الأولى في القارة السمراء “

وخلال هذا اللقاء، نبه المحلل السياسي إلى أن عدد سكان الكرة الأرضية ارتفع إلى 8 ملايير نسمة، مؤكدا أن 3 ملايير منها سيكون بالإمكان إنقاذها وتوفير الحاجيات الغذائية لها عن طريق الأسمدة، وبالتالي “نحن أمام معطى أساس يقوم على كون المغرب في قلب العالم” يقول المتحدث .

وأوضح عبد الحميد جماهري أنه في ظل الأزمة الحالية الغذائية بسبب الكوفيد والحرب الروسية الأوكرانية، تبين أن هناك أوراقا تتعلق بمصير جزء كبير من سكان العالم يتم اللعب فيها، لكن المغرب ظل ملتزما بسعيه الدائم في حل المعضلات، ليس فقط بالنسبة له أو لشمال إفريقيا أو لمنطقة مينا والشرق الأوسط، بل لدول جنوب/ جنوب والمقصود بها هنا بالأساس، الدول الفقيرة أو متوسطة النمو.  

وقد استشهد المحلل السياسي للقناة الثانية بأحد الخبراء الكنديين سايمن جاكسون الذي قال “لولا المستخلصات الفسفورية من الفوسفاط المغربي لما استطعنا تجويد النظام الغذائي العالمي، ولما استطعنا أيضا الرفع من هذه المنتوجات“.

في السياق ذاته، أكد جماهري الحضور القوي للمغرب بخصوص إنتاج الأسمدة، وحرصه على تحقيق الأمن الغذائي بالنسبة لساكنة القارة السمراء، التي تحضى بالأولوية القصوى لدى المملكة، مضيفا أن هناك 14 دولة تتوفر على فروع تابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، وبالتالي فالمغرب يقوم بمتابعة حثيثة لما يقع في إفريقيا، باعتباره الديبلوماسية الاقتصادية الأولى في القارة السمراء.

وفي هذا الصدد كشف الإعلامي والمحلل السياسي، عن وجود مشروعين أساسيين في دولتين كبيرتين: الأول بكلفة 2.5 مليار دولار في إثيوبيا والثاني في نيجيريا ب1.4 مليار دولار على مدى 5 سنوات، على اعتبار أن إفريقيا تشكل 60 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، وأن المستقبل الغذائي للبشرية يلعب اليوم في التربة الإفريقية.

وذكر عبد الحميد خلال الاستضافة في بلاطو نشرة المسائية للقناة الثانية، أن المغرب يتابع ويرافق العملية ليس فقط من حيث التمويل أو التأمين، بل أيضا من حيث رباعية أساسية وهي الفلاحة المستدامة، التربية، التكوين والاستفادة من الخبرة، مبرزا أن هناك أكثر من 100 ألف فلاح إفريقي يستفيدون من المختبرات التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط.

وشدد عبد الحميد جماهري على ضرورة إنتاج الأسمدة لضمان الأمن الغذائي العالمي، وتحقيق فلاحة مستدامة تحترم البيئة في عالم يعاني من تبعات استغلالات الطاقات الأحفورية الملوثة، مشيرا إلى أن هذا هو الرهان الذي يرتكز عليه البرنامج الطموح الذي يحضى بإشراف ملكي، والذي يلتزم بالحياد الكربوني المتعلق بالطاقات المتجددة.

وعن سؤال يتعلق بموضوع المناخ والطاقات المتجددة، قال عبد الحميد جماهري “يجب التذكير بأن المغرب احتضن فوق أرضه الكوب 22 الذي صادق فيها العالم على العديد من الاتفاقيات والالتزامات المتعلقة بالمناخ، وبالتالي، من المنطقي أن يسير المغرب في هذا الجانب، أولا ليس لأن هذا الالتزام عاطفي أو إنساني أو متسامي، بل لأن عالمنا في حاجة إلى مناخ نظيف“.

وعن التحولات المناخية أوضح محلل القناة أن الأزمة التي عاشها العالم، فيها ما هو طارئ كالكوفيد والحرب الروسية الاوكرانية، وفيها ما هو بنيوي متعلق بالتحولات المناخية وبنذرة المياه، ومن تم طرح عبد الحميد الجماهري سؤالا مفاده “كيف نجعل من العلم والتكنولوجيا والتربية.. أدوات لانتقال جديد يسمح بالفعل، كي يستجيب العالم لهذا التحدي ؟“