عبد السلام المساوي يكتب عن”الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية”

محمد اليزناسني الأربعاء 19 أبريل 2023 - 14:27 l عدد الزيارات : 24048

عبد السلام المساوي

إدخال تعديل على اسم “الفريق الاشتراكي”بإضافة “المعارضة الاتحادية “، ليصبح الاسم المعتمد”الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية”، إدخال هذا التعديل لم يكن اعتباطا أو فقط مجرد تعديل، بل تعديل مؤسس سياسيا، وله ما يبرره ؛
– سد الطريق على دعاة التشكيك والتضليل ومحترفي الخلط والالتباس ؛
-تذكير الجميع بأن الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الذي أسس لثقافة المعارضة في المشهد السياسي ببلادنا، ففي ظل الولايات التشريعية التي كانت تهيمن فيها الأحزاب ” الإدارية ” كان البرلمان يضم معارضة قوية يقودها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ” فريق المعارضة الاتحادية ” مما كان يضمن الكثير من التوازن الدستوري والسياسي، ويجنب البلد الانزياحات خارج الأطر الدستورية المشروعة .
ووفاء وامتثالا للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي أسست لميلاد ” المعارضة الاتحادية ” ، وأطرت مسارها السياسي ، ورسخت خطها النضالي في مختلف المراحل والمحطات؛ فإن ” الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية “، وفي زمن التغول، يمارس معارضة واعية ومسؤولة، على قاعدة نفس المبادئ والقيم التي جعلت من حزب الاتحاد الاشتراكي أنموذجا فذا في الوفاء والالتزام بقضايا الشعب والبلاد ، مهما كلفه من تضحيات و نكران الذات….
الاتحاد الاشتراكي قوة سياسية معارضة، قوة دفع تقدمية ، يسارية ، اجتماعية – ديموقراطية تروم إصلاح وتطوير الأوضاع والمساهمة في رسم خطوط المستقبل ، ومناط تحول في المجالات كافة ، السياسية والمؤسساتية والاجتماعية والثقافية ….
أن الاتحاد الاشتراكي الوفي لتاريخه الوطني ، المتشبع بهويته التقدمية ، المستند إلى جذوره الاجتماعية – الشعبية ، ليشكل في عالم اليوم قوة سياسية معارضة ، تنخرط بوعي ومسؤولية في المساهمة في صنع مستقبل البلاد ..
ان الاتحاد الاشتراكي أداة إصلاح وتغيير في الحاضر ومناط تطوير وتحديث في المستقبل ، وان قدراته السياسية والفكرية على التكيف والرؤية البعيدة ، ومؤهلاته النضالية والميدانية ، تجعل منه قوة فاعلة في حاضر البلاد ومستقبلها ، كما كان وقود نضال وتغيير في الماضي البعيد والقريب….
إن الاتحاد الاشتراكي كان دائما مالكا للأفق المستقبلي ومن ثم كان يستشرف المستقبل ويفعل في الأحداث وكان له بعد نظر يجعله يستبق هذه الأحداث ويقود معاركها
وليعلم الجميع أن للمعارضة حزبا يقودها ، هو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، مارسها بقوة وتفوق في زمن القمع والجبروت ويمارسها اليوم بنفس القوة والكفاءة في زمن التغول ؛
ونؤكد للجميع أن الاتحاد الاشتراكي قوة سياسية معارضة ، يناضل بوضوح ويعارض بوضوح ، وإن التمييز بين قوى المعارضة يتم انطلاقا من توجهاتها الفكرية والايديولوجية والسياسية لا انطلاقا من لغو الكلام وسفاسف الشعبوية ؛
الاتحاد الاشتراكي واضح فكريا وسياسيا ، يقطع مع الخطاب المزدوج واللعب هنا وهناك كما هو الشأن بالنسبة لأغلبية التغول ، فلا يحتاج المحلل السياسي إلى بذل الكثير من الجهد في التحليل ، ليخلص إلى إلى أن بيت الأغلبية السياسية ليس على ما يرام رغم تضخم خطاب الانسجام وكل المكياج الذي يوضع على وجه الأغلبية لتزيينها وإظهارها بمظهر الإئتلاف الذي يسوده التوافق والتنسيق الدائمان .
فبعد مرور سنة ونصف السنة على تشكيلها ، لا زالت الأغلبية عاجزة عن إنتاج هوية سياسية للمرحلة ، بل إن بعض الأحزاب تخاف من ربط إسمها بالحكومة ، وتضع ربع بيضها في سلة الحكومة بينما تحتفظ بثلاثة أرباع لوضعها في أي سيناريو محتمل ، والمشكلة في الأحزاب المشكلة للحكومة أنها تريد أن تأكل في صمت وتدافع بصمت، وإذا اضطرت للكلام فهي تتحدث لغة الصمت الذي ينسب لها قولا ولا فعلا .
إن التحالف المهيمن رغم القوة العددية التي يتوفر عليها بالبرلمان والحكومة والجماعات الترابية والنقابات ترك الفراغ على المستوى السياسي ، بل إنه من المستحيل أن تتطابق أحزاب الأغلبية في ما يجري من أحداث والمشاكل المرتبطة بارتفاع الأسعار والسياق الصعب الذي نمر منه ، حيث اختلفت أحزاب الأغلبية في ردة فعلها على هذه الأحداث وعبر كل منها عن مواقف منفصلة تصل أحيانا إلى حد التناقض وإحراج الحكومة ، مما أثار أسئلة عن أسباب هذا التباين وتأثيره المستقبلي على حالة الانسجام والتوافق داخل الأغلبية الحاكمة .
تذكرنا أحزاب الأغلبية بممارسة حزب المصباح لهوايته المفضلة بازدواجية الخطاب التي ظلت تلازم تدبيره جزءا من السلطة طيلة عقد من الزمن ، الذي كان مولعا بالتواجد في كل الأمكنة في نفس الوقت ، يريد الزبدة وثمن الزبدة ، يعشق ملذات السلطة وصولجان المعارض ، وكان دائم البحث عن المبررات التي تسمح له بممارسة الشيء ونقيضه .
تؤكد رسالة الاتحاد – جريدة الاتحاد الاشتراكي عدد 13.428 ( إنها حكومة بدون أغلبية، تؤكد من جديد، محدودية المشروع السياسي الذي اعتمدته لتشكيل الأغلبية، وغياب انسجامها، لكونها مجرد تحالفات عددية، لا يجمع بينها أي برنامج سياسي أو فكري، ودليل على أن النجاعة لا تحسب بالمقاعد ولكن بالقدرة على ابتكار الحلول للقضايا الشائكة، والانتقال بالبلاد نحو الأفضل، وأن ما يقع اليوم ، حيث يتم الجَمع بين الهروب إلى الأمام واستغفال المغاربة ، والحط من شأن الثوابت المؤسساتية، ومنها الأدوار الدستورية للمعارضة، كل هذا يُشكل مؤشرا على انزلاق خطير، يضع الأسس لتكريس هيمنة تُهدد الديمقراطية والتعددية، وتنذر بتراجعات خطيرة في مسار البناء الديمقراطي ببلادنا، وتهدد مختلف السياسات العمومية المستقبلية، والحال أننا في حاجة اليوم إلى حكومة، تحترم ذكاء المواطنات والمواطنين، وتتفاعل بقوة واستباقية مع متغيرات ومستجدات الوضع العالمي والمحلي.)
تحية للفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية نائبات ونوابا ، كفاءات وفعاليات ، تحية للرئيس عبد الرحيم شهيد ولكل مكونات إدارة الفريق ؛
الفريق الاشتراكي بمجلس النواب فريق مناضل ، يمارس المعارضة بنقد مسؤول ، لا يعارض من أجل المعارضة ، بل يعارض من أجل البناء واسماع صوت المواطنات والمواطنين بكل مسؤولية ، وهذا واجبه ، وهذه مهمته ؛
مطمئنون فالاتحاد الاشتراكي حاضر بقوة في مجلسي البرلمان ، النواب والمستشارين ، حاضر سياسة وخطابا وتوجيها ، قيمة رائدة للبرلمان المغربي .

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 9 مايو 2025 - 10:43

انهيار عمارة سكنية بفاس من أربعة طوابق يخلف تسعة قتلى وسبعة مصابين

الجمعة 9 مايو 2025 - 10:29

فرنسيان من أصول مغربية يرتكبان حادثة سير مروعة بمراكش ويلوذان بالفرار

الجمعة 9 مايو 2025 - 10:14

رزم المخدرات بشاطئ آسفي و الأمن يبحث عن الجناة

الجمعة 9 مايو 2025 - 08:59

ضحايا وجرحى في حادث انهيار مبنى سكني بفاس

error: