قاعة محمد الخامس بمقر منظمة الأغذية والزراعة.. معلمة مغربية في قلب المدينة الخالدة

عبد الرحيم الراوي الثلاثاء 30 مايو 2023 - 10:45 l عدد الزيارات : 12689

يتميز مقر منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية (الفاو) بالعاصمة الإيطالية روما، باحتضانه منذ سنوات عديدة لقاعة استثنائية تعكس جمالية المعمار المغربي الخالد، الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان، وكذا عبقرية الصناع التقليديين المغاربة. فبقلب المدينة الخالدة، تتألق معلمة مغربية تبهر زوارها بخشبها المنحوت، وصالونها التقليدي الأنيق، وزليجها المزخرف.وتضفي “قاعة محمد الخامس”، المصممة سنة 1965 بذوق رفيع يعكس غنى الثقافة المغربية، لمسة مختلفة على الإطار الحديث لمقر المنظمة الأممية، تسافر بضيوف القاعة في رحلة خارج المألوف.
ومن شرفة القاعة المغربية، يتمتع الزائر بمنظر مذهل. فهذا الفضاء التقليدي المغربي، الواقع بالطابق الثامن من مبنى المنظمة الأممية، والمجاور لأكبر وأقدم مضمار سباق في روما “سيرك ماكسيموس”، يطل على “حمامات كاراكلا” الرومانية، مما يضفي طابعا سحريا على هذا الفضاء الفريد.
ووفقا للوثيقة التعريفية لمنظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية، التي اطلعت عليها وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد تم تقديم قاعة محمد الخامس كهدية من المملكة، وت ستخدم “للاستقبالات الخاصة”. وتقول المنظمة الأممية إن هذه القاعة “تم تزيينها وتأثيثها بالطراز المغربي الأصيل”، كما أنها توفر للمدير العام للفاو “فضاء مناسبا لاستقبال الزوار الذي يرغب في إظهار لهم أعلى مستويات التقدير”.
وبمجرد الدخول إلى قاعة محمد الخامس، ينبهر الزوار بالثريات المغربية الضخمة المعلقة على الأسقف الخشبية، والتي تزينها الزخارف المغربية الأصيلة. وتضيئ هذه الثريات المبهرة الجدران المزينة بالزليج المغربي الأصيل، الذي يعكس التصميم الهندسي المعقد وعبقرية ”المعلم” المغربي.
ويمكن للضيوف الاستمتاع بالأجواء المغربية التقليدية، إذ تم تغطية الأرضية والجدران بالبلاط المغربي المنحوت يدويا، وتم تجهيزها بأرقى المفروشات الفاخرة مثل السجاد المغربي، والأرائك الجلدية، والبوابات الخشبية، ونافورتين تفصلان قاعة الجلوس عن المنطقة الرئيسة.
وصممت القاعة من قبل المهندس المعماري ويليام برودهيد، الذي فوضه المغرب، وتم تدشينها وتقديمها للمرة الأولى للمدير العام لمنظمة (الفاو)، بيناي رانجان سين، عام 1965. ثم تم تقديمها للمرة الثانية خلال حفل تدشين ثان يوم 10 نونبر 1967، خلال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر (الفاو). وتم إعادة تجديدها بالكامل عام 1986، قبل أن يتم تدشينها للمرة الثالثة في 26 فبراير 1987.
وعلاوة على العاصمة الإيطالية، التي تحتضن أيضا المسجد الكبير لروما الذي تزينه لوحات الفنان المغربي محمد شبعة، تتوزع على إيطاليا عدد من المعالم ذات التأثير المعماري المغربي القوي، لاسيما في جنوب شبه الجزيرة الإيطالية. ويأسر هذا النمط المعماري الأصيل، الذي يربط بين ضفتي المتوسط، الفضاءات الأكثر حميمية لبعض الإيطاليين، الذين يبحثون عن الفخامة والأصالة.
وفي هذا الصدد، يقول الرائد الإيطالي في البناء (Ibuilder) أن ثقافة البلدان الأخرى تجد صدى كبيرا في إيطاليا، مشيرا إلى الأسلوب المعماري المغربي الذي يجمع بين هويات متعددة. ولأول مرة في 61 عاما من تاريخ معرض ميلانو للأثاث، تألق المغرب بقوة خلال دورة هذه السنة، حيث لقي جناحه اهتماما واستحسانا كبيرين.
وأوضح هشام لحلو، مصمم ومفوض الجناح المغربي في معرض ميلانو 2023، أن “الجناح المغربي يجسد الأصالة والمعاصرة في آن واحد، وذو تصميم خارجي مفتوح بأقواس، مع مدخل من كل زاوية عبر الأقواس، وفناء مركزي، وهو ما يحفز الزائر على الدخول لاكتشاف روح الضيافة المغربية. إنه تصميم عالمي رصين وأنيق يعكس روح المغرب”.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 10 مايو 2025 - 10:03

مراكش تحتفي بالمديح والسماع في دورة البشير عبدو…

الجمعة 9 مايو 2025 - 16:03

فيكام 2025: مكناس تحتفي بسحر التحريك وألعاب الفيديو

الجمعة 9 مايو 2025 - 00:52

مراكش تحتفي بالمديح والسماع في مهرجان وطني يكرّم الفنان البشير عبدو

الخميس 8 مايو 2025 - 23:37

منافقون بلا حدود..

error: