لم تستسغ الطغمة الحاكمة بالجزائر ما يجري على أرض قطر من تعاطف وإشادة عربية ودولية واسعة، بفضل إنجازات المنتخب الوطني لكرة القدم، والتي مكنت المغرب من كتابة التاريخ الكروي بأحرف من ذهب، بعد أن نجح في إقصاء أعتى الفرق العالمية من منافسة كأس العالم قطر 2022، لهذا لجأ النظام العسكري مرة أخرى، إلى تعليق فشله ومصائبه على أفضل وشاج متمثل في المغرب.. العدو الخارجي، وهو الأسلوب القديم الجديد الذي يعتمده نظام العسكر، للترويح عن النفس كلما اشتد عليه الخناق وضاق الطوق وشعر بالضغط النفسي.
– اتهامات لا تقل خطورة عن سابقاتها
يبدو أن مسلسل الاتهامات عند الجارة الجزائر، أطول من بعض المسلسلات الهندية والتركية، فبعد المحاولة الفاشلة لتوريط المغرب في قضية إشعال النيران في منطقة القبائل، ودعم حركة الماك ورشاد، وحادثة الشاحنتين الجزائريتين بالمنطقة العازلة بالقرب من بئر لحلو والحدود الموريتانية، والتآمر مع إسرائيل لضرب الاستقرار بالجزائر و..
هذه المرة، اعتقلت السلطات الجزائرية صحافيا معروفا، كان يعمل في وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، وقدمته مؤخرا أمام محكمة الجنايات الابتدائية بمحكمة الدار البيضاء في العاصمة الجزائر، بتهمة “العمل لصالح المغرب، خلال تكليفه بمهمة مراسل بالمغرب”.
وجاء في بعض الصحف المحسوبة على النظام العسكري أن الصحافي المعتقل “سرب معلومات تكتسي طابع السرية لجهات مغربية، تتضمن أخبارا عن الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وأضافت تلك الصحف وعلى رأسها صحيفة “النهار” التي تعتبر أحد الأبواق المدافعة عن الطغمة الحاكمة، أن المتهم سرب تلك المعلومات لشخصيات من أحزاب سياسية، وجمعيات وصحافيين مغاربة وأجانب، عبر اتصالات قام بها الصحفي خلال تكليفه بمهمة مراسل للوكالة سنة 2010”.. لم يتم تحديد طبيعة الاتصالات في البيان المذكور.
– اتهامات تدعي فيها السلطات الجزائرية تفكيكها لخلية مغربية خاصة بالاستغلال الجنسي
من جهة أخرى وفي حلقة من حلقات مسلسل الاتهامات، نشرت السلطات الجزائرية بيانا يوم الأربعاء الماضي، تدعي فيه تفكيك شبكة وصفتها بالخطيرة، تقوم باستغلال الأطفال والقاصرين جنسيا عبر الفايسبوك، تتألف من 20 شخصا ويسيرها مغربيان.
وأشار البيان إلى أن السلطات الجزائرية وجهت للأشخاص المعتقلين تهما تتعلق ب“محاولة النيل من الحياة الخاصة للأطفال، ونشر وبث صور ونصوص من شأنها الإضرار بهم عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وتحريض الغير على استغلالهم وإغرائهم في مسائل منافية للآداب والنظام العموميين”.
النظام العسكري الجزائري لم ولن يكف عن توجيه اتهامات للجارة المغرب، والسبب هو التطور الذي عرفته المملكة في العقد الأخير على جميع المستويات، والذي أحدث فرقا شاسعا بين دولة بترولية ودولة فلاحية، بفضل الإنجازات الدبلوماسية، والشراكات المتنوعة، والسياسات الجيو استراتيجية التي منحت المغرب الأفضلية من حيث الاستثمار في المنطقة، باعتباره دولة تنعم بالأمن والاستقرار من جهة، والبوابة المفتوحة على العمق الإفريقي من جهة أخرى.
– نجاح وليد الركراكي شكل عقدة لنظام العسكر وإعلامه الرسمي
أما الاتهامات الأخيرة، فقد جاءت نتيجة النجاح الباهر الذي حققه المنتخب الوطني المغربي بقيادة وليد الركراكي في مونديال قطر 2022، والذي أظهر من جديد قيمة المغرب والمغاربة عند شعوب وحكومات العالم الذين عبروا عن حبهم اللامشروط للمملكة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا بطبيعة الحال، يزعج الجارة الشرقية التي تسعى بكل الوسائل المتاحة لعزل المملكة عن محيطها الإقليمي والعربي والدولي.
فكيفما كانت طبيعة النجاح في المملكة سواء سياسيا أو ثقافيا أو رياضيا.. سيشكل عقدة للنظام العسكري وإعلامه الرسمي البئيس.
تعليقات
0