كورونا أوقفت عجلة الحياة الطبيعية ولم توقف الحروب بل زادت من قساوتها…

يسرا سراج الدين السبت 2 مايو 2020 - 15:33 l عدد الزيارات : 14698

يسرا سراج الدين

رغم توقف عجلة الحياة الطبيعية في عدد من دول العالم بسبب جائحة “كورونا المستجد”، التي فرضت على كثير من البلدان غلق حدودها وإيقاف أهم نشاطاتها الإقتصادية، واتخاذ تدابير حاسمة يحاسب كل من خالفها للحد من انتشاره وحصده للأرواح،  إلا أن هذا التوقف لم يساهم في الحد من الحروب التي تخلف كوارث إنسانية بل زاد من حجمها.

فإن كانت هذه الأزمة قد خلفت آثارا إقتصادية صعبة على بعض البلدان وشعوبها، فإنها تسببت في معاناة أكبر وأشد قسوة بالنسبة للاجئين في مختلف أماكن تواجدهم.

وقد استنكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين استمرار الحروب وتداعياتها على على اللاجئين والمتضررين الذين أضحى من الصعب عليهم طلب اللجوء  قائلة ” الحروب والاضطهاد لم يتوقفوا – واليوم، يواصل البعض في جميع أنحاء العالم الفرار من منازلهم بحثا عن الأمان، ويساورنا قلق متزايد بشأن التدابير التي اتخذتها بعض البلدان بهذا الصدد والتي قد تؤدي إلى إعاقة الحق في طلب اللجوء بالكامل”.

كما دعت المفوضية جميع الدول لإدارة حدودها في سياق هذه الأزمة الفريدة من نوعها بالطرق التي تراها مناسبة، شرط أن لا تؤدي هذه الإجراءات إلى إغلاق سبل طلب اللجوء، أو إجبار الناس على العودة إلى أوضاع يسودها الخطر.

وتابعت المفوضية “الحلول موجودة، فإذا تم تحديد المخاطر الصحية، من الممكن وضع ترتيبات لعمليات الفحص، إلى جانب الاختبارات والحجر الصحي وغيرها من التدابير، كل ذلك سوف يمكن السلطات من إدارة وصول طالبي اللجوء واللاجئين بطريقة آمنة، مع احترام المعايير الدولية لحماية اللاجئين والتي تم وضعها لإنقاذ الأرواح”، مشددة على أن الأشخاص الذين يفرون من الحروب والاضطهاد بحاجة إلى التضامن والتعاطف الآن أكثر من أي وقت مضى.

الآف اللاجئين في بلدان طالها الوباء يحتاجون للمساعدة …

وبحسب تقرير المفوضية فإنه في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها، تلقت المفوضية وشركاؤها أكثر من 350,000 مكالمة من اللاجئين والنازحين داخلياً منذ دخول إجراءات الإقفال والصحة العامة الأخرى حيز التنفيذ في العديد من البلدان في شهر مارس، حيث طلب أغلبية المتصلين مساعدات مالية عاجلة لتغطية احتياجاتهم المعيشية اليومية.

*تستضيف البلدان المجاورة لسوريا أكثر من 5.6 مليون لاجئ سوري وهناك أكثر من 6 ملايين نازح داخل سوريا، والكثير من هؤلاء بحاجة إلى دعم عاجل.

*في لبنان، والذي كان يواجه تباطؤا اقتصاديا قبل الوباء، أفاد أكثر من نصف اللاجئين الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته المفوضية في أواخر شهر أبريل بأنهم فقدوا سبل عيشهم كالعمل بأجر يومي، ومن بين اللاجئين الذين تم التحدث معهم، أفاد 70% بأنهم اضطروا للاستغناء عن بعض وجبات الطعام.

*في دول أخرى في المنطقة، مثل مصر والعراق والأردن، أفاد عدد كبير من اللاجئين بأنهم فقدوا مصدر دخلهم الرئيسي، ففي الأردن، فقد كان التأثير على النساء اللاجئات بالغا، حيث ذكرت كل من كن يعملن تقريبا بأن مصادر دخلهن قد تعطلت.

*تعتمد الغالبية العظمى من الأفغان في إيران، والتي تضم أيضا حوالي 1.5 إلى 2 مليون من الأشخاص غير الموثقين، على موارد غير مستقرة وهشة فيما يخص مصادر رزقهم الرئيسية، مما يجعلهم عرضة بشدة لانتكاسة مادية.

*تواجه أمريكا اللاتينية العديد من أكبر أزمات النزوح في العالم، فقد فر أكثر من خمسة ملايين فنزويلي من بلادهم وهناك ما يقرب من ثمانية ملايين كولومبي من النازحين داخليا و 340,000 نازح داخليا في شمال أمريكا الوسطى وأكثر من 100,000 لاجئ وطالب لجوء من نيكاراغوا.

*في المكسيك، حيث يشارك 7,588 لاجئا في برنامج اندماج يساعدهم في العثور على وظائف في الاقتصاد الرسمي، فإن حالات التسريح الجماعي للعمال تعرضهم لخطر الانزلاق في براثن الفقر.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 6 يوليو 2025 - 00:35

لشكر.. لا انبعاث للاتحاد الاشتراكي بالدار البيضاء دون نقد ذاتي وتجديد وراهننا في 2026 أن نبقى العين البصيرة…

السبت 5 يوليو 2025 - 20:49

موتسيبي: المغرب ما فتئ يساهم في تطوير كرة القدم النسوية الإفريقية

السبت 5 يوليو 2025 - 17:53

السياسة لا تختزل في الشهادات …

السبت 5 يوليو 2025 - 14:30

بوعياش تدعو إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والآليات الدولية

error: