نوال قاسمي
توالت حالات الانتحار بوثيرة مرتفعة في صفوف الشباب، خاصة مع الإعلان عن نتائج امتحانات الموسم الدارسي، ليتبين أن الانتحار يعود لأسباب الرسوب أو الفصل من الدارسة.
ومن النهايات المأساوية والمرتبطة بالتحصيل المدرسي والدراسة، أن أقدمت قاصر من حي الوداية بمدينة تمارة، السبت 30 يونيو المنصرم، على وضع حد لحياتها، نتيجة رسوبها في الامتحان وعدم تقبلها مسالة الفصل من الدراسة بمستوى الإعدادي التأهيلي “التاسعة”، لتعثر الأسرة وفي مشهد صادم على إبنتها القاصر، جثة هامدة مشنوقة بقميص نوم “بيجامة”.
وتكررت فاجعة الانتحارنتيجة الرسوب في الامتحان بمدينة تطوان، حيث أقدمت تلميذة تدرس بالسنة الثالثة إعدادي وتحديدا بالثانوية الاعدادية أبو بكر الرازي بمدينة الحمامة، يوم الأربعاء 4 يوليوزالجاري، وتحت تأثير صدمة خبر الرسوب الذي نزل عليها كالصاعقة، على وضع حد لحياتها عبر إلقاء نفسها من الطابق الثالث لمؤسستها، وذلك لعدم تقبلها لفكرة الرسوب في الامتحان الجهوي. وشاء الأقدار أن تنقذ حياتها، حيث تمكن طاقم المستعجلات بالمستشفى المدني سانية الرمل من إسعاف التلميذة في اللحظات الأخيرة، بعدما أصيبت بجروح خطيرة بمختلف أنحاء جسمها.
كما أقدمت تلميذة تبلغ من العمر 15 سنة بجماعة سيدي عبدالرزاق ضواحي مدينة تيفلت، على انتحار بعد علمها بخبر رسوبها في امتحان نهاية السنة، من مستوى الثالثة إعدادي تأهيلي، مستعملة حبل داخل مرآب والدها قبل أن تفطن لها إحدى الجارات صدفة، حيث تمكنت من انقاذ حياة القاصر وفي اللحظات الأخيرة لتنفيذ قرار الانتحار شنقا.
وفي حادثة مماثلة، لم يتم الكشف عن أسبابها، أقدم شاب في ربيعه الحادي العشرين، يوم الأربعاء 11 يوليوز الجاري، على وضع حد لحياته بطريقة مأساوية، عبر رمي نفسه من الطابق الخامس لعمارة سكنية قريبة من الكنيسة بحي 2 مارس بالدارالبيضاء، لأسباب مجهولة.
وفي الوسط القروي، أقدمت فتاة قاصر، مساء الاثنين 16 يوليوز، على وضع حد لحياتها شنقا، وذلك داخل حظيرة للماشية قريبة من منزل أسرتها بدوار “أيت الحنشود”، بضواحي إقليم شيشاوة، لأسباب جاري البحث عنها.
كما شهدت العاصمة العلمية وفي ظرف 48 ساعة، وتحديدا يومي 9 و10 يوليوز الجاري، 3 حالات انتحار، تمثلت في إقدام شاب عشريني بحي عين النقبي، على إنهاء حياته بطريقة بشعة، وذلك بعدما رمى بنفسه من الطابق الخامس لإحدى العمارات في مشهد مفجع، حادث مأساوي لم تمر إلا ساعات قليلة على وقوعه، لتعثر دورية أمنية على شاب معلقا بشجرة زيتون بمنطقة جنان الورد قرب محطة القطار باب فتوح، قضى حتفه منتحرا. كما أقدم شاب آخر يبلغ من العمر 22 سنة، الثلاثاء 10 يوليوز، على رمي نفسه من الطابق الخامس لإحدى العمارات بحي الوفاق، ولأسباب مجهولة.
وصلة بموضوع الانتحار، عثر بإقليم شفشاون في الثلاثاء 19 يوليوز الجاري، على سيدة أربعينية منتحرة شنقا، قامت بلف عنقها بحبل علقته على شجرة بجوار منزل الأسرة، فيما رحجت مصادر محلية أسباب الانتحار إلى معاناة الضحية وقيد حياتها من اضطرابات نفسية.
وفي سياق متصل، أقدم مشتبه فيه بقتل مطلقته بأكَادير، يوم الخميس 12 يوليوز الجاري، بمحاولة للانتحار باءت بالفشل، حيث تناول سما للفئران.
وبمدينة بتاونات، أقدم رجل سبعيني، الجمعة 13 يوليوز، على وضع حد لحياته شنقا داخل إحدى غرف منزله الكائن بدوار السنتية التابع لجماعة سيدي المخفي، وذلك لأسباب مجهولة.
أصبحت حوادث الانتحار المتكررة بشكل لافت تثير الرعب داخل العائلات، بل تحولت إلى ظاهرة اجتماعية يجب معالجتها، ظاهرة لم تعد مقتصرة على المدن الكبرى، حيث تكثر الضغوط الاجتماعية والأمراض النفسية، بل امتدت ليشمل كذلك المدن والأحياء الصغيرة الهادئة والمناطق القروية.
وعلى رغم من عدم وجود إحصائيات رسمية ودراسات ميدانية حديثة حول حوادث الانتحار بالمغرب، إلا أن بعض الأرقام الصادرة من منظمة الصحة العالمية أوردتها في العام 2017، كشفت أن المغاربة يحتلون المركز الثاني من حيث أكثر الشعوب العربية إقبالا على الانتحار، وذلك بنسبة 5.3 في كل 100 ألف مواطن، مؤكدة أن عدد المنتحرين المغاربة تضاعف بين سنتي 2000 و2012.