بطلة مسلسل “سلمات أبو البنات في ضيافة “أنوار بريس”

عبد الرحيم الراوي الجمعة 15 مايو 2020 - 23:30 l عدد الزيارات : 22500

أنجز الحوار عبد الرحيم الراوي

بلطف وعفوية طفولية تحدثت إلينا لغة تفيض بالأفكار الإيجابية، تعبر من خلالها عن مواقفها ولا تجد أدنى حرج للكشف عن جوانب من أسرار حياتها الفنية، بعيدا عن القيل والقال المجاني والكلام الفضفاض، مركزة فقط في حديثها بكل صدق، عن مشاركتها في الدراما المغربية وعن عشقها لفن التمثيل الذي سكن وجدانها منذ عقود.

إنها الفنانة المغربية السعدية لديب، التي تقمصت شخصية لطيفة في مسلسل “سلمات أبو البنات” من إخراج هشام الجباري وإنتاج قناة “إم بي سي5″، ورغم الإنتقادات التي طالت بعض الحلقات بسبب بعض الأخطاء التقنية، والتي أثارت كثيرا من التعاليق على شبكات التواصل الإجتماعي، إلا أن الدراما المغربية من خلال هذه السلسلة، وبحسب المتتبعين للشأن الفني، أتبث أنها تسير في الاتجاه الصحيح وذلك بفضل العديد من المقومات التي كانت وراء نجاحها ومن بينها، الأداء المتميز لنخبة من الممثلين وعلى رأسهم محمد خيي والسعدية لديب، التي فتحت لنا باب قلبها في عز أيام الحجر الصحي، لتتحدث عن تجربتها في مسلسل “سلمات أبو البنات” وعن مسارها الفني وعن جوانب أخرى تتعلق بميدان التمثيل

اتصلت بها “أنوار بريس” وأجرت معها الحوار التالي:

باستثناء “سلمات ابو البنات” لم نشاهدك في أعمال اخرى ما السبب ؟

كانت لدي أربعة عروض خلال شهر رمضان، من بينها مسلسل “ياقوت وعنبر” الذي تعرضه القناة الأولى بالإضافة إلى سيتكومات.

ولماذا لم تلب الدعوة ؟

فقط لأنني أحترم نفسي واختياراتي، بالنسبة لمسلسل “ياقوت وعنبر” كان سيحصل لي الشرف العمل الى جانب نخبة من الممثلين، لكن قبل التوصل بالدعوة كنت قد وقعت عقدا للإشتغال في مسلسل “سلمات أبو البنات” وأنا أحب بطبيعتي التركيز على عمل واحد لأبذل فيه قصارى جهدي من أجل تحقيق النتيجة التي أطمح في الوصول إليها.

هي إذن مسألة اختيار لا أقل ولا أكثر، بالنسبة لي فالجمع بين سلسلتين مسألة صعبة جدا.

أما بالنسبة للسيتكومات فأنا غير مقتنعة بالإشتغال فيها ليس لأنني لا أحب الكوميديا بالعكس، سبق لي أن لعبتها فوق الركح في العديد من المناسبات، فحقيقة نفوري من السيتكوم، راجع لصعوبة هذا الصنف من الأعمال الفنية، حيث أظهرت العديد من التجارب، أنه

 لم ينجح إلا في دولتين أو ثلاثة، منها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

بالنسبة للمغرب، كانت هناك بعض الأعمال القليلة جدا التي حققت نجاحا نسبيا، لكن في نظري الكوميديا في هذا المجال تبقى محكومة بالدين والسياسة والجنس باعتبارهم طابوهات وخطوطا حمراء لا يمكن طرحها في قالب هزلي، بينما هي مواضيع حاضرة في النكتة المتداولة بين الأسر المغربية، بدونها يصعب أن تنتزع الضحكة من الجمهور، لهذا عندما تخرج عن هذا المثلث تسقط في التهريج والارتجالية مما يجعل العمل محكوم عليه بالفشل منذ البداية.

أكيد أنك تتابعين مسلسل “سلمات أبو البنات” هل أنت راضية على الدور الذي قمت به ؟

لم أكن يوما راضية على نفسي من خلال لعب دور من الأدوار، عندما أتابع الأعمال التي شاركت فيها عبر الشاشة، أبحث دائما عن أخطائي، أدقق كثيرا في حركاتي ونظراتي الى درجة أنني أوجه كثيرا من اللوم والعتاب إلى نفسي عندما أحس أن هناك تقصير.

ألا ترين أن هذا غير منصف لك كممثلة ناجحة ؟

هذا ما يقوله لي الأصدقاء والأقارب، فأنا أحب أن أسمع شهادة الآخرين خاصة في الإعلام، أما رأيي في أدائي فغالبا ما يكون قاسيا.

المسلسل شابته بعض الأخطاء التقنية وأنت ساهمت في واحدة منها عندما ناديت عمر لطفي بإسمه الحقيقي ما تعليقك على هذا الخطأ ؟

لقد ناديته باسمه الحقيقي أكثر من مرة، لكن في كل مرة يحصل فيها الخطأ تعاد اللقطة من جديد وهذا شيء عادي جدا أثناء التصوير، قد تعاد المشاهد أربع الى خمس مرات على الأقل ليس بسبب خطأ ارتكبه الممثل فحسب، وإنما قد تعاد المشاهد بسبب ضجيج أو خلل في الصوت أو الانارة..

أنا في الحقيقة لست مسؤولة عن المونطاج، وبالتالي لست مسؤولة عن هذا الخطأ الخارج تماما عن مهمتي كممثلة فقط.

أتقنت دور الأم “لطيفة” أي من البنات كانت الأقرب الى قلبك ؟

كلهن كن قريبات مني داخل وخارج التصوير فعلا كانت علاقة جميلة جدا بيننا، ففي البداية ركزت على مسألة أساسية هو تكسير نظرة الفتيات إلى السعدية لديب كإسم له تجربة في الساحة الفنية وحاولت تحفيزهن بالتعامل معي على أساس الأم لطيفة..أعلم جيدا الوضع النفسي للممثلين الشباب، فعندما كنت في سنهم اشتغلت الى جانب أشخاص أكبر مني سنا سبقوني في ممارسة التمثيل، كنت أشعر بالفرق الذي غالبا ما كان يشكل عائقا نفسيا،  لهذا أخذت تلك المبادرة انطلاقا من بداياتي في مجال التمثيل، وأظن أنني كسبت حبهن وودهن وأنا كذلك أبادلهن نفس الإحساس.

انت قليلة الظهور في الإنتاجات الدرامية قياسا مع قيمتك الفنية ما السبب ؟

بخلاف بعض الدول العربية وعلى رأسهم مصر هناك صيرورة في الشغل على طول السنة إذا كنت ممثلا كفئا، بينما طبيعة المجال الفني في المغرب غير مستقرة ، وهذا راجع بالأساس إلى قلة العروض، وقلة القنوات التلفزية بالإضافة إلى عوامل أخرى متداخلة فيما بينها تتحكم في توفير هامش الشغل للممثل.

 ففي بعض الأحيان، تتلقى أكثر من عرضين وتلتزم في واحد منها ينسجم مع توجهاتك واختياراتك ويلائم شخصيتك وتترك الباقي، وفي أحيان أخرى لا تتوفر لديك فرصة الاختيار نظرا لقلة العروض أو انعدامها، وهذا ما تعرضت له سنة 2018، قضيت مدة عام دون عمل، من حسن الحظ، أنني اشتغلت في السنوات الأخيرة موظفة في وزارة الثقافة كأستاذة التعليم الفني، مما جعلني الحمد لله غير متأثرة بآثار العطالة.

بالمناسبة كيف تتلقين أخبار زملائك في المجال الفني الذين تضرروا بفعل قرارات الحجر الصحي ؟

ينفطر قلبي عندما تصلني أصداء فنان عاجز مثلا عن تأدية واجبات الكراء أو شيئ من هذا القبيل، هناك من يرى ممثلين أو ثلاثة ميسورين -اللهم بارك لهم- فيظن على أن جميع الممثلين يعيشون نفس الوضعية.

لكن ما يحز في النفس هي نظرة بعض الأشخاص السودوية للفنان، فخلال هذه الأزمة الصحية الجميع أبان على تعاطفه المطلق مع الأشخاص العاملين في القطاع الغير مهيكل بما فيهم نحن كمواطنين مع الدعوة إلى دعمهم عبر صندوق جائحة كورونا، لكن عندما قامت النقابات بمراسلة وزارة الثقافة والوزارة الأولى لإشعارهم بضرورة دعم الفنان الذي يعيش الهشاشة قامت الدنيا ولم تقعد، وأخذت التعليقات والانتقادات تنهال على رأس الفنان، لا لشيئ إلا لأنه يحمل صفة الفنان، في الحقيقة هذه مفارقة غريبة.

بين المسرح والسينما والتلفزيون ما الذي تفضله السعدية لديب ؟

انا ابنة الركح باعتباره نقطة الانطلاقة، لكني وجدت في مسيرتي عشق السينما بينما التلفزيون يحتل المرتبة الثالثة

ما رأيك في الدراما التلفزيونية ؟

مازالت تحتاج الى عمل طويل على جميع المستويات بدأ من السيناريو والإيقاءLa rythmique التي تدور فيها أحداث الفيلم وهو بالمناسبة بطيئ جدا مقارنة بالدراما السورية أو المصرية، وهو مشكل مرتبط بالتمثيل والإخراج والمونطاج، فهذه الملاحظات لا تنقص من الدراما المغربية التي عرفت تطورا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه يلزمنا الكثير من العمل من أجل الارتقاء بها الى مستوى المنافسة.

آخر كلمة

رمضان كريم لكل الجمهور المغربي، نعزكم ونحبكم لهذا أطلب منكم البقاء في بيوتكم حتى تمر هذه الظروف العصيبة بسلام، كما لا يفوتني أن أوجه الشكر إلى موقعكم  “أنوار بريس” الذي أتاح لي الفرصة لإجراء هذا الحوار الجميل.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 17 مايو 2025 - 22:43

مسؤول ألماني: المغرب شريك “استراتيجي وموثوق” لألمانيا في مجال الهجرة

السبت 17 مايو 2025 - 22:37

القمة العربية ببغداد تؤكد مركزية اتفاق الصخيرات كمرجعية أساسية لإيجاد حل للأزمة في ليبيا

السبت 17 مايو 2025 - 22:01

“أمان”: مركبة شرطة ذكية مغربية بتكنولوجيا محلية لتعزيز الأمن الحضري

السبت 17 مايو 2025 - 19:52

القمة العربية ببغداد تدعم ترشيح المملكة المغربية لمقعد غير دائم في مجلس الأمن

error: