غوتيريس يحذر من تدهور الوضع بليبيا و ناصر بوريطة يقول :” ليبيا ليست أصلا للتجارة الدبلوماسية والتدخلات الأجنبية لا تخدم مصالح البلد”
محمد اليزناسني
الخميس 9 يوليو 2020 - 06:30 l عدد الزيارات : 13142
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن الوقت ينفد لإنهاء النزاع في ليبيا بشكل سلمي.
ووصف الأمين العام في إحاطة أمام مجلس الأمن قدمها الأربعاء عبر تقنية الفيديو ، السياق في ليبيا بأنه “قاتم”، وحث المجتمع الدولي على اغتنام كل فرصة لكسر الجمود والخروج من المأزق السياسي.
وقال غوتيريش إن “الوقت ليس في صالحنا في ليبيا”، معتبرا أن الصراع في هذا البلد المغاربي “دخل مرحلة جديدة، مع وصول التدخل الأجنبي إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك تسليم المعدات المتطورة وعدد المرتزقة المشاركين في القتال”.
وأعرب عن قلقة الشديد من الحشد العسكري المثير للقلق حول مدينة سرت، وكذلك “المستوى الكبير من التدخل الأجنبي المباشر” في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن والالتزامات التي تم التعهد بها في مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا الذي عقد قبل ستة أشهر.
من جهته أبلغ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، مجلس الأمن الدولي ثلاثة رسائل عبر فيها عن “قلق وخيبة أمل، ودعوة المملكة المغربية للتعبئة” في مواجهة التدهور المستمر للوضع في ليبيا.
وقال بوريطة في تدخل له خلال الجلسة الافتراضية لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية ،ناقشت تطورات الوضع في ليبيا ، إن المغرب يعبر عن “رسالة قلق” إزاء التدهور المستمر للوضع في هذا البلد على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي والإنساني ، “والذي لم يحد منه وباء فيروس كورونا المستجد”.
كما يعبر عن “خيبة أمل” ، يضيف الوزير، لكون النوايا الحسنة للمجتمع الدولي متوفرة ، “فيما إرادته السياسية مفقودة” ، مؤكدا على ضرورة “التحلي بالواقعية والبراغماتية في التعامل مع الوضع”. واعتبر أن ” تناسل المبادرات يأتي بنتائج عكسية”.
وتابع السيد بوريطة قائلا ، ” ليبيا ليست أصلا للتجارة الدبلوماسية. والتدخلات الأجنبية لا تخدم مصالح ليبيا ولا تساعد الفرقاء الليبيين على الارتقاء فوق مصالحهم الخاصة إلى المصلحة المشتركة لجميع الليبيين”.
وفي رسالة ثالثة، دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى “التعبئة” لترجمة الإجماع الدولي إلى إجراءات قوية وملموسة، مشددا على أن الحل “يجب أن يكون سياسيا لا عسكريا، وأن يأتي من الليبيين أنفسهم، ويضمن وحدة ليبيا وسيادتها وسلامتها الترابية”.
وقال بوريطة في هذا الصدد، “إن اتفاق الصخيرات ليس مثاليا. لكن لا يوجد بديل ملائم على الطاولة. يجب تعديل مقتضياته وتحيينها من قبل الأشقاء الليبيين”، كما اعتبر أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) تظل أداة مهمة ينبغي تعزيزها وإعادة هيكلتها.
وفي حديثه عن الوضع في البلاد ، ذكر السيد بوريطة أن 2356 شخصا لقوا مصرعهم في ظرف سنة واحدة في ليبيا ، من بينهم 400 مدني.
وعلى الصعيد الإنساني ، أفاد بأن عدد النازحين واللاجئين في تزايد مستمر، مشيرا الى أن ليبيا تضم أزيد من 400 ألف نازح داخليا وحوالي 50 ألف من اللاجئين أو طالبي اللجوء.
وعلى الصعيد الاقتصادي ، أشار الوزير إلى أن الانخفاض في نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد يقدر بنسبة 58.7 بالمائة سنة 2020 ، فيما يتوقع ارتفاع معدل التضخم بنسبة 22 بالمائة، مؤكدا أيضا أن الوضع الأمني ينذر بالخطر في ظل وجود جماعات مسلحة خارجة عن السيطرة وميليشيات وعناصر إرهابية.
وشدد بوريطة على أن “ليبيا ليست مجرد بلد جار للمغرب. إنها دولة شقيقة نتقاسم وإياها تاريخا مشتركا وروابط ومصالح ومصيرا واحدا”.
وخلص إلى القول : ” بالنسبة لنا، ليبيا ليست مجرد قضية دبلوماسية. استقرارنا وأمننا يرتبط بالوضع في ليبيا”.
تعليقات
0