مناجم عوام بخنيفرة تهتز على وقع مصرع عامل منجمي آخر تحت الأرض
أحمد بيضي
السبت 10 أكتوبر 2020 - 00:23 l عدد الزيارات : 14088
أحمد بيضي
عاد شبح الموت من جديد ليرخي بظلاله على مناجم عوام، ضواحي مريرت، بإقليمخنيفرة، إذ علم، مساء يوم الجمعة 9 أكتوبر 2020، أن المنطقة المنجمية ب “سيدي احمد”، اهتزت على واقعة مصرع عامل منجمي (خ. ج)، في عقده الرابع، متزوج وأب لطفلين، حيث لقي حتفه أثناء مزاولة عمله بقلب بئر منجمي كان يقوم داخله بتثقيب موقع جبلي بهدف وضع المتفجرات لتفتيت الأحجار، غير أن قدمه زلت به ليهوى في عمق أرضي، لأزيد من ثلاثين مترا، وسط الأحجار، ويلقى حتفه، على حد المعطيات الأولية.
وارتباطا بالفاجعة المميتة التي أصابت المنطقة بحالة من الألم والغضب، تمكن رجال الانقاذ من انتشال جثة العامل المنجمي الهالك، بعدما شهد مسرح الواقعة حلول عدد من عناصر الدرك الملكي والسلطة المحلية والوقاية المدنية، حيث تم فتح تحقيق ميداني في ملابسات الحادث، وتقرر، بحسب مصادرنا، نقل الجثة نحو المستشفى الجهوي ببني ملال لأجل إخضاعها للتشريح الطبي، وفق الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحوادث، ذلك قبل السماح بتشييع جثمان المعني بالأمر إلى مثواه الأخير.
ويذكر أن الحادث يعد الثاني، خلال أسبوع واحد، إذ فات للمنطقة أن استيقظت، خلال نهاية شهر شتنبر المنصرم، على واقعة وفاة عامل منجمي بالمنطقة المنجمية “إغرم أوسار”، وذلك في ظروف مستفهمة، وتم الترويج حينها لما يفيد أن الواقعة عبارة عن “وفاة طبيعية سببها أزمة قلبية”، فيما كان بديهيا أن تظل التساؤلات قائمة بخصوص الموضوع، وتطالب بتعميق البحث؟، وما إذا كانت فعلا ناتجة عن أزمة قلبية كما قيل أم غير ذلك؟، سيما أن الهالك توفي بعد دقائق قليلة من انتهاء العمل، بحسب مصادر مختلفة.
ومعلوم، حسبما يقال دائما، أن عددا من “ضحايا لقمة العيش” قد تساقطوا، إما جرحى أو قتلى، بمناجم عوام التابعة للشركة المنجمية “تويسيت”، حيث عاشت هذه المناجم الكثير من المآسي والدماء، ولا تزال لعنة “حوادث أغوار الموت”، تتواصل بشكل مثير للألم والجدل، وتشدد في كل مرة على تدخل الجهات المسؤولة والقضائية لأجل الحسم في الأوضاع القائمة بهذه المناجم، وتحديد المسؤوليات في مدى التزام الشركة المنجمية بشروط الصحة والسلامة، وبإعمال مبدأ عدم الإفلات من المساءلة والمحاسبة.
تعليقات
0