العنف الجسدي يتسبب في غياب النساء أو توقفهن نهائيا عن العمل

التازي أنوار

كشفت دراسة أجرتها المندوبية السامية للتخطيط، أنه للعنف الجسدي أو الجنسي في إطار العلاقة مع الشريك تداعيات سلبية ليس فقط على صحة الضحية و محيطها، ولكن أيضا على أنشطتها الاجتماعية والمهنية، ولا سيما من خلال التغيب عن العمل وعلى مختلف جوانب العلاقات الاجتماعية.

و أوضحت الدراسة تحت عنوان “التكلفة الاجتماعية للعنف ضد النساء والفتيات: الآثار على حياة ضحايا العنف وعلى أطفالهن وعلى المجتمع”، أن التغيب عن العمل ، سواء من طرف الضحية أو من طرف الزوج مرتكب العنف، له آثار سلبية على الأسرة من حيث الخسارة المحتملة للدخل و على المجتمع من حيث نقص الإنتاجية.

وبالأرقام، فقد أجبرت 14,3 في المئة من النساء النشيطات المشتغلات ضحايا العنف على التغيب عن العمل بعد أشد حدث عنف جسدي تعرضت له خلال 12  شهرا الماضية، إذ بلغ متوسط أيام الغياب عن العمل بالنسبة  للنشيطات المشغلات ضحايا هذا العنف 14 يوم عمل في السنة. 

و أكدت الدراسة، أنه بالإضافة إلى الفضاء الزوجي، يعتبر التغيب عن العمل بين النساء النشيطات المشتغلات ضحايا العنف الجسدي في الأماكن العامة ظاهرة متكررة إلى حد ما بنسبة 29.8 في المئة ويبلغ متوسط ​​عدد أيام العمل الضائعة لهؤلاء النساء ضحايا العنف الجسدي في الأماكن العامة 8 أيام في السنة.

أما بالنسبة للآثار المباشرة للعنف الذي تتعرض له النساء أثناء ممارستهن لنشاط مهني، فقد أظهرت الدراسة أن ردود أفعال الضحايا بعد تعرضهن للعنف الجسدي أو الجنسي تتجاوز التغيب عن العمل، حيث تؤثر تجربة العنف سلبا على مردودية  الضحايا والتزاماتهن الاجتماعية والمهنية، و كذلك على رفاههن النفسي والاجتماعي ورفاهية من حولهن.

وصرح أكثر من نصف ضحايا العنف الجسدي أو الجنسي، في سياق نشاطهن المهني، بانخفاض في مردودية عملهن وحوالي 40 في المئة منهن اضطررن إلى تغيير عملهن؛ بينما غادرت 7 في المئة من الضحايا سوق الشغل كليًا. 

و لفت بحث المندوبية السامية للتخطيط، إلى أن العنف ضد النساء بشكل عام والعنف الزوجي بشكل خاص يؤثر كذلك على مستوى معيشة النساء أو أسرهن، بحيث أنه غالبا ما يترتب عنه نفقات إضافية تشكل عبئا زائدا على ميزانية الأسرة، خصوصا عند لجوء ضحية العنف أو شريكها إلى العلاجات الطبية، لجوءها إلى الخدمات القانونية في حالة متابعة مرتكب العنف أو تعويض و إصلاح الممتلكات التي تم إتلافها أو التنقل أو الإيواء.