إنسداد أفق التشغيل بإقليم الناظور يدفع الشباب لركوب قوارب الموت
أنوار بريس
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 07:53 l عدد الزيارات : 35038
كمال لمريني
لا حديث لدى شباب إقليم الناظور، إلا عن الهجرة السرية نحو الضفة الأوربية، في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة على وقع ركود اقتصادي موصوف ب”الكبير”، جراء توقف أنشطة التهريب عبر الشريط الحدودي المغربي الجزائري، وإغلاق المعابر الحدودية الوهمية ل”باب مليلية” المغربية المحتلة، بفعل انتشار فيروس “كورونا” المستجد، وهو ما جعلهم يفكرون في ركوب “قوارب الموت” والهجرة نحو “الفردوس المفقود”.
وكل ما يدفع هؤلاء الشباب إلى التفكير في الهجرة إلى أوربا، هو غياب المشاريع الاقتصادية المهيكلة، إذ بفعل غيابها تشهد المنطقة ارتفاعا مهولا في صفوف العاطلين عن العمل، والذين كانوا إلى حدود الأمس القريب يتخذون من التهريب بالرغم من أنه قطاع غير مهيكل وسيلة لكسب قوتهم اليومي.
وبدورها تذكي أشرطة الفيديو التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تظهر شباب يركبون أمواج البحر، حماس الهجرة لديهم، خصوصا عندما يشاهدونهم وهو يتجولون بشوارع الديار الاسبانية.
وقال عدد من الشباب في تصريحاتهم ل”أنوار بريس”، “إنهم يفكرون في الهجرة إلى أوربا من أجل ضمان مستقبل أفضل يمكنهم من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، بعد أن تحولت جل مدن إقليم الناظور إلى مدن تطغى فيها البطالة على مختلف الشرائح الاجتماعية”.
وأشاروا إلى أن “نشاط التهريب عبر الحدود المغربية الجزائرية و”باب مليلية”، كان يوفر مناصب شغل كبيرة للعديد من الشباب بالرغم من أنه نشاط غير مهيكل، لكن أمام توقف هذا النشاط أصبحت البطالة متفشية بشكل كبير جدا، والمسؤولون والمنتخبون لم يجلبوا المشاريع والاستثمارات للمدينة”.
ولفتت المصادر ذاتها، أن انسداد أفق التشغيل، يبرز العديد من الظواهر من بينها ظاهرة التعاطي والاتجار في المخدرات، ناهيك عن الظواهر التي تشكل عبئا على المجتمع كالانخراط في الإجرام وغيرها من الأنشطة التي تشكل عائقا أمام الأمن.
وأكدوا على أن عدد كبير من الشباب ينتظرون الفرصة لتحقيق حلم العبور إلى “الفردوس الأوربي”، في حين لم يكشفوا عن وقت ركوبهم لأمواج البحر، ولا عن الجهات التي تقف وراء عمليات الهجرة غير المشروعة والاتجار في البشر.
وليس شباب إقليم الناظور من يفكرون في الهجرة إلى أوربا فحسب، بل هناك مستشارون بجماعات إقليم الناظور، تركوا مناصبهم واختاروا الاستقرار بأوربا بعد أن وصلوا إليها من خلال حصولهم على “الفيزا”.
وبدورها، تتعاطى مختلف الأجهزة الأمنية بإقليم الناظور، مع موضوع الهجرة السرية بالجدية اللازمة، إذ تعمل على تتبع خيوط شبكات الهجرة السرية وتفككيها، فيما تقوم عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة على وضع أعينها على طول سواحل إقليم الناظور المطلة على الواجهة المتوسطية، وهو ما يسفر عن توقيف “حراكة” ومعدات تستعمل في مجال الهجرة.
تعليقات
0