هجرة الأفارقة من دول جنوب الصحراء تعود من جديد إلى الواجهة بإقليم الناظور

كمال لمريني

عاد موضوع المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء، من جديد إلى واجهة الأحداث بإقليم الناظور، إذ أنه في الوقت الذي لم تمضي فيه سوى أيام قليلة على تمكن نحو 33 مهاجرا من الوصول إلى مدينة مليلية المغربية المحتلة، حتى حاول 29 مهاجرا آخرين تنفيذ عملية الهجرة صوب الجزر الجعفرية المحتلة المطلة على جماعة رأس الماء الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم الناظور.

وذكرت مصادر ل”أنوار بريس”، أن حوالي 29 مهاجرا إفريقيا أغلبهم نساء، قصدوا خلال الأيام الأخيرة جماعة رأس الماء بغرض تنفيذ عملية الهجرة صوب الجزر الجعفرية المحتلة من قبل السلطات الاسبانية، إذ حاولوا تنفيذ عملية الهجرة بواسطة إطارات مطاطية، بعد أن تجمعوا في مقلع مهجور مطل على الواجهة المتوسطية.

وأفادت المصادر ذاتها، أنهم ظلوا يتحينون الفرصة لبلوغ الجزر المحتلة، إلا أن تدخل عناصر الدرك الملكي بمركز رأس الماء بتنسيق مع السلطات المحلية حال دون، وهو ما جعلها تعمل على إيقافهم، وترحيلهم على متن حافلة صوب مخيم قرية أركمان بإقليم الناظور، فيما تم الاحتفاظ بالنساء بإحدى الداخليات، في انتظار اتخاذ الإجراءات المعمول بها في هذا الإطار.

ولم تكشف المصادر ذاتها، عن الطريق التي استعملها المهاجرون الأفارقة للوصول إلى جماعة رأس الماء، علما أنهم يتخذون من الغابات والأحراش مسكنا لهم، عادة ما يتم توفير المأوى لهم بجماعة بوعرك من قبل عناصر مافيات الاتجار في البشر، وهو ما يرجح أن هي من قامت بنقلهم إلى منطقة “قابويوا” الساحلية.

وفي الوقت الذي يكثف فيه المهاجرون الأفارقة من عمليات الهجرة السرية، يستحضر نشطاء بالمنطقة حادث سقوط سيارة من الحجم الكبير في قناة للري بجماعة العثامنة بإقليم بركان، حيث أودت بحياة حوالي 19 مهاجرا إفريقيا، وهم في طريقهم إلى شاطئ مدينة السعيدية، لتنفيذ عملية الهجرة صوب الضفة الأوربية.

وأثار  الحادث استياء كبيرا في صفوف جمعيات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، معتبرين الطريقة التي تعتمدها السلطات في التصدي لهجرة الأفارقة، هي من تدفعهم إلى السقوط في أحضان شبكات الاتجار في البشر، خاصة وأنهم يتخذون من المغرب قنطرة عبور صوب “أوروبا”.

وبدورها، تعمل السلطات ومصالح الدرك الملكي، على شن حملات أمنية ضد المهاجرين الأفارقة، إذ تعمل على توقيفهم وترحيلهم على متن حافلات إلى المدن الجنوبية، وإبعادهم عن المناطق الساحلية والحدودية، خاصة تلك المحاذية لكل من مدينة مليلية وسبتة المحتلتين.