حزب العدالة والتنمية على صفيح ساخن..

محمد اليزناسني الأحد 27 ديسمبر 2020 - 21:07 l عدد الزيارات : 23001

محمد رامي

يعيش حزب العدالة والتنمية مخاضا عسيرا يرى المتتبعون أنه من غير المستبعد أن يؤدي إلى تصدع بداخله بعد أن برزت أصوات بين قيادييه تندد بطريقة تدبير المرحلة الجديدة التي دخلها المغرب بخصوص الوحدة الترابية و قراراته السيادية.
فبشكل مفاجئ أخبر ادريس الازمي الادريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أعضاء المجلس أنه تم تأجيل الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني التي كانت مبرمجة يوم الأحد 27 دجنبر.
قرار التأجيل إلى موعد لاحق لم يحدد بعد، برره الأزمي بكونه جاء بناء على طلبات بعض أعضاء المجلس الوطني، وباتفاق بين مكتب المجلس والأمانة العامة.
قرار التأجيل يدخل في سياق محاولة كسب الوقت وتجنيب الحزب أزمة داخلية غير مسبوقة قد تعصف بأمينه العام الحالي، الذي بالرغم من محاولة الأمين العام السابق الظهور بموقف المدافع عنه في مواجهة أصوات شبيبة الحزب و حركة “التوحيد والإصلاح” الجناح الدعوي للحزب، إلا أن الجميع كان على يقين تام بأن اجتماع المجلس الوطني، في حالة انعقاده، كان سيفجر الحزب من الداخل .
حزب العدالة والتنمية، اليوم في مفترق الطرق، وهو أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الارتباط الكلي بالوطن ومشاغله وهمومه في اختياراته بكل استقلالية في اتخاذ القرارات والتعبير عن المواقف، أو تلقي الإملاءات الخارجية المحتملة للتنظيم السياسي العالمي لحركة الإخوان المسلمين، وبالتالي السقوط في شبهة لعب دور الفرع المغربي للتنظيم العالمي.
فبالرغم من كون الحزب حاول القيام بمناورة و إعلان موقفه من التطورات السياسية الأخيرة بالمغرب، مكتفيا فقط بالتنويه باعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه والتنويه بموقف جلالة الملك محمد السادس”الثابت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني” إلا أنه لم يتمكن من الإعلان رسميا و بوضوح عن موقفه من كل هذا، مع العلم أنه الحزب الأغلبي وأمينه العام يترأس الحكومة.
ورطة حزب العدالة والتنمية، بحسب المتتبعين، تتلخص في الضغط الخارجي الممارس عليه من التنظيمات التابعة لجناح الإسلام السياسي عالميا للخروج بموقف يتماشى مع توجهاتها هي بغض النظر عن الموقف الوطني المرتكز على القرار السيادي المستقل للدولة.
موقف حزب العدالة والتنمية هذا يعكس انفصاما أيديولوجيا وتهربا من الوضوح السياسي المطلوب، وهو ماسيؤدي حسب المتتبعين إلى تصدع داخل الحزب ستكون له تبعات على التنظيم .
مصادرنا أفادت أن “فرق إطفاء” تتحرك بين شبيبة الحزب وأعضاء مجلسه الوطني لمحاولة احتواء الأزمة وإيجاد مخرج لها، وهو ما يرى المتتبعون أنه صعب للغاية لأن الخيار الآن هو القطع مع أي ارتباط خارجي  محتمل.

.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:51

و أخيرا الإفراج عن اللجنة الموضوعاتية لتقييم “كارثة”مخطط المغرب الأخضر 

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:14

لقاء أدبي بالرباط حول فكر الراحل إدمون عمران المالح

الإثنين 21 أبريل 2025 - 21:59

مثقفون ومفكرون وشعراء وأبناء أصيلة يشاركون في تكريم الراحل محمد بنعيسى

الإثنين 21 أبريل 2025 - 20:56

عدم الالتزام بآجال الأداء يهدد الشركات الصغيرة.. الفريق الاشتراكي يطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها

error: