أزمة كورونا وقرارات العثماني وأمزازي تعمقان أزمة الطلبة الجامعيين

أنوار التازي السبت 16 يناير 2021 - 21:53 l عدد الزيارات : 24147

التازي أنوار

تعيش الجامعة المغربية في الوقت الراهن على وقع إشكالات عميقة تحول دون تحقيق الأهداف المتوخاة منها، وترخي بظلالها على مردودية البحث العلمي، و مايشكل تبعا لذلك من تأزيم واقع التعليم العالي ببلادنا.

أزمة قطاع التعليم العالي بالمغرب، زادت من معاناة الطلبة الجامعيين، خاصة خلال هذه الظرفية الاستثنائية التي تعيشها بلادنا و المرتبطة بجائحة كورونا.

الطلبة الجامعيون يواجهون في مقابل ذلك العديد من المشاكل، خاصة تلك المرتبطة بتوفير  إمكانية مواكبة المحاضرات عن بعد مع ما تستوجبه من صبيب كاف من الإنترنيت و ضرورة توفير مراجع علمية، بالإضافة إلى إغلاق الأحياء الجامعية في وجه الطلبة الذين يقطنون خارج المدن الجامعية.

أضف إلى ذلك لم يسلم العديد من الطلبة، من حيف الإقصاء من الإستفادة من المنحة الجامعية، حيث تعتبر على هزالتها موردا ماليا مهما في حياة الطالب تساعده على متابعة دراسته و تأمين جزء من مستلزمات حياته الجامعية.

عبد الواحد زيات رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، اعتبر أن جائحة كورونا خلفت الكثير من الآثار العميقة على عجلة الاقتصاد وعلى الوضع الاجتماعي و تنامي حجم التعرية الاجتماعية لدى العديد من القطاعات و الخدمات و الأسر و طبعا معاناة الطلبة الجامعيين كانوا ولازالو من ضحايا هذه الجائحة.

وشدد زيات في تصريح لجريدة “أنوار بريس”، على أنه من المفروض أن يكون الاهتمام الحكومي بهذه الشريحة جديا وواقعيا لأن العديد من الطلبة ينتمون إلى أسر  تعيش الهشاشة الإجتماعية و لا يسمح لأسرها تحمل المصاريف و التكاليف التي تتطلبها الدراسة الجامعية، فضلا على إجراءات الحجر الصحي التي تحملها العديد من الطلبة في مدن غير المدن المنتمين إليها، وحجم المعاناة التي عاشوها مع إغلاق الاحياء الجامعية.

و أكد المتحدث، على أنه خلال هذه الجائحة و ما رافقها من تداعيات جعلت الطالب يتحمل  عبء الإقامة و التغذية و تدبير أموره اليومية، دون أن تكون هناك إلتفاتة خاصة لهذه الفئة في الإستفادة من منحة استثنائية من صندوق كوفيد 19. موضحا أن مصاريف الطلبة خلال الجائحة، أثقلت كاهل أسرهم وزادت بسبب كوفيد19 تأزما أكبر، فكيف لهم أن يوفروا ما هو جد بسيط لإبنهم الطالب.

و جدد زيات التأكيد، على أن الحكومة تخلت عن هذه الشريحة و تأخرت أيضا في صرف منحها، كما أن هناك عدد كبير من الطلبة لا يستفيدون من المنحة أساسا تحت ذريعة “آبائهم موظفون”، متسائلا: هل هذه مقاربة منطقية ، فكيف يستفيد أبناء وزراء من منحة الدراسة بالخارج مع العلم أن أباءهم وزراء أو برلمانيون أو في مواقع مسؤولية بأجور كبيرة ، المفروض ألا يستفيدوا من هذه المنحة؟.

مشيرا إلى أن هذه المقاربة في إقصاء طلبة من المنحة تحت هذا المعطى، ينبغي التخلص منها والعمل على تعميم المنحة للجميع فضلا على ضرورة الرفع من قيمتها. مضيفا أن العديد من الطلبة تعذر عليهم مواكبة المحاضرات عن بعد لعدم تمكنهم من توفير مصاريف الأنترنيت و المراجع وغيرها في ظرف استثنائي مرتبط بالجائحة.

و أردف قائلا، إن الحكومة تساهم في رفع منسوب الهدر الجامعي بقرارها المتعلق بإغلاق الأحياء الجامعية، ولم تكلف نفسها عناء حماية مشوار الطالبات والطلبة في ظل هزالة المنحة الجامعية.

ودعا المتحدث، إلى خلق مؤسسة محمد السادس للطلبة و الشؤون الاجتماعية، لإعطاء دفعة كبيرة ونوعية للحياة الجامعية و الإهتمام بالطلبة و بظروفهم الإجتماعية و التخفيف من حدتها و أن تسهر على تقديم العديد من الخدمات لصالح هذه الفئة.

و تتولى هذه المؤسسة كذلك حسب زيات، إصدار المنح وكذا منح التفوق و الاختراع وغيرها و يمكن أيضا أن تساهم في حل مشكل ضعف بينة الأحياء الجامعية بتشيد بنيات جديدة بمواصفات جديدة عوض الأحياء المتهالكة والتي لم تتجدد في تقديم خدمات للطلبة بتوفرها على مرافق رياضية و سيوسو ثقافية وغيرها تعطي الكرامة للطالب وعدم احساسه بالفارق الاجتماعي.

وخلص زيات، إلى أن واجهة أي بلد و تقدمه و إزدهاره ينبني بالأساس على الاستثمار في التعليم و البحث العلمي بشكل أكبر بالنظر إلى عائداته في صناعة الفارق الإيجابي في التنمية وتطوير المجتمع و كسب معركة التحديات في مستوياتها المتعددة الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و التحولات التكنولوجية وغيرها.

ولفت إلى أن كل هذا له ارتباط بالقدرة على جعل الجامعة المغربية في صلب ورهانات التنمية وليس أن تكون من ضمن الاعطاب التي يعانيها التعليم ، بالرغم من الأدوار المنوطة بها.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:51

و أخيرا الإفراج عن اللجنة الموضوعاتية لتقييم “كارثة”مخطط المغرب الأخضر 

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:14

لقاء أدبي بالرباط حول فكر الراحل إدمون عمران المالح

الإثنين 21 أبريل 2025 - 21:59

مثقفون ومفكرون وشعراء وأبناء أصيلة يشاركون في تكريم الراحل محمد بنعيسى

الإثنين 21 أبريل 2025 - 20:56

عدم الالتزام بآجال الأداء يهدد الشركات الصغيرة.. الفريق الاشتراكي يطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها

error: