محمد رامي
وجهت السلطات الجزائرية إنذارا أخيرا لقناة “فرانس 24” قبل السحب النهائي للاعتماد المسلم لها، بسبب ما قالت عنه أنه “تحيز صارخ ” في تغطيتها لمسيرات الحراك الشعبي ليوم الجمعة 12 مارس.
المثير للإستغراب في هذا الإنذار، أن النظام الجزائري وكعادته في محاولاته تصريف أزمته الداخلية إلى الخارج، اعتبر أن التغطية الصحفية لقناة فرانس 24 ” تكالبا إعلاميا و تلاعبا ينم عن سوء نية و أن هذا الفعل إنما هدفه تغليط الرأي العام و تشويه سمعة الجزائر، لفائدة بلد مجاور ، ” هكذا” ،مضيفة في بيانها التنديدي والتحذيري، ” أن حركة شعبية قائمة هناك- أي المغرب- منذ سنين دون أن تحظى بأي اهتمام من طرف نفس وسيلة الاعلام الفرنسية وذلك بالرغم من الأحكام القضائية الثقيلة الصادرة ضد منشطيها “
بيان وزير الاتصال الجزائري، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مثير للإستغراب و سابقة من نوعها في العلاقات بين الدول.
فأن تحتج الحكومة الجزائرية على تغطية صحفية للحراك الشعبي قامت بها قناة دولية، فهو أمر عاد، لكن أن تقحم المغرب في رسالة احتجاجها، بالإشارة إليه بصيغة ” لفائدة بلد مجاور” وأن تحتج على القناة بالقول أنها لم تقم بتغطية ما قالت عنه ” حركة شعبية” في تلميح لأحداث الحسيمة قبل سنوات ، فذلك ينم على أننا بالفعل أمام نظام فقد البوصلة وأن عسكر الجزائر يقود البلد إلى الهاوية وأن المغرب يشكل له عقدة لن تحل إلا بتحرر الشعب الجزائري من نظام حكم العسكر وهذا ما يطالب به نشطاء الحراك الشعبي..
مالم يستوعبه جنرالات الجزائر أن الشعب الجزائري لن تنطلي عليه أكاذيب “الدمى” السياسية التي تسلطت عليه منذ الاستقلال، و لأجل الانعتاق من حكمهم استأنف متظاهرو الحراك الاحتجاجي مسيراتهم الأسبوعية، كل يوم جمعة.
مسيرات يتعرض خلالها العديد من الصحافيين و الناشطين لاعتداءات عنيفة من قبل الأمن و مجموعة من “البلطجية”.
مالم يستوعبه حكام قصر المرادية أن بلاغهم التحذيري لقناة فرانس 24 دليل على سذاجتهم، فليس خاف على أحد مواقف القناة المعادية للمغرب سواء تعلق الأمر بوحدته الوطنية أو بشؤونه الداخلية وأن خطها التحريري يحابي النظام الجزائري، و أكبر دليل على ذلك تعرض فريق من قناة فرانس 24 للإعتداء اللفظي من قبل بعض المتظاهرين وليست هذه المرة الأولى التي يعرب فيها المتظاهرون عن عداوة تجاه قناة فرانس 24 متهمينها بالتحيز لصالح النظام وبأنها ممثلة دولة تعتبر حليفا للسلطة.
فماذا حدث لكي تحذر السلطة حليفها الإعلامي؟ ولماذا أقحمت المغرب في رسالتها التحذيرية؟
الجواب بسيط للغاية، فنظام العسكر يبحث عن أية قشة لتصريف أزمته، ولأجل هذا نجده يردد لازمته الشهيرة ” الجزائر مستهدفة..” وهو صادق في كونها مستهدفة، لكن ممن ؟
هي مستهدفة حقا من قبل مافيات الجيش والكراكيز التي تحركها لتأبيد معاناة شعب شقيق يتوق للحرية..
وللحديث بقية..
تعليقات
0