إعانات رمضان عمل خيري تحول إلى دعاية إنتخابية لإستمالة المواطنين

أنوار التازي الأربعاء 24 مارس 2021 - 21:16 l عدد الزيارات : 10630

التازي أنوار

لم يبقى على دخول شهر رمضان المبارك، إلى أسابيع قليلة، و تظهر كل مرة عادة الإحسان الخيري في أبهى تجلياته، منه لوجه الله و عمل الخير، و الآخر لأغراض دعائية و إستمالة الناس لتوجه سياسي و إنتخابي محض.

و أبرز مظاهر هذا الإحسان، في شهر رمضان الذي يأتي في سنة إستثنائية، تطغى عليها تداعيات الجائحة و ترقب بلادنا لإستحاقات إنتخابية تهم مختلف المؤسسات المنتخبة، توزيع قفف الإعانات على الاشخاص المعوزين والفئات الهشة، وتنظيم موائد الإفطار ” موائد الرحمان”.

ومن المعلوم، أن العمل الإحساني، هو فعل للخير لا يراد منه شيء سوى الأجر، لكن تحول منذ سنوات خلت إلى فرصة لحشد الناس و الإتجار بمأسيهم و إستمالتهم لتوجه سياسي و إنتخابي، وعمل إدعائي و ترويجي محض، حتى تحول شهر رمضان الكريم إلى حملات إنتخابية سابقة لآونها بدل العبادات و التقرب إلى الخالق.

و يرى المراقبون، أن شهر رمضان لهذه السنة الذي يتزامن مع محطة إنتخابية مرتقبة، تكثر فيه مظاهر الإحسان الخيري، من توزيع للقفف و تنظيم موائد الإفطار في الأزقة و الأحياء، و هنا يجب التمييز بين نوعين من الإحسان الأول يرتبط بالمن و الدعاية من قبل جمعيات وتنظيمات، و الثاني يتم في الخفاء يراد به فعل الخير فقط.

فالإحسان الظاهر و المعلن بالدعاية، يتوخى أهداف إنتخابية في كثير من الأحيان و يرتكز على إستمالة المواطنين خاصة الفئات المعوزة، وهذا سلوك معروف من قبل البعض الذين يستغلون هذا الشهر المبارك لإظهار كرمهم وجودهم لخدمة أهداف سياسية و إنتخابية.

و أصبحت بعض الفعاليات الجمعوية و التنظيمات السياسية و الحزبية تلجأ لهذا الأسلوب الإحساني لحشد المواطنين و إستمالتهم و القيام بالدعاية و التشهير، لتحقيق ما يصبون إليه من أهداف سياسية و إنتخابية، و إنتقلنا من إبتغاء الخير إلى إبتغاء أصوات الناخبين و نحن على مشارف الإستحقاقات الإنتخابية التي تأتي في ظرفية إستثنائية تطبعها جائحة كورونا.

و يبقى التساءل مطروحا عن دور السلطات المحلية في التصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت تتفشى مع إقتراب شهر رمضان في كل سنة، و بما أن السنة هذه سنة إنتخابية، يجب أن ترفع السلطات المعنية من يقظتها و تتصدى بكل حزم لأي إنفلات كي لا تتكرر صورة النساء الضحايا الإحسان العمومي في الصويرة.

ويرى المراقبون، أن دور السلطات المحلية، كبير و أساسي في هذه المرحلة، عبر تنظيم هذه العملية الخيرية، و التصدي لكل إحسان يراد به هدف سياسي أو إدعائي، فقد أبانت جائحة كورونا عن مدى تجند السلطات العمومية و قدرتها على تنظيم توزيع الإعانات المالية على الفئات الهشة بإعتمادها على قاعدة بيانات منظمة سهلت إستفادت الجميع، و لقيت إشادة واسعة من قبل العديد من الفاعلين إقليميا و دوليا.

و أجمع المراقبون، على أن السلطات المختصة أمام إكراهين إثنين، الأول لا يمكن أن تكون طرف في قطع أرزاق الناس و الفئات الهشة، و الثاني لا يمكن لها أن تسمح بأن تتم العملية بشكل يخدم أهداف سياسية و إنتخابية.

و تؤكد التجارب السابقة، كيف تعاملت السلطات بالحزم و الصرامة، في التعاطي مع هذا الشكل الإحساني، حيث قامت بمنع توزيع أضاحي العديد بعد أن تزامن عيد الاضحى مع الإنتخابات، وبالتالي قطع الطريق على التنظيمات الحزبية للوصول إلى هدفها في إستمالة الناس و حشد الاصوات.

و دعا البعض إلى التحكم في هذه الإعانات و القفف، وتدخل الدولة، و هناك طرق عديدة لتوزيع الدعم على الفئات الهشة كما سبقت الإشارة إلى ذلك، حتى لا يكون الإشتغال بشكل إنتقائي و دعائي، وقطع الطريق على تجار المآسي، وذلك من خلال إطار قانوني و تنظيمي يواكب التطوارات الحاصلة في المجتمع.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:51

و أخيرا الإفراج عن اللجنة الموضوعاتية لتقييم “كارثة”مخطط المغرب الأخضر 

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:14

لقاء أدبي بالرباط حول فكر الراحل إدمون عمران المالح

الإثنين 21 أبريل 2025 - 21:59

مثقفون ومفكرون وشعراء وأبناء أصيلة يشاركون في تكريم الراحل محمد بنعيسى

الإثنين 21 أبريل 2025 - 20:56

عدم الالتزام بآجال الأداء يهدد الشركات الصغيرة.. الفريق الاشتراكي يطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها

error: