أجور الفئة الميسورة بالمغرب تفوق 26 مرة ما يتقاضاه ذوو الأجور الدنيا

عماد عادل

أكدت دراسة تحليلية أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط أن الأجور تعد أكبر مساهم في الفوارق الاجتماعية بالمغرب، وأوضحت نتائج الدراسة أن الدخل الأجري لخمس الساكنة الأكثر يسرا يفوق ب 14,1 مرة الدخل الأجري للخمس الأقل يسرا. وتصل هذه الفجوة إلى 25,9 بين العشر الأكثر يسرا والعشر الأقل يسرا. واعتبارا لهذه التفاوتات، تساهم الفوارق في الأجور ب 40 في المائة في مجموع فوارق الدخل الإجمالي حسب مؤشر جيني.

وكشفت الدراسة أن توزيع الدخل المستقل غير الفلاحي يسجل الفجوات الأكثر اتساعا. حيث يصل دخل خمس الأسر الأكثر يسرا 16,5 مرة دخل خمس الأسر الأقل يسرا. وتصل هذه الفجوة إلى 38,4 مرة بين العشريين الأكثر يسرا والأقل يسرا. وعليه، فإن الفوارق التي تطبع هذا المصدر من الدخل تساهم ب 20,2 في المائة في فوارق الدخل الإجمالي للأسر، 21,7 في المائة في الوسط الحضري و14,2 في المائة في الوسط القروي.

وفي العالم القروي، يفوق الدخل الفلاحي لخمس الأسر الأكثر يسرا 15,2 مرة دخل الخمس الأقل يسرا. كما يصل هذا الفارق إلى 38 مرة بين العشريين الأكثر يسرا والأقل يسرا. وتساهم التفاوتات في الدخل الفلاحي بنسبة 13,2 في المائة في فوارق الدخل الإجمالي للأسر. وفي الوسط القروي، تصل هذه المساهمة إلى حوالي 60 في المائة.

أما بالنسبة للفوارق في مداخيل التحويلات، فتساهم ب 16,9 في المائة في فوارق الدخل الإجمالي للأسر. إلا أن هذه المساهمة تتجلى أكثر بالوسط الحضري حيث تصل إلى 19,9 في المائة مقابل 4,8 في المائة بالوسط القروي.

على صعيد آخر، تفيد الدراسة أن حوالي نصف الأسر القروية تتوفر على أكثر من ثلاثة مصادر للدخل وبغض النظر عن وزنها في إجمالي دخل الأسرة، فإن متوسط ​​عدد مصادر الدخل لكل أسرة يقيس درجة تنوع مصادر الدخل. فالأسر المغربية تعتمد في المتوسط على 3 مصادر للدخل، 2,7 في المناطق الحضرية و3,5 في المناطق القروية. وحسب فئة الدخل، يصل هذا المتوسط إلى 3,2 بالنسبة لخمس الأسر الأقل يسرا و2,9 بالنسبة للأسر الوسيطة و2,7 لخمس الأسر الأكثر يسرا.   

وإجمالا، ما يقارب 96 في المائة من الأسر لديها على الأقل مصدران للدخل (99,8 في المائة في المناطق القروية و94 في المائة في المناطق الحضرية)، 41,7 في المائة تتوفر على ثلاثة مصادر، و29,6 في المائة على مصدرين، و20,2 في المائة على أربعة مصادر. كما أن نسبة الأسر التي تتوفر على الأقل على 4 مصادر بالوسط القروي (47,1 في المائة) تفوق مثيلاتها بالوسط الحضري (14,2 في المائة).

وتشكل الأجور في الوسط الحضري والدخل الفلاحي في الوسط القروي أهم مصادر دخل الأسر على الصعيد الوطني، حيث إن 38 في المائة من دخل الأسر المغربية مصدرها الأجور،44في المائة في الوسط الحضري و23في المائة في الوسط القروي. تصل هذه النسبة إلى 26,6 في المائة من مجموع مداخيل خمس الأسر الأقل يسرا، 38 في المائة لدى 60 في المائة من الأسر الوسيطة و39,2 في المائة لخمس الأسر الأكثر يسرا.

وبمساهمة تصل إلى 20 في المائة من الدخل الإجمالي، تشكل التحويلات المصدر الثاني لدخل الأسر المغربية، حيث يتأتى 49 في المائة من هذه التحويلات من المؤسسات العمومية و40   في المائة من الأسر و11 في المائة من المؤسسات الخاصة. وتبلغ هذه المساهمة في الوسط الحضري 22 في المائة في المائة 53 منها من المؤسسات العمومية و36 في المائة من الأسر و11 في المائة من المؤسسات الخاصة. في حين تصل في الوسط القروي 14في المائة، 32 في المائة منها من المؤسسات العمومية و60 في المائة منها من الأسر و8 في المائة من المؤسسات الخاصة. وحسب فئة الدخل، تشكل التحويلات 28 في المائة من إجمالي دخل خمس الأسر الأقل يسرا، و21,2 في المائة من دخل الأسر الوسيطة و18,5 في المائة من دخل الأسر الميسورة