الخبير الدولي محمد بنحمو يكشف ل”أنوار بريس” حقيقة حالة الاحتقان بين المغرب وإسبانيا وورطة الاتحاد الأوروبي
أنوار التازي
الجمعة 21 مايو 2021 - 23:39 l عدد الزيارات : 22028
التازي أنوار
قال محمد بنحمو، إن الإتحاد الأوروبي كان ضحية سوء تقدير و فهم للأزمة الحالية بين المغرب و إسبانيا، حيث إنه إصطف بشكل غير عقلاني وراء إسبانيا في البداية قبل أن يظهر عليه نوع من التذبذب و عدم الوضوح في الموقف.
و أكد المحلل السياسي محمد بنحمو في تصريح لجريدة “أنوار بريس” أن إسبانيا حاولت تهريب موضوع “فضيحة إستقبال المدعو غالي” بهوية مزورة إلى أزمة إقتحام سبتة المحتلة، كما عملت على الإلتفاف حول المواثيق و القوانين الدولية باللجوء إلى أساليب لا تليق بحكومة ديمقراطية ولا تليق بدولة لها مكانتها، مضيفا “أن اللجوء إلى إدخال المدعو غالي بهوية مزورة إلى إسبانيا هو أسلوب تستخدمه بعض التنظيمات غير الشرعية و لا يستخدم من طرف الدول، ثم ان إسبانيا حاولت إبعاد القضاء الإسباني عن القيام بدوره، وبالتالي فهو خرق سافر لمبدأ فصل السلط.”
و أوضح المتحدث، في تصريحه، أن إسبانيا حاولت تهريب الملف و القضية من فضيحة داخلية إلى صراع حاولت أن تجعله يهدد سلامة أوروبا من خلال ما إعتبرته زحف للهجرة غير الشرعية، فخرجات بعض مسؤولي الإتحاد الأوروبي كانت مؤسفة وحاقدة وكانت إلى حد كبير تلجأ إلى أسلوب التخويف و التهذيب، وبالتالي مرفوضة وغير مقبولة بتاتا.
و قال مدير المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، “إن الإتحاد الأوروبي أصبح يعي جيدا بأنه زج به في أزمة سيخسر فيها الشيء الكثير”.
و شدد بنحمو، على أن هناك تحالفات ضمنية وتنسيق العمل بين ألمانيا و إسبانيا و أطراف أخرى داخل الإتحاد الأوروبي التي لا تنظر بعين الرضى إلى الدور الذي أصبح يلعبه المغرب و المكانة التي أصبحت تحتلها بلادنا، على الصعيد الإقليمي و الدولي و القاري، و أضحت رقما أساسيا في مختلف المعادلات المرتبطة بالأمن والإستقرار ومكافحة الإرهاب و التنمية في القارة الإفريقية والمنطقة.
و أكد المتحدث، أن هذا التقدم الذي حصل عليه المغرب و الموقع الذي يحظى به اليوم يزعج الكثيرين، وهو ما يتضح من خلال حادث سبتة المحتلة، و رد فعل الإتحاد الأوروبي الذي يعتبر إمتدادا لتنامي الأصوات الفاشية الجديدة داخل إسبانيا و التعبير عن الحقد الدفين داخل العديد من المنابر الإسبانية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
و أضاف الخبير الدولي في قضايا الأمن و الإرهاب، في هذا السياق، “أن حادث سبتة المحتلة عاد ليبرز العقدة التاريخية للإسبان التي بنيت عليها عقيدة الجارة الشمالية منذ قرون إلى الآن، وهي أن كل المخاطر تأتي من الجنوب، وبالتالي فإن المغرب هو مصدر تهديد دائم و مصدر خطر دائم حسب هذه العقيدة، وبالتالي فالإسبان لازالوا يعيشون رهاب طارق بن زياد، و لازالو يعيشون إحساس قرون خلت، فالحالة هي حالة مرضية لدى إسبانيا”.
و أشار المحلل السياسي في تصريحه للجريدة، إلى أن الأوضاع داخل إسبانيا وإنفجار هذا الحقد بشكل علني، وردود الفعل داخل الإتحاد الأوروبي، يجعل من ذلك كأننا أمام معركة صليبة جديدة و كأن الإتحاد الأوروبي يهب كونه الإمبراطورية المسيحية في مواجهة المغرب.
و أوضح محمد بنحمو، أنه من المؤكد أن إسبانيا ومعها ألمانيا وأطراف أخرى داخل الإتحاد الأوروبي، تريد أن ترى المغرب ليس شريكا ولكن ذلك البلد الذي يخدم مصالحها، فهو دركي بكل ما يرتبط بالهجرة و مكافحة الإرهاب و مصدر القوت في كل ما يرتبط بالصيد البحري والفلاحة، و مكان للإستجمام في كل ما يتعلق بالسياحة، ولكن لا يبدو أن مفهوم الشراكة يقوم بالنسبة للذهنية الأوروبية على أساس رابح رابح و إحترام الشريك. حسب المتحدث.
و خلص بنحمو، إلى أن الأزمة مع ألمانيا كما هي مع إسبانيا، تأتي على خلفية التخوفات التي هي اليوم لدى العديد من الدول الأوروبية والإتحاد الأوروبي من الإتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي، والعلاقات المغربية الأمريكية و خاصة بعد إعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه المغربية. موضحا، أن أوروبا لا تنظر بعين الرضى إلى هذه المرحلة الجديدة وهذه العلاقة المتجدرة، لأنها تعلم جيدا حضور الولايات المتحدة في القارة و إعتمادها على المغرب داخل إفريقيا، و أوروبا تعلم كذلك أن المغرب هو ثاني دولة مستثمرة في القارة و فاعل أساسي ومحوري في المجال التنموي بإفريقيا، و محاربة الإرهاب و الحفاظ على الإستقرار، وبالتالي فالمغرب شريك الجميع يخطب وده.
و ذكر بنحمو، أن المغرب كونه اليوم يضع يده في يد الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة جديدة، أمام تقاعس الأوروبيين، وأمام رغبتهم في الإستمرار في المواقف الضبابية، تجعل الإتحاد الأوروبي أكثر تخوفا من هذا المستقبل الذي يدخل أمريكا للقارة الإفريقية بقوة، في ظل السمعة السلبية لدول أوروبا داخل إفريقيا بإعتبارها دولا إستعمارية، مما سيكون لها تأثير داخل القارة السمراء التي تعتبر مستقبل العالم لما تتوفر عليه من موارد طبيعية وثروات.
و أشار بنحمو في تصريحه، إلى أن الدول الأوروبية تريد إبقاء الوضع كما هو عليه، فهي لا تريد أن تحل المشاكل بما في ذلك إتخاذ موقف صريح وواضح من قضية الوحدة الترابية للمغرب، ولكن تريد أن تستمر في التمسك بخيوط تدبير هذه الملفات، و لا ترغب في المغرب كشريك متحرر من أي نوع من القيود، بل تعمل على تعطيل إنطلاقته و مسيرته و هذا ما لا يمكن قبوله بتاتا اليوم.
و ختم، بأن المغرب اليوم له كامل السيادة على قراراته و مصالحه و يدافع عنها بشراسة، وله قناعاته و خياراته و له كذلك قضاياه الوطنية التي لا يتساهل فيها مع أيا كان يريد مواجهته في ذلك، فقوة المغرب اليوم هي قوة وحدته الوطنية و قوة التلاحم بين الملك والشعب، و كذلك إنسجام النسيج المجتمعي والسياسي و الإقتصادي، والوطني بشكل قوي ومتين في وجه الخصوم.
تعليقات
0