المغرب±إسبانيا: الخبير الدولي بنحمو لأنوار بريس:”المغرب سيذهب إلى أبعد حد ولا يمكن إعادة بناء الثقة كما أن شيء لم يقع “
أنوار التازي
الخميس 3 يونيو 2021 - 19:23 l عدد الزيارات : 21333
التازي أنوار
تعيش العلاقات الإسبانية المغربية على وقع أزمة غير مسبوقة، بعد أن عمدت الحكومة الإسبانية عن سبق الإصرار إلى إستقبال المدعو غالي على أراضيها، ومن تم الإفراج عنه في محاكمة بهلوانية دون أن تتابعه بتهم الإغتصاب و الإختطاف وجرائم الحرب التي إرتكبها في حق ضحاياه، وتسمح بعودته إلى الجزائر بنفس الطريقة التي أدخل بها تحت جنح الظلام.
وفي هذا السياق، قال الخبير محمد بنحمو مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، أن النظام الجزائري قدم تنازلات كبيرة جدا، جعلت الحكومة الإسبانية تقامر بإستقلاليتها ومصداقيتها و تمتهن القضاء في بلادها، وتظهر أمام العالم بأنها بصورة الديمقراطية الطائشة.
و أضاف المحلل السياسي محمد بنحمو في تصريح لجريدة “أنوار بريس” أن قبول إسبانيا بهذه الصورة، فلاشك أن الثمن الذي دفع لها ثمن مغري.”
و أكد المتحدث في هذا الصدد، أن الثمن المدفوع لأسبانيا، ثمن إقتصادي بالدرجة الأولى مرتبط بالغاز الجزائري التي تنبعث رائحته من قلب هذه الصفقة، و فتح الأبواب الجزائرية للشركات و النسيج الإقتصادي الإسباني.
و شدد بنحمو، أن هذه الصفقة بين إسبانيا والجزائر، مرتبطة أساسا بالخيرات الطبيعية التي تتوفر عليها الجزائر، ولا شك أن إسبانيا أخذت منها نصيبا وافرا، و فتح الحدود الجزائرية أمام إسبانيا للإطلالة على منطقة الساحل والصحراء. مضيفا “أن أكبر خاسر من هذه الصفقة هي الجزائر و الشعب الجزائري”.
و أوضح الأستاذ الجامعي في تصريحه، أن مغامرة إسبانيا بعلاقاتها الإستراتيجية مع المغرب الذي يعتبر شريكا يساهم بشكل كبير في ضمان أمنها و إستقرارها، من خلال التعاون الأمني والإقتصادي والتجاري والصيد البحري والسياحة، يطرح أكثر من سؤال حول الإمتيازات و الثمن الذي دفعته الجزائر مقابل ذلك، مضيفا “أنه لا يمكن لعاقل أن يغامر بكل ذلك من أجل لا شيء، إذن هي تعتبر صفقة القرن بالنسبة للإسبان، و أكبر خاسر فيها هي الجزائر.
و أكد بنحمو، أن النظام الجزائري بعد فضيحة المدعو “غالي” كان يلعب برأسه وبقائه، خاصة بعد مثول المعني أمام القضاء معناه من جهة رصاصة الرحمة في رأس مشروع الإنفصال الذي راهن عليه النظام الجزائري، و من جهة أخرى يتضح أن هذا النظام غير قادر على إسترجاعه بالرغم من العملية المافيوزية التي أدخل بها.”
و أشار بنحمو، إلى أن هذه الصفقة و العملية الإجرامية التي أدخل بها المدعو غالي، لم يكن النظام الجزائري، ينتظر كشفها من قبل الأجهزة المغربية بالخبرة و الدقة التي تتميز بها السلطات المغربية، و أفشت السر وتحول إلى فضيحة عالمية ودولية.
و شدد المتحدث، أن الأيام القادمة ستكشف قيمة الصفقة بين الجزائر و إسبانيا، وحجم التنازلات و الثمن المدفوع خلال هذا التعامل “العصابات” بين الطرفين، بعد الفشل الإستخباراتي الذريع بالنسبة لإسبانيا و الجزائر، وتؤكد الخبرة و الإستباقية و فعالية الأجهزة المغربية.
و بالمقابل، أكد الخبير الدولي محمد بنحمو، أنه على الرغم من العلاقات الإستراتيجية بين المغرب و إسبانيا، لا يمكن أن تساوي القضايا المقدسة و المصالح الحيوية للدولة المغربية، وبالتالي سيكون الرد المغربي بحجم إنعدام الثقة في الشريك الإسباني.
و أضاف، “أن الأزمة كشفت وجه إسبانيا و سقط القناع عنها، حيث كانت الحكومة الإسبانية في علاقتها مع المغرب “تكذب بثقة” و مع الجزائر في علاقة سرية خطيرة.”
و أوضح، أن الأمر ظهر جليا بأن إسبانيا في علاقة محارم مع البوليساريو، و هي التي تبنت الجبهة الإنفصالية بشكل أو بآخر، و بالتالي سقط القناع الإسباني. يقول بنحمو.
و خلص المحلل السياسي، إلى أن المغرب كان مع شريك غير موثوق هو إسبانيا، و سيذهب إلى أبعد حد، و لا يمكن أن تطوى الصفحة و نعيد بناء الثقة كما أن شيء لم يقع.
و ذكر، بأن مستقبل العلاقات بين المغرب و إسبانيا يمر لا محال عبر إحداث القطيعة، وربما يعاد بناء العلاقات بقواعد جديدة و بتوجهات جديدة تأخذ بعين الإعتبار مصالح المغرب، حيث لا يمكن للعلاقات أن تستمر أو يكون هناك تقويم داخل الإستمرار بالنظر إلى حجم وخطورة ما وقع.
و جدد بنحمو، التأكيد على أن المغرب فاعل أساسي ومحوري على المستوى الإقليمي والدولي، و رقم صعب في المعادلة الأمنية و الإستراتيجية، و هو ما لا ترضى عنه هذه الأطراف الأوروبية التي تحتاج شركاء في وضعية ضعف.
و تأسف المحل السياسي، من كون المغرب في المواجهة اليوم و هو ما يطرح سؤالا جوهريا حول “أين هم الأشقاء و الأصدقاء اليوم، و أبناء جلدتنا الذين ظهروا في هذه اللحظة أنهم ليسوا منا”.
تعليقات
0