الإبراهيمي يحذر من إنهيار الجدار المناعي و يدعو الشباب إلى التلقيح
أنوار التازي
الأحد 18 يوليو 2021 - 15:00 l عدد الزيارات : 24066
قال البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، إن موجة كورونا أخرى تجتاح العالم والمغرب ليس استثناءا، و لقد كان ذلك متوقعا وكما حصل في جل بلدان العالم أن يرتفع عدد الإصابات برفع القيود وارتفاع الحركية وتفشي المتحور دلتا.
وأكد عضو اللجنة الوطنية للتلقيح، أن هذه الوضعية أفرزت عالمين. الدول الملقحة و التي لم يعد يوازي ارتفاع الإصابات فيها ارتفاع عدد الوفيات و الحالات الحرجة، فبريطانيا مثلا عرفت أمس السبت 54 ألف اصابة مقابل 41 وفاة، والدول الغير الملقحة التي أدى فيها الحال إلى وفيات بالمئات و انهيار للمنظومة الصحية، فإندونيسيا، سجلت 51 ألف إصابة عرفت 1092 وفاة، مشيرا إلى أنه ” ننتقل من وباء عالمي إلى “جائحة الغير الملقحين”…. فماذا عن المغرب؟ لحد الساعة.”
و شدد الإبراهيمي، في هذا الصدد، أنه يمكن القول أن الجدار المناعي الذي نحن في صدد بنائه، منذ مدة صامد في وجه هذه الموجة، مضيفا، ” يلزمنا بعض الوقت للتأكد من ذلك لأن آثار الإصابات بتطوير الحالات الحرجة لا تظهر إلا بعد ثلاثة أسابيع من بدايتها، وأتمنى من الله أن تنفصل وتنفصم منحنيات الإصابة بالفيروس عندنا عن نسبة الحالات الحرجة و الوفيات.”
و أوضح الإبراهيمي، في مقاله على مواقع التواصل الإجتماعي، أنه يجب العودة وبسرعة للسلوكيات التي ربحناها خلال الجائحة فالكل يعرف أن الإجراءات الاحترازية والتقليل من الحركية يلعبان دورا مهما في المقاربة اللاطبية، و الكل واع بالثمن الذي سندفعه في حالة تخاذلنا، فكلنا يتذكر ما وقع في عيد السنة الماضية. يقول المتحدث.
و تساءل الإبراهيمي، هل طلب الإلتزام بالإجراءات الإحترازية مقابل صيف جميل…. طلب مجحف و غير عادل؟ لا و ألف لا… فلا يمكن لأي أحد أن يأتي بعد أي انتكاسة (لا قدر الله) ويرمي المسؤولية على مدبري الأمر العمومي، ففي أي مقاربة تشاركية، المسؤولية مشتركة و كلنا راع، وواع بالمسؤولية، نعم للتعايش مع الفيروس… لا للتطبيع مع المرض والموت بالكوفيد. يضيف الإبراهيمي.
و ذكر، أنه بعد عام ونصف على الجائحة فالكل يعرف الفيروس والجائحة والمرض والثمن الذي ندفعه عند الإنتكاسة، موتى ومكلومون، عزلة الإنعاش و حالة اللايقين، رافضا في الوقت ذاته، أن نوضع في هذه الوضعية التي تؤدي إلى تدخل مؤسساتي ينفذ الحجر و الإجراءات المشددة.
وأشار إلى أن أمريكا تصنف المغرب في المنطقة الخضراء في مواجهة الوباء قبل بلدان أوروبية متقدمة، وهذا فخر لنا و قد حققنا ذلك بفضل المقاربة الملكية الاستباقية في التلقيح الجماعي و انخراط جل شرائح المملكة في هذه العملية.
وأضاف، “فبينما تناقش بعض الدول إجبارية اللقاح. فالعملية الطوعية والاختيارية بالمغرب تحقق نسبا خيالية… 95 في المئة من الأشخاص فوق السبعين سنة لقحوا… وفي استطلاع لجميع الفئات العمرية المغربية، عبر أكثر من 78 في المئة من المغاربة عن نيتهم في التلقيح و هي نسبة ستمكننا إن شاء الله من الوصول إلى مناعة جماعية عما قريب.”
و لإستكمال بنيان وإرتصاص هذا الحائط المناعي، أكد الإبراهيمي، أنه يجب علينا أن نغلق بعض الفجوات والمتمثلة في الأشخاص في وضعية هشة ولم يلقحوا. داعيا إلى الإسراع في الإستفادة من التلقيح، فالغالبية العظمى من الوفيات بالمستشفيات المغربية، أشخاص مسنون لم يلقحوا.
وبخصوص رفض البعض للتلقيح، شدد المتحدث، على أن عدد الشباب المرضى بالكوفيد في ارتفاع هذه الأيام. و على المدي البعيد، لا نعرف تأثير الإصابة على الحالة الصحية للمصابين مستقبلا، و هناك الكثير من الشباب لم يسترجعوا بعد حاستي الشم و التذوق، مضيفا، أنه لا يمكن لأي شاب أن يجازف بالإصابة، ويتبين بعد سنين أن إصابته تجعله مستهدفا بأمراض أخرى.
و أكد، أن الشخص غير الملقح يعدي مرات متعددة أكثر من الشخص الملقح مما سيؤدي بهذا الشاب حتما لنقل الفيروس لأعداد كبير من أحبته ويجازف بحياتهم ولا سيما إن كانوا غير ملقحين.
وخلص، إلى أن أخذ سرير في المستشفى سيحرم مرضى بأمراض أخرى من العناية ويرهق المنظومة الصحية الوطنية. لذا أرى التلقيح كفعل مواطتني بسيط يساهم به الشباب و الكهول والشيوخ في حماية هذا الوطن من الجائحة، نعم فتلقيحك بالنسبة لي يجعل منك بطلا ووطنيا وأرفع القبعة لك….شكرا لأنك ستساهم بنا للخروح من هذه الأزمة و قريبا إن شاء الله و بأقل الخسائر الممكنة. يضيف الإبراهيمي.
تعليقات
0