من أجل إنهاء الحقد الذي يطغى على تحليل البعض لموقع حزب الاتحاد الاشتراكي

أنوار بريس الثلاثاء 12 أكتوبر 2021 - 19:29 l عدد الزيارات : 21811

علي الغنبوري

يحاول البعض في كل مرة ترويج خطاب بئيس اتجاه حزب الاتحاد الاشتراكي، ويبقى محركه الوحيد هو الحقد أو الغل اتجاه هذا الحزب، أو ليس له علاقة لا بالسياسة ولا بالنقاش ولا بالموضوعية، بل الأكثر من هذا، في مرات عديدة يأخذون مواقف حتى ضد قناعاتهم الشخصية مصطفين مع خصومهم الفكريين أو السياسيين أو الأخلاقيين، فالمهم بالنسبة لهم هو أن يكونوا ضد حزب الاتحاد الاشتراكي.
إذا، عندما يتم القول بأن الاتحاد الاشتراكي فرضت عليه المعارضة او لم يتم قبوله في الحكومة، فإن السؤال الذي يطرح هنا، أي معارضة سينتهجها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ؟.
الجواب على هذا الطرح العدمي الذي فيه الكثير من الحقد الزائد، سهل وواضح، فالاتحاد الاشتراكي كان في توافق معلن، بتوجهات معروفة وبمرجعيات وطنية وهدف واضح، هو حماية البلاد من الهيمنة أو العدمية أو الاجندات الخارجية و من الإفلاس السياسي أو المجتمعي أو استغلال الدين في السياسة.

وهنا يمكن أن يقول بعض المتنطعين إن هذا التوافق الذي كان فيه الاتحاد الاشتراكي كانت فيه الدولة كذلك، والاجابة على هذا تكمن في ان الاتحاد كان في توافق مع الدولة منذ 1996 ولم ينكر هذا، وبالتالي فتوافقه خلال المرحلة السابقة وبالأخص 2016 لليوم، لم يكن عللا حساب خروجه على الخط السياسي للحزب والهدف الأساسي له والمتعلق بالبناء الديمقراطي أو تسريع وتيرة هذا الانتقال.

ومن هنا فإن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في توافقه المعلن منذ 2016 _2021، كان واضحا ولم يكن مختبئا، كما انه حافظ على مبادئه والقيم والتوجهات السيساية النابعة من مرجعيته الديمقراطية الاجتماعية التي كان لسنوات طويلة هو الوحيد الذي يحملها، وكانت شعار هذه المرحلة او هي منطلقها السياسي.

إن توافق الاتحاد الاشتراكي هو الذي حمى البلاد من استغلال الدين، و هو الذي جعل الوعي المجتمعي يتزايد بأهمية المشاركة السياسية،  و هو الذي جعل ذلك التوافق يؤدي إلى النجاح في الانتخابات، وبالتالي شيء طبيعي أن الاتحاد الاشتراكي كان ينظر إلى أنه يجب أن يكون في الحكومة، لأن الانتخابات أفرزت فوز التوافق الذي كان فيه مع بعض الأحزاب وفي مقدمتها حزب التجمع الوطني للأحرار، او أفرزت كذلك هزيمة الاسلاميين.
الذي وقع أنه بعد الانتخابات، ظهرت رغبة أخرى خارج التوافق الذي تشكل خلال الفترة الماضية، او تمكنت في فرض منطق آخر متسم باللبس والغموض، او هي التي جعلت حزب كالأصالة والمعاصرة يدخل الحكومة، رغم أنه كان ضد التوافق الذي فاز بالانتخابات كما وقع مذكرة تفاهم مع الإسلاميين وكان يصف الحزب الذي تصدر الانتخابات بحزب “الشفارة والبزناسة”.

لقد ظل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، متمسكا بالتوافق الذي كان فيه إلى آخر لحظة، كما أنه ظل يذكر بخطورة الرغبة الجديدة والتي تؤثر على البناء السياسي والديمقراطي للمؤسسات الوطنية، والتي تولدت بعد الانتخابات الخيرة، وبطبيعة الحال فإن الاتحاد الاشتراكي وبعد رؤيته للانحراف او الرغبة في السطو على المسار السياسي فإنه سيتجه للمعارضة، معلننا ان معرضته سياسية بالأساس للرغبة التي أدت إلى الانقلاب على التوجه السياسي التي كانت البلاد تؤسس له.

إن اصطفاف الاتحاد الاشتراكي في المعارضة، هو اصطفاف سياسي قبل كل شيء  و هو حماية للمسار السياسي للبلاد،  و رفض محاولات التغول التي ظهرت بعد الانتخابات، وهو ما وضحه الحزب في بلاغ مكتبه السياسي، والذي قال فيه، إن الحكومة لا تمتلك شيكا على بياض من اجل ان تعمل ما تريد باسم النموذج التنموي، كما ان الكاتب الأول للحزب وعند سؤاله من طرف أحد الصحافيين “هل أحسست بالغدر” أجاب “أنا ماشي مصاحب باش نحس بالغدر”، بمعنى أن هذه دولة وبلاد وليست لعبة، مؤكدا أن الذي يريد أن يخرج على التوافق الجاد في بنائها فلا يجب ان يضع حزب الاتحاد الاشتراكي في حساباته.

لهذا فإن حزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، لديه العديد من المبررات للمعارضة  و لديه الكثير من الأشياء التي يمكن أن يفعلها من موقعه في المعارضة.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:51

و أخيرا الإفراج عن اللجنة الموضوعاتية لتقييم “كارثة”مخطط المغرب الأخضر 

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:14

لقاء أدبي بالرباط حول فكر الراحل إدمون عمران المالح

الإثنين 21 أبريل 2025 - 21:59

مثقفون ومفكرون وشعراء وأبناء أصيلة يشاركون في تكريم الراحل محمد بنعيسى

الإثنين 21 أبريل 2025 - 20:56

عدم الالتزام بآجال الأداء يهدد الشركات الصغيرة.. الفريق الاشتراكي يطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها

error: