عضو اللجنة العلمية للتلقيح يكشف تطورات المتحور الجديد و مدى إنتشاره وخطورته و وصوله إلى المغرب

أنوار التازي الأحد 28 نوفمبر 2021 - 17:53 l عدد الزيارات : 17900

دخل البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، على خط ظهور المتحور الجديد لكورونا، بجنوب إفريقيا و العديد من دول العالم.

و كتب عضو اللجنة العلمية للتلقيح، في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك، “أستغرب و بشدة و أنا أرى الكثيرين يجزمون بحقائق مطلقة حول سلالة أوميكرون، و الحقيقة أن العشرين شهرا من الجائحة علمتنا شيئن هامين، الحذر و اليقظة و الشيء الثاني، التواضع و أن الفيروس بتحوره يعلمنا أن العلم و البحث العلمي و توصيلته تتغير بالمعطيات الجديدة و المحينة.”

و أكد الإبراهيمي، أن هناك الكثير من الأمور المجهولة حول هذا المتحور، و ستكون “لدينا فكرة أفضل عن المخاطر الفعلية في غضون الأسبوعين المقبلين.” مشيرا إلى أن ذلك إنذار خطير ومثير للقلق.

و كتب الإبراهيمي،” سنحاول أن نتلمس و كما فعلنا دائما و منذ عشرين شهر، و بمقاربة علمية و بالأدلة و تحليل المعطيات و المنحنيات و البيانات، تجاوز هذه الظاهرة، ولذا فنحن بحاجة إلى الالتزام بالهدوء والقيام بتحليل الوضع علميا و بتجرد.”

وسلط الإبراهيمي الضوء على عدد من الأسئلة التي ينبغي طرحها خاصة بعد تسجيل الإصابة بهذا المتحور في العديد من البلدان الإفريقية و الاوروبية.

و حاول عضو اللجنة العلمية للتلقيح، أن يقدم إجابات عن الأسئلة المطروحة، في تدوينته على صفحته الرسمية.

1- متى ظهرت السلالة أول مرة؟
تبين شجرة نشوء و تطور السلالات، أن السلالة ظهرت منذ مدة. فهذه السلالات لا تنحدر من فيروسات “متحورة” تم تحديدها مسبقًا و أقرب ارتباط تطوري لها هو فيروسات مارس من سنة 2020.
2- أين ظهرت أول مرة؟
في تقديري الشخصي أن حديثنا في تحديد هويته و بالتزامن في جنوب إفريقيا و بوتسوانا و ملاوي ومصر، يعني أنه كان متواجدا في بقاع متعددة من العالم و هو “يطير تحت الرادار” في بلدان ليست لها القدرة الكبيرة لتحديد التسلسل الجينومي و بوتيرة منتظمة تمكن من اكتشافه مثل جنوب أفريقيا والتي دقت ناقوس الخطر. فالحقيقة أن الدول الأوروبية اكتشفته فقط في المسافرين بعد تحذير جنوب إفريقيا ودول أخرى منه ، ربما يعني أن العديد من الحالات لم يتم اكتشافها حتى الآن.

3- هل ينفي ذلك ظهوره في جنوب إفريقيا؟

أبدا و قد تحدثنا كثيرا عن “كوفريكا”… السلالة التي ستنتجها إفريقيا في غياب عدالة تلقيحية دولية، ولاسيما في دول الجنوب الإفريقي المعروفة بوجود الكثيرين من “فاقدي المناعة” بسبب مرض السيدا و الذين يمكن أن يكونوا خزانا للسلالات لأن الفيروس يتعايش بداخلهم لشهور عدة و لاسيما إذا لم يلقحوا.

4- هل تنتشر هذه السلالة بسرعة؟

أرقام جنوب إفريقيا ترنو لذلك كما يتضح في المبيان… و لكننا نحتاج أولاً إلى معرفة مدى انتشاره… وتحديد مؤشر توالده… و ما هي قدرته في مواجهة و تعايشه مع دلتا… أسئلة تبقى معلقة إلى حين..

5- هل ستصل هذه السلالة إلى المغرب؟

بصراحة جارحة، بلدنا ليس استثناء و الجائحة كونية، و بما أن المتحور الجديد تم تسجيل وصوله إلى أوروبا، فإذن الخطر جد قريب وجِدّ وارد، و إن لم نتخذ الإجراءات اللازمة فستصبح مسألة وصوله  فقط مسألة وقت، ولن تتعدى بضعة أيام أو بضعة أسابيع.

6- ماذا نعرف عن أوميكرون؟

يتميز هذا المتحور بالعدد الكبير من الطفرات و الذي يمكن أن يجعله أكثر قابلية للانتقال، و يتوفر أوميكرون و إسمه العلمي “B.1.1.529” على أكثر من 30 طفرة في جزء من الفيروس يسمى “بروتين سبايك”، وهو هيكل يستخدمه الفيروس التاجي لدخول الخلايا التي يهاجمها… و هذا العدد يوازي تقريبا ضعف الطفرات عند دلتا… و هذا العدد الكبير من الطفرات قد يجعل المتحور ينتشر بسرعة و يقلل من فعالية اللقاحات. و أمثلة على ذلك… الطفرة E484A التي تساعد الارتباط بمنطقة RBD… و طفرتي Q498R و S477N و اللتين تحسنان من الارتباط بالمستقبلات ACE2… كل هذا إضافة للطفرات الموجودة لدى السلالات الأخرى مثل طفرة N501Y – ألفا و بيتا و دلتا و H655Y – جاما و N679K – جاما و دلتا و T478K و P681H – ألفا و K417N بيتا و N440K B.1.628 و P681R دلتا… و الطفرات كثيرة..

7- هل هناك هروب مناعي للسلالة؟

لا يمكن الإجابة علميا و بدقة عن هذا السؤال لأن التجارب قيد الإنجاز… المحاكات التي أجريت لحد الأن تبين أن بعض المستضدات التي استعملت لتطوير اللقاحات الجديدة قد تضررت… ولكن أذكر أن لقاح سينوفارم الأكثر استعمالا في المغرب طور ضد أجزاء مختلفة من الفيروس و ليس فقط الشوكة البروتينية و أظن أنه سيحتفظ بنجاعته… و قد أثبتت كل اللقاحات لحد الأن نجاعتها ضد الكوفيد و ضد كل السلالات و بنجاعة تفوق السبعين و على أرض الواقع… و سننتظر النتائج التي ستصدر قريبا.

8- ماذا عن غير الملقحين؟

نعرف أن الكثير ممن طوروا هذه السلالة في جنوب إفريقيا لم يكونوا ملقحين و أن حامليها من مصر إلى بلجيكا في نفس الوضعية، و إذا كان بإمكاننا التنبؤ و التجريب علميا بالنسبة لمناعة الملقحين لأننا نعرف نوع اللقاح المستعمل و الكمية التي أعطيت و المؤشرات المناعاتية بدقة، فعلميا فإننا لا يمكن أن نتكهن و لا ننجز أعمالا مختبرية بالنسبة لغير الملقحين، لأن لكل شخص غير ملقح مناعة مختلفة تملي استجابتهم لإصابة و تطوير المرض.

9- هل تسبب الإصابة بأوميكرون مرضا أفتك؟

لا ندري إن كان يتسبب في مرضً أشد و أفتك يمكن أن يكون للملقحين أمل أكبر في التشافي و عدم تطوير الحالات الحرجة ما دام التلقيح يرفع من مستويات المناعة الخاصة و العامة،و كل اللقاحات و في جميع البلدان و ضد جميع السلالات أثبتت نجاعتها بنسبة أكثر من 95 في المئة ضد الحالات الحرجة.

10- هل الشباب محميون منه؟
لا ندري…
و في الأخير و على ضوء كل هذا… ما العمل و ما يجب أن نفعله حتى لا نضيع كل مكتسباتنا و لا نساعد في اندلاع موجة وبائية على مستوى عالي من الخطورة… الجواب موجود و قد أكدنا عليه مرارا… الحل في التعاقد الاجتماعي الذي يجمع الدولة بالمواطنين… فعلى مدبري الأمر العمومي حماية حدودنا من خلال التقليل من خطر توافد المتحور و دعم و تكثيف المراقبة الجينومية و الوبائية و توفير جميع اللقاحات للمواطنين… و الذين من جانبهم العودة إلى الالتزام بالإجراءت الاحترازية الشخصية و التي ورغم تبخيس الكثيرين لها تبقى علميا ناجعة… و بالطبع التلقيح و الذي يمكننا أن لا نقتنع به و نشكك فيه و لكن يبقى على أرض الواقع ناجعا و فعالا كما يظهره المبيان و الذي يربط بين عدد الوفيات و نسبة الملقحين بأوروبا و بطريقة علمية واضحة… أما نحن فلن نهين و لن نستهين في التواصل معكم حتى نخرج إلى بر الأمان… أوفياء لمقاربتنا العلمية و بمعطياتها و دون شعبوية… لأنه ليس لدينا أي تضارب للمصلحة العامة و الخاصة… فنحن فقط متطوعون من أجل الوطن.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 10:57

وضعية تحملات وموارد الخزينة تفرز حاجيات تمويل بقيمة 15,5 مليار درهم

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 10:51

المجلس الأعلى للسلطة القضائية يناقش مستقبل التكنولوجيا الحديثة في المجال ‏القضائي

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 10:50

مندوبية التخطيط تقف عند ارتفاع الأسعار…

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 10:44

جماعة سيدي قاسم تبرمج فائض ميزانية 2024 في مشاريع لإعادة الهيكلة والبنية الكهربائية والحماية من الفيضانات

error: