المجلس الأعلى للتربية والتكوين يكشف ضعف مستوى التلاميذ في اللغة الفرنسية و الرياضيات

أنوار بريس

كشف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن 41 في المئة من التلامذة، لم يستوعبوا طوال السنوات السابقة، الموارد اللغوية المطلوبة لمتابعة دروس اللغة الفرنسية المبرمجـة في السـنة السادسـة ابتـدائي، و 12 في المئة فقـط مـن تلامـذة نهايـة السـلك هـم مـن اسـتوعبوا مجمـوع البرنامـج الـدراسي.

و أكد تقرير المجلس حول “البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات تلامذة السنة السادسة ابتدائي وأولئك الذين يتابعون دراستهم بالسنة الثالثة من الثانوي الإعدادي”، أن نتائــج اللغــة الفرنســية تظهر بأن 4 بالمئة مــن تلامـذة الســنة السادســة ابتــدائي لم يستطيعوا الإجابــة عــن أي ســؤال مــن أســئلة الرائز، وأن 9 بالمئة منهــم نجحوا في الاجابة عن سؤال واحد فقـط. في حيـن اسـتطاع %28 مـن التلامذة الإجابـة عـن ثلاثة أسـئلة. وهـذه الفئـة الأخيرة من التلامذة اسـتطاعت بالكاد فهـم مكانـة الشـخوص في نـص رسدي قصيـر، و معنـى الكلمــة في ســياقها النصي، و بالكاد اســتطاعت التعبير عــن علاقــة منطقيــة سببية. وتمثل هــذه المكتسـبات جميعها حوالي %8 مــن برنامــج اللغــة الفرنســية الرسـمي، أي الجــزء الأكثر سهولة.

و شدد التقرير، على أن المقارنة حسب الوسط تظهر أن أداء التلاميذ الذين يدرسـون بمؤسسـات الوسـط الحضري يكون في نهاية السـلك الابتـدائي، أحسـن قليلا في اللغـة الفرنسـية ب246 نقطـة مـن أداء تلامـذة الوسـط القـروي ب 236 نقطـة. وبالنسـبة لتلامذة الوسـط القـروي، فـإن الإنتماء لمدرسـة جماعاتيـة قـد يرفـع نسـبة التلامـذة الذيـن يتحكمـون في مجمـوع برنامـج اللغـة الفرنسـية الرسـمي إلى مـا بيـن %6 و%9.

و ذكر المصدر ذاته، أنه لم يستطع التلامذة القرويون و الحضريون الوصول إلى المعدل الوطني في اللغة الفرنسية والمتمثل في 250 نقطة. غير أن أداء تلامذة مدارس الوسط الحـضري ب246 نقطة هــو أفضل نوعا ما مقارنــة بأداء تلامذة مدارس الوســط القــروي ب238 نقطــة.

و جاء في التقرير، أن أداء تلامذة التعليم الابتدائي الخصوصي بمجموع 293 نقطة، يعتبر أحســن مــن أداء زملائهــم الذيــن يدرســون في مؤسســات التعليــم العمومــي الحـضـري الذيــن لم يتجــاوزوا 246 نقطــة. وبهــذا يصل الفــرق المســجل بـيـن مؤسســات العمومـي والخصـوصي إلى 47 نقطـة لفائـدة مؤسسـات التعليم الخصـوصي. ولا يمكـن إرجـاع هـذا الفـارق إلى الأهميـة التـي توليهــا مؤسســات التعليـم الخصوصي إلى اللغة الفرنسـية فقـط، فالفـارق بينهـا، يصل في اللغـة العربيـة إلى 29 نقطـة. و بالتالي فإن الفارق الذي يمكن إرجاعه إلى التعامــل التفضيلي للمدارس الخصوصيــة مــع اللغــة الفرنســية لا يتجــاوز 18 نقطــة.

و من جهة أخرى، أظهر تحليل المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن 48 في المئة مــن التلامذة اســتوعبوا أقــل مــن 23 في المئة مــن برنامج الرياضيـات الخـاص بالسـنة السادسـة ابتـدائي، وفقـط 27 في المئة مـن تلامـذة السـنة السادسـة اسـتوعبوا أكثـر مـن 88 بالمئة مـن الربنامـج الرسـمي.

و سجلت المدارس الخصوصيـة نسـبة 27 في المئة مـن التلامـذة الذيـن اســتوعبوا مجمــوع برنامــج الرياضيــات الرســمي للمســتوى السـادس، مقابـل فقـط 10 بالمئة مـن تلامـذة المـدارس العموميـة. وعـلى عكـس اللغتـن العربيـة و الفرنسـية حيـث الفـارق كبيـر، فـإن الفـارق بيـن نسـب المجموعـات الأعـى أداء في الرياضيـات يبقــى قائمـا، فــإن الفــوارق تخــف بـيـن المــدارس العموميــة و الخصوصيــة.

و خلص التقرير، إلى أن جهــة الرباط-ســلا-القنيطرة تتقدم باقي الجهات في الرياضيات ب 257 نقطة، وحصل تلامذة المدارس العمومية للجهة الشرقيـة، و جهـة فاس-مكنـاس، وجهـة الـدار البيضاء-سـطات على نتيجة تتعدى المعـدل الوطني العمومــي ب245. و حصل تلامذة جهتي مراكش-آسفي وبني ملال-خنيفـرة عـلى أدنى معـدل ب 235 . وتـتراوح معـدلات تلامـذة باقـي الجهات ما بـيـن 239 بالأقاليم الجنوبيــة و 242 بطنجــة-تطوان-الحســيمة.

و أشار، إلى أن نسـبة التلامذة الذيـن يتحكمون في مجمـوع البرنامـج الرســمي للرياضيات الخــاص بالســنة السادســة ابتــدائي إلى 13 بالمئة في جهـة الرباط-سـلا القنيطرة، وإلى %11 في جهـة فـاس- مكنـاس، والجهـة الشرقيـة وجهـة درعـة تافيلالـت. و لا تتعـدى هــذه النســبة %5 في جهــة طنجة-تطوان-الحســيمة في حيــن تتـراوح مــا بـيـن %6 و%10 في باقــي الجهــات.

و خلص المجلس الاعلى للتربية والتكوين، إلى أن جــزءا كبـيـرا مــن المتعلميـن لم ينجح في اســتيعاب جــزء مــن البرنامــج الرســمي، و بالتـالي لم يســتطيعوا اكتســاب المهــارات والكفايــات المطابقــة لهــذا المســتوى الــدراسي. مــا يعكـس خصاصـا و نقصـا عـى مسـتوى التعلمـات. و بالتالي فئـة قليلـة مـن التلامـذة هـي التـي كان أداؤهـا أعـلى، وتحكمـت في مجمـوع البرنامـج الرسـمي، أو وصلـت إلى التحكـم في نصفـهعلى الاقــل. وإذا كانت هــذه النتائــج لا تعكــس إلا بعــض الفروقـات في المكتسـبات بيـن الفتيـات والفتيـان، فإنهـا تظهـر مـع ذلـك بـأن هنـاك فرقـا كبيـرا بيـن مكتسـبات تلامذة الوسـط القـروي وتلامـذة الوسـط الحضـري، أمـا الفـوارق بيـن الجهـات علـى مسـتوى مكتسـبات التلامـذة، فهـي فـوارق تتغيـر حسـب المواد. حسب المجلس.

و ذكر، أن نتائــج البرنامــج الوطني لتقييــم المكتســبات PNEA2019 يؤكد بشــكل واضــح ضعــف مســتوى كفايات التلامــذة في مادتـيـن هامتين هـمـا اللغــة الفرنســية و الرياضيــات، وبالتــالي ضعــف التعلـمـات عـلـى المســتويين اللغـوي و المعـرفي. أمـا مـا يظهـر بطريقـة صارخـة فهـو الفـرق بيـن التعليـم العمومـي و التعليـم الخصـوصي لفائـدة التعليـم الخصوصي. ويفســر هــذا التفــوق بأهميــة عامــل المســتوى السوســيو-اقتصادي لأسر ودوره في هــذه المكتســبات.