قال عبد الحميد اجماهري، إن إعادة بناء العاطفة الانسانية والتلاحم الوطني مسألة أساسية وأن واقعة الطفل ريان جسدت في المغرب والعالم بأسره، طفولة البشرية، وكانت قصته عابرة للقارات والعقائد و الديانات ولم توقفها لا الحدود ولا الجدران.
وأوضح عبد الحميد جماهري مدير نشر وتحرير جريدة الإتحاد الاشتراكي، أن قضية ريان “الولد الهش أمام الطبيعة القاسية” تابعها العالم بأكمله وكل ذلك حرك ما هو أجمل داخل المغرب من تلاحم وتضامن وتآزر، فكلما مر جسد ريان تحركت كل العقائد والديانات.
وأشار جماهري خلال مشاركته في برنامج ما وراء الحدث على قناة ميدي 1، أن قضية الطفل ريان وجهود فرق الانقاذ، أثبتت بأن هناك ” مهارة عالية و مجهود علمي وتقني كبير وروح مسؤولية قوية لرجال الانقاذ،” مضيفا أن هناك مجموعة من الأمور طرحت علينا كيفية التعامل مع القضايا الانسانية، و كيف نحصن الذات الاعلامية على الخصوص من بعض الانزلاقات التي آلمت وضاعفت من الألم، وبالتالي هذه المسألة من بين الأمور الأساسية التي يجب طرحها للتشريح بعيدا عن العاطفة.
ولفت جماهري، إلى أن التهافت ومحاولة تسليع المآسي وقياس المأساة بمقاييس غير مقاييس الانسانية “المتاجرة”، كلها أمور يجب أن تطرح للنقاش والتشريح، وبالمقابل، الدعوة إلى تفعيل القوانين المتعلقة بحفر الآبار والبؤر المائية وفق المعايير والشروط المعمول بها، و تقوية جهاز الشرطة الإدارية في هذا الجانب.
و خلص عبد الحميد جماهري، إلى أن الوصية الأساسية للطفل ريان، هي أنه لا يجب أن تتكرر هذه الصدمة وألا نجرب في أنفسنا مرة أخرى هذا الألم، وألا نمتحن قوة أمهاتنا بالقسوة، وصبر آبائنا بالألم، ولا أن نجرب تلاحمنا الوطني بالمآسي.
وختم جماهري، بأن وصية الطفل ريان، هي ملخص لأطفال بلا مدرسة وأطفال بلا ماء ولا هواء، وملخص أطفال بلا حضن وأمان، وبالتالي فإن هناك إشارة كما قالت منظمة يونسيف بأن المغرب قادر أن يحرك الجبال من أجل إبنه، و هو ما يجب أن يكون على عدة مستويات وأن يجعل من الطفول مركزا أساسيا في السياسات العمومية. يضيف جماهري.
وذكر المتحدث، أن جميع الأسر مدعوة اليوم إلى احتضان أبنائها وهي الوطن الأول للأطفال، وبالتالي فإن الجميع مدعو للتفكير، من صحافيين وسياسيين ومسؤولين وأسر وغيرهم من الذين عاشوا مأساة ريان، إلى إستخلاص الدروس و العبر.
تعليقات
0