هذا هو رجل السنة بامتياز وبدون منازع بمدينة مكناس.
يوسف بلحوجي
ليس بعامل بجماعة مكناس ولا بشركة للتدبير المفوض لقطاعي النظافة وصيانة المساحات الخضراء، ولا ينتمي لأي جمعية تهتم بالتراث وبالبيئة وجمالية المدينة، ولا هو بمهندس السير والجولان بالجماعة، ولا بمكلف بلوحات التشوير ووضع أسماء الأزقة والشوارع عليها، لكنه حاضر في كل هذه المجالات طوعا.
تراه صباح كل يوم بالقرب من محل سكناه بالمدينة الجديدة حمرية بالقرب من ” لافاييط ” مرتديا قفازات يدوية ولباس خاص ” بالعمل ” بيده مكنسة يكنس بها أطراف الشارع والأزقة المجاورة ، يرفع حاوية قمامة غير آبه بالروائح النتنة التي تنبعث منها، وغير مبال بنظرات الآخرين ، ليضع بها ما جمعه من نفايات وأتربة بأركان الحي.
رجل لم يلبس في أي يوم من الأيام جبة جمعية تلهف وراء منحة من مؤسسة أو مؤسسات منتخبة، أو نشر صورا له من أجل “لبوز” وجمع “لايكات” الإعجاب والتباهي على مواقع التواصل الاجتماعي.
رجل يخدم في صمت ، دون ضجيج أو إثارة انتباه المسؤولين، رجل يستقل سيارته ليلا حاملا أدواته ( ملقاط – مكنسة – – مصباح اليد – لصاق خاص Scotch spécial – صباغة – مطرقة – ملقاط – لوالب ….) وحين يصادف في طريقه خطر غياب غطاء بالوعة الوادي الحار، أو أسلاك كهربائية عارية بإحدى الأعمدة، أو سقوط لوحة من لوحات التشوير و… يتدخل ويصلح ما يمكن إصلاحه، أو إزالة الخطر الناتج عنها.
رجل معروف لدى مسؤولي الإدارة الترابية والمصالح الأمنية من كثرة تدخلاته في العديد من المرات لإثارة انتباههم حين يلاحظ أو يعاين تكسير أو سرقة حاوية نفايات أو اقتلاع غطاء بالوعة. لكنه غير معروف لدى مجلس جماعة مكناس، ولم يسأل مسؤولوها كيف تمت إزاحة عدد كبير من لوحات تسمية الشوارع والأزقة وأعيد تثبيتها بعد صباغتها لتزين هذه الشوارع وهذه الأزقة.
هذا الرجل رصدته ” أنوار بريس ” وتابعت سلوكه المدني ومواطنته، يقطن بزنقة وجدة بالمدينة الجديدة حمرية، غيور على مدينته ونموذج المواطن الصالح، يستحق من ساكنة مكناس التقدير والاحترام، ولم لا التكريم من لدن جماعة مكناس لعل وعسى يكون مرجعا ونموذجا يحتدى به ومن شأنه تحفيز آخرين فرادى أو جمعيات على سلك نفس هذا السلوك ، ومناسبة أيضا تنتهزها الجماعة لسن تقليد سنوي لتشجيع مثل هذا السلوك المدني والمواطنة الحق، وجعله مناسبة للتنافس فيما بين الساكنة على جائزة أنظف زنقة أو حي أو شارع.
ملحوظة : هذه الصور نماذج فقط ومنها العديد
