التراث الطبيعي والثقافي، وإمكانات التنمية بالمناطق الجبلية، نموذج لمسار سياحي طبيعي بإقليم خنيفرة

أحمد بيضي الجمعة 4 مارس 2022 - 02:12 l عدد الزيارات : 47787
  • جواد التباعي (°)
المدينة العتيقة لخنيفرة منطلق المسار:
يبدأ المسار باكتشاف مدينة خنيفرة العتيقة خلال يوم كامل، ونقترح انطلاقته من ساحة أزلو وسط المدينة والسير بضع أمتار جنوبا للوصول إلى دار الباشا ، وعلى بضع أمتار منها يُمكن المسار الزائر والسائح من معاينة بقايا قصبة موحى اوحمو الزياني وعلى بعد أقل من خمسة أمتار جنوب القصبة يمر المسار عبر القنطرة الإسماعيلية كنموذج آخر للمنشآت المعمارية التي تمد الجسور بين الماضي والحاضر، وبين طرفي المدينة.
مباشرة بعد عبور القنطرة يترآى للسائر على بعد أقل من عشرة أمتار المسجد الأعظم (1) المقابل للقصبة والدليل على تشبث الزيانيين وجيوش حامية المدينة بأهم ركائز تخطيط العمارة الإسلامية، ولا يمكن للمسار أن  يكتسب صفة التكامل دون الانعطاف شمال المسجد للاطلاع على الخصائص الفنية لقصبة القائد أولعايدي كنموذج من طابقين  يختلف تماما عن نموذج دار الباشا.
يستمر المسار بين دروب المدينة القديمة عبر حي الدباغين إلى دار الدباغ على الضفة اليمنى للنهر للاطلاع على طرق صناعة الجلد بجودة عالية وبوسائل بسيطة، وإلى جانبها درب الحدادة حيث لازال الحدادون يعملون بطرق الأجداد، وعند نهاية الدرب يعاين الزائر واحدا من أقدم وأعرق أسواق الزربية التقليدية بالمغرب.
يعود المسار مع الدرب الثاني من المدينة العتيقة المعروف ب “زنقة البرادعية” حيث يجد بقايا تجمع “تيدار إزيانtiddar izzian ” المقر الإداري للتواصل والمستقر المؤقت لسلطات الحماية مع الزيانيين القادمين من القبائل البعيدة، وعلى طول الدرب يعاين السائر “برادعية” لازالوا يمارسون حرفتهم  كما ورثوها عن أسلافهم، وغير بعيد عنهم  في الدرب الأفقي الأول يقع درب السكاكين حيث كان اليهود يمارسون لحام الأواني وصياغة وإصلاح الحلي الفضية والذهبية.
بعدها يمكن للزائر تناول وجبة دسمة في أحد المطاعم التقليدية وأخذ قسط من الراحة قبل مواصلة المسار نحو آخر الدرب الاطلاع على نموذج من الفنادق القديمة التي كانت تأوي النزلاء بدوابهم، ويمكن درب” الخرازة القدام”  الثاني من الاطلاع على طرق عمل إسكافيي المدينة، وفي الدرب الثالث يمكن ل معاينة جزء من تجارة الثوب القديمة بالمدينة وزيارة الزاوية التيجانية للوقوف على نموذج لمعمار الزوايا بالمدينة.
ومنها إلى قيسارية المدينة ودكاكينها التخصصية المشيدة بالطين بسقوف خشبية إلى زنقة وهران القلب الاقتصادي النابض للمدينة حيث يجد السائح كل ما تشتهيه نفسه من مواد وسلع خاصة درب “الخرازة الجداد” حيث تزدهر تجارة المواد الجلدية والألبسة التقليدية المعاصرة،  كما يمكنه معاينة أثار مدينة مزدهرة كالفنادق العتيقة والسينما وبقايا ضريح “سيدي وعياظ” الذي أخذ أحد أبواب المدينة اسمه. وفي نهاية الزنقة يمكن معاينة مقر الحامية  العسكرية الأولى للمدينة، ونقترح نهاية مسار بقيسارية الذهب للاطلاع على ما تبقى من ملاح المدينة الذي يحدده قدماء سكان المدينة على طول الشارع الرابط بين مركز المدينة وهري عمور الذي استقر به مجموعة من اليهود قبل العودة لقضاء الليلة في أحد فنادق وسط  المدينة استعدادا لإتمام المسار صباحا.
2ـ أروكو: تاريخ عريق ومؤهلات طبيعية تحتاج للتثمين:
في صباح اليوم الموالي نقترح شد الرحال شرقا على مسافة 15 كلم شرق خنيفرة عبر طريق تغطي جنباتها الخضرة في كل الاتجاهات للوصول إلى منتجع وزاوية أروكو.
أر وكَو  Arougoمشتقة من إيروكَان بالكاف المعقودة، وتعني البخار المتصاعد من الأرض أو من الإناء، كما يطلق على الأرضي المنخفضة من المناطق الجبلية ذات العيون المتدفقة التي تنتج البخار، وقد تكون له علاقة بأروكُو  Arouko بالكاف وهو جهاز العروس، أما في العربية فالرَّوق وهو حَسن الخَلق من الخيول (2). بدمج التعاريف السابقة ومعاينة المنطقة نرجح  أروكو ذلك المنخفض من الأراضي الجبلية الذي يتصاعد منه البخار نتيجة الرطوبة الدائمة بسبب وفرة عيون المياه، كما لعب دورا ثقافيا كبيرا في تاريخ المطقة باعتباره زاوية ناصرية أنجبت قامات علمية أبرزها الفقيه سيدي علي بن ابراهيم  وابنه مؤرخ زيان العصر الحديث أبو القاسم الزياني.
بالإضافة إلى دوره الثقافي يعتبر حتى اليوم منتجعا سياحيا صيفيا وشتويا لما يتوفر عليه من مؤهلات بيئية وجمالية بمواصفات عالية أهلته ليصبح قبلة للسياحة الداخلية والخارجية، فالموقع كله عيون متدفقة عذبة وباردة أبرزها شعبة أروكو التي تتميز بصفاء وبرودة مياههما حتى في عز الصيف، وأشجارها  المثمرة وغاباتها  وافرة الظلال وفنادق ومأوي سياحية رفيعة الخدمة رغم كونها غير مصنفة، ولا أدل على جودة الموضع من أن بعضا من رؤساء الحكومة الفرنسية بخنيفرة ونواحيها يختار الاصطياف به على الاصطياف بفرنسا (3).
يصنف كموقع بيولوجي وإيكولوجي، نظرا للعدد الكبير من الطيور والحيوانات البرية التي تعيش فيه، نظرا لتوفر يوفر بنية ملائمة لاستقرار و توالد العديد من الكائنات الحية خاصة الحيوانات البرية المهددة بالانقراض كالذئب، الخنزير البري، الأرنب، الثعلب…، بالإضافة  إلى عدد كبير من الطيور النادرة. هذا التنوع جعل المنتجع جعله محط إعجاب زوار وسياح باهتمامات مختلفة، بحيث يعد محجا للباحتين والمتخصصين في دراسة البيئة والحياة البرية، وللطلاب لترسيخ التربية البيئية لديهم، وعامة عشاق السياحة الجبلية المحليين، والزوار والسياح.
لكن المنتجع لايزال بحاجة ماسة إلى مجهودات الجميع كل من موقعه من أجل جعله في مستوى أهميته التاريخية ومؤهلاته الطبيعية خاصة وزارة السياحة والجمعيات البيئية المحلية لرد الاعتبار للمنطقة وإخراجها من دائرة الإهمال، خاصة بعد اكتشاف موقع فازاز المجاور له.              
3ـ مدينة فازاز الأثرية:
تقع مدينة فازاز الأثرية جنوب موقع أروكو، يمكن الوصول إليها منه عبر مسلك جبلي في الجهة الغربية  لجبل الفريون “El Faryoune على مسافة تقارب 3 كلم. فلكيا تقع المدينة على دائرة عرض °32,53,54 شمال خط الاستواء، وخط  طول°5,33,9 غرب خط غرينتش، على تلة شبه مسطحة يصل ارتفاعها 1255م فوق سطح البحر، “وسط غابات وبجوار عيون حتى لكأنها في السهل” (4)، وسط غطاء نباتي دائم الاخضرار عند الحد الغربي للمنتزه الوطني لخنيفرة.  
“فازاز Fazaz “حسب بعض الدراسات مشتقة من الكلمة الأمازيغية ” أفزاafza ” التي تعني الصخرالخشن المنتشر بكثرة في المنطقة المحيطة بالمدينة، وبه شيدت أسوارها، يشير أحد المهتمين بالثقافة المحلية إلى أنها مشتقة من “تافزا Tafza ” وتعني الخضرة التي تغطي بياض المستنقعات والبحيرات الموسمية المجاورة بعد تراجع مستوى الماء بها .
تتجلى أهمية الموقع في كونه مدينة وسيطية تتوفر على الشروط التي وضعها ابن أبي زرع وابن خلدونوابن أبي الربيع ولتأسيس المدن: كالماء: (واد شبوكة) (5) والمحرث الطيب: (سهلي أَدْخْسَانْ وبوزقور)، والمحطب القريب ( تحيط بها غابات كثيفة من أشجار مختلفة الأصناف)، والحصن المحيط: أسوار ضخمة  لازالت صامدة)، السلطان القوي ووحدة القبيلة: (جعلها الزناتيون عاصمة لهم) (6). الأسواق: (ممر رئيسي للقوافل التجارية جعلها من المدن التجارية) (7).
عرفت المدينة أوجها في مرحلة الدويلات الزناتية : خلال القرن 4هـ/10م، حينما خضعت لحكم أمراء بنو توالى وصفها صاحب الاستبصار وصفا جامعا مانعا فقال “وفي هذا الجبل قلعة كبيرة تنسب للمهدي بن توالي اليخفشي وهي في نهاية المنعة، أقام عليها عسكر اللمثونيين سبعة أعوام” (8).
إنفرد  صاحب الاستبصار بالإشارة إلى أن مدينة  فازاز التي حولها المرابطون إلى قلعة عسكرية كانت منفى لآل عباد، بدأً بالمعتمد الذي نفي إليها سنة (484هـ/1091م) خلال نقله  بين  مكناس إلى أغمات في وصف تاريخي وجغرافي دقيق  بقوله “وفي هذا الجبل  قلعة كبيرة تنسب للمهدي بن توالي اليجفشى، … وبناؤها بالألواح … وإليها كان تغريب المعتمد بن عباد فقال متمثلا حزينا:
بنقض العهود لبلد أهله يهود                              وبناؤه عود  وجيرانه قرود.
وكان اليهود في ذلك التاريخ أكثر سكانه لأنهم سوقة فيلتجئون للحصن حيطة على سلعتهم” (9)
هذا الوصف الموزون المقفى لا يمكن للمعتمد أن ينشده، إلا إذا أتيحت له فرصة العيش في المدينة وقتا كافيا لجمع المعطيات الكافية عن أساليب البناء، ونمط عيش سكان المدينة وجوارها، وطبيعة معاملاتهم الاقتصادية والاجتماعية، والتجول بغاباتها لتحديد نوعية الحيوانات المنشرة بها.
نفي إليها أيضا الرشيد بن المعتمد بن عباد، “وكان هنالك إلى أن توفي في حدود الثلاثين وخمسمئة(530هـ/1136م)، وقد نيف على السبعين” (10).
خلال المرحلة الموحدية استمرت المدينة مركزا لسك وتداول النقود الموحدية، حيث يتم العثور باستمرار منذ اكتشاف المدينة  رسميا سنة 1996م  وحتى اليوم على مجموعة من النقود الفضية المربعة التي تعود إلى هذه المرحلة.
اشتهرت المدينة في الفترة المرينية  بمدينة “السلطان الأكحل”، في إشارة إلى السلطان أبي الحسن المريني (11)، وخلال الفترة التي تلت وفاة خليفته أبي عنان عصفت الحرب  بالفلاحة والحرف فتراكم الخراب قبل أن تتعرض المدينة لحريق مفترض في نهاية العصر المريني بعد نهبها استنادا لقطع الفخار المحترقة ، وعظام وحبوب زراعية متفحمة (12).
بعد عهد المرينيين ضعفت المدينة بتراجع العصبية الزناتية، وتحولت الطرق التجارية عنها لصالح محطات جديدة،  واهتمت العصبية الصنهاجية المسيطرة بتأسيس الزاوية الدلائية، ونقلوا حروبهم ضد سلاطين الدولة العلوية إلى قلعة أَدْخْسَان (13)، التي لا تبعد عنها إلا ببضع مئات من الأمتار.
تثمينا للموقع أعدت إعداد جمعية  Aktades(14) مجموعة من اللوحات التشويرية، تتضمن معطيات تعرف  بمختلف المواقع الأثرية، والطبيعية بالمنطقة استعدادا لنصبها في أماكنها قريبا، وتنظم جمعيتا “أجدير للفن والثقافة الأمازيغية” و”المهدية تيحبيت الكارة” في عين المكان مهرجانات سنوية ودورية تجمع بين الثقافي والفني والسياحي، كما هو الحال بالنسبة لاحتفالات رأس السنة الأمازيغية التي نظمتها في 13 يناير2017م/ 01 يناير2967 وفق التقويم الأمازيغي.  والندوة التي أقيمت يومي 26 و 27 أكتوبر 2019 والتي تم خلالها إعلان التسليم الرسمي للموقع لوزارة الثقافة.
مجهودات تبقى غير كافية لتعزيز التسويق الثقافي للقلعة والثقل الحضاري لبلاد زيان، لذلك نقترح  إدماجها في المنتزه الوطني بخنيفرة، وبالثروة الإيكولوجية الهائلة المحيطة بها، من منتجعات وبحيرات (15) وغابات متنوعة ووحيش وطيور… وإشراك الساكنة المحلية في المشروع من خلال الاستعانة بالجمعيات المحلية النشيطة، في تدبير بنيات الاستقبال والحراسة وبرمجة الزيارات واستقبال السياح وإيوائهم وجعلهم يشاركونهم حياتهم اليومية، وتخطيط مسارات سياحية  فرعية تنضاف إلى المسار المقترح ومسار الدراجات الموجود حاليا.
خطوات ستساهم في تعزيز منتوج السياحة الجبلية عن طريق جمعيات التجول السياحي، ستفسح آفاقا جديدة لتنمية سياحية ذات بعد ثقافي سيوفر للدارسين مجالات وأدوات معرفية، ومنهجية لم تكن معهودة لديهم في البحث التاريخي الأثري، وسينضاف إلى السائح العادي كل من الباحثين والطلبة، أي زيادة الإقبال عددا ونوعا مما سيفضي إلى نتيجة تنموية خاصة مع توفر منطقة أروكو المجاورة على مآوي سياحية من الطراز الرفيع وأخرى للفئات المتوسطة.
4 ـ آسول: الزاوية والتاريخ:
لم توفر لنا المصادر ولا الشواهد الحية معلومات كثيرة عنها إلا أن قيمتها الثقافية تتجلى في عنها إلا كونها مدشرا مسورا مدعما بأربعة أبراج، يضم مدرسة قرآنية وسبعين بيتا بمثابة مخازن  كان يخبئ فيها آيت عمو عيسى المؤن خاصة الحبوب والسمن أغلب سكانها عرب وصحراويون من الذين غادروا خنيفرة عند وصول المستعمر ومارسوا حرفا مختلفة كالحدادة والجزارة والباعة المتجولين وتجارة الأسلحة ونحاتين وصانعي أسلحة..(16) كما كانت تحيط بها مدارس علمية عديدة يفترض أن تكون لها صلة بالطريقة الناصرية  كمدرسة “أسول” و”بوسادر” بالجبل، وزاويتي “برياخ و “سيدي اعْمر” بأْزاغار (17). كما تكمن الزائر من الوقوف عن كثب على طرق البناء القروي الجبلي المسقوف بلوح الأرز المحلي قبل مواصلة المسير نحو موقع الذاكرة  أجدير.
5ـ أجدير: موقع الذاكرة التاريخية والجمال الطبيعي:
على نفس الطريق يستمر المسار على مسافة حوالي 14 كلم أخرى نحو موقع أجدير التاريخي والجغرافي الذي يقع في صياصي جبال الأطلس المتوسط على علو 1800م على سطح البحر، وعلى بعد ثلاثين كيلومتر شرق خنيفرة في اتجاه أدغال وغابات آدمر وتيكلمامين. فلكيا يقع على دائرة عرض °32,94 شمال دائرة الاستواء، وخط طول °5,42 غرب خط غرينيتش. وأجدير كلمة أمازيغية تحمل معاني متعددة أبرزها الجدار(أجدير وأكادير)، الصخور، الجرف، الوطن، والمخزن الخاص بالمحاصيل الزراعية، مع اختلاف بسيط بعض المتغيّرات الصوتية الأمازيغية حيث يتمّ استبدال الجيم بالكاف أو الشّين حسب المناطق، مع مراعاة الموقع الاستراتيجي وتوفر تربة غير راشحة لحمايتها من الفساد ومن الأعداء (18).
  “أجدير خنيفرة “أو “أجدير فازاز” أو “أدار أوجدير” (19) كما يتضح من تركيبته الجيولوجية لا يصلح لبناء مخازن الجماعية للحبوب، فهو مكان لخزن ثروة لا يمكن الحديث عن الحبوب أصلا بدونها وهي الثروة المائية حيث تضم تشكيلاته الجيولوجية مركبات صخرية كارستية غير راشحة تساعد على تجميع الثروة المائية في منطقة تعد منبعا لأكبر أنهار المغرب (أم الربيع) وبحيراته (أكَلمام أزيزا) (20).
استمد الموقع أهميته كتراث ثقافي مغربي أمازيغي من علاقة السلطان محمد الخامس الوطيدة به منذ ثلاثينات القرن العشرين حيث كان يواظب على زيارة الوطنيين خلسة في مدن المنطقة وبواديها، يطلعهم على مستجدات الحركة الوطنية ويأخذ برأيهم في الخطط الجريئة، ولما أدركت فرنسا عمق العلاقة (21)
ارتقى الموقع من  رمزيته المحلية إلى رمزية الأمة في 11 يوليوز 1956 باعتباره الساحة التي أشرف منها محمد الخامس على إدماج قسم مهم من جيش التّحرير الذي كان يتخذ من جن ألماس القريبة قاعدة لقيادته إلى القوات المسلحة الملكية (22) وشكلت ساحته الفسيحة المكان الأنسب لاستعراض للقوات المسلحة الملكية التي أثارت اندهاش العديدين من مستوى التنظيم والأسلحة الحديثة التي يملكها جيش بلد حديث العهد بالاستقلال (23)، وزادت مكانته بحضور الحسن الثاني إلى المنطقة سنة 1992.
انتقل الموقع من اسم محلي إلى رمز ثقافي لكل أمازيغ المغرب، ومحطة انطلاق حقيقية نحو جعل الأمازيغية لغة رسمية للبلاد إلى جانب العربية في دستور 2011م بزيارة محمد السادس للمنطقة في 17 أكتوبر2001م حيث ألقى خطاب أجدير ووضع طابع على ظهير لإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (24) من أبرز ما جاء فيه:
“إن النهوض بالأمازيغية مسؤولية وطنية، لأنه لا يمكن لأي ثقافة وطنية التنكر لجذورها التاريخية. كما أنّ عليها، انطلاقا من تلك الجذور، أن تنفتح وترفض الانغلاق، من أجل تحقيق التطور الذي هو شرط بقاء وازدهار أيّ حضارة” (25) وشرعت جمعية أجدير إيزوإن في تنظيم مهرجان ثقافي يحمل اسمها منذ 2017 م ، كما تم إحداث مركز سوسيو ثقافي ورياضي بأجدير بشراكة بين مجلس الجهة والمجلس الإقليمي في نونبر2017م.
يمكن استغلال القيمة التاريخية والثقافية للموقع للترويج له سياحيا، خاصة أنه يعد مواقعا ذا أهمية بيولوجية عالمية، يزخر محيطه بغابات كثيفة من شجر الأرز النادر الذي يحتل مكانة مهمة على الصعيد الوطني والقاري والدولي خاصة أنه يضم”تازاييت” و”أزايي” (الزياني والزيانية) أكبر شجرتي أرز في العالم (26)، خاصة “تازاييت” التي حدد محيطها  في 10 أمتار و83 سم متفوقة بذلك على أرز كورو.
ويتوفر على مؤهلات كبيرة ومتنوعة يمكن أن تجعله من أشهر مناطق السياحة الجبلية بالأطلس المتوسط، للمولعين بالسياحة الجبلية ورياضات تتراوح بين تسلق الجبال، والتزحلق بالمساحة الممتدة من أجدير إلى تونفيت وجبل العياشي وإنعاش المنطقة، لكن القطاع السياحي مازال القطاع السياحي به لم يرق للمستوى المطلوب بسبب غياب الشروط الضرورية للنهوض بسياحة متميزة، وافتقار المنطقة إلى تأطير وتنشيط وإرشاد سياحي، وبنية سياحية مناسبة تمكن من جلب أكبر عدد من السياح لذلك نقترح:
لا يحتاج  الموقع إلا  لقليل من الإرادة  لكي يلعب دوره كاملا في تنمية المنطقة كواحد من من أشهر مناطق السياحة الجبلية بالمغرب بفضل موقعه الجذاب بمناظره الأخاذة فهو بحق مصيف جميل وموقع سياحي له خصوصيته  حيث يقترح الموقع على المولعين بالسياحة الجبلية رياضات تتراوح بين تسلق الجبال والتزحلق على الجليد بالمساحة الممتدة من أجدير إلى تونفيت وجبل العياشي، وبعد إتمام الزيارة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية يقترح المسار السير أزيد من 12 كلم أخرى نحو بحيرات تيكلمامين.
6ـ بحيرات تكلمامين: نظارات الأطلس
يسير فيها الزائر عبر غابتي “أجدير” و”آدمر”  الكثيفة، ويخوض في هذا المقطع من المسار تحديا جديدا يتمثل في السير على الأقدام لمسافة تتجاز الكلمترين لضعف البنية الطرقية للوصول إلى بحيرات “تيكلمامين” (كلمة أمازيغية تعني الضايات)، وتشتهر باسم “نظارات الأطلس” أشهرها ضايتين دائريتين كبيرتين ترتبطان فيما بينهما بجدول يجعلهما تماما كالنظارات.
منتجع وموقع طبيعي وإيكولوجي ذي جمالية متفردة، يشكل وجه الحياة في منطقة معزولة جغرافيا لتوفر فرصة للاسترخاء والاستمتاع بالهدوء والنزهة في الطبيعة العذراء قبل العودة إلى أجدير، ومنه إلى بحيرة أكلمام أزيزا على بعد 14 كلم .
7ـ بحيرة أكلمام أزيزا:
7ـ1ـ الموقع والتسمية:
تقع بحيرة أكلمام أزيزا في موقع متميز على الطريق الجهوية الرابطة بين أجدير وأم الربيع، تبعد عن مدينة خنيفرة بحوالي 30 كلم، يصل رتفاعها 1474 متر عن سطح البحر (27)، في الجهة الشرقية لإقليم خنيفرة، تابعة إداريا لجماعة تحمل اسمها  بين غابات الأرز والبلوط الأخضر، تعرف بأكلمام أزيزا أو أزكزا وتعني البحيرة الزرقاء أو الخضراء حسب مسافة النظر إلى مياه البحيرة، فحينما يقترب الزائر من مياه البحيرة تظهر مياهها خضراء، وكلما ابتعد عنها تصبح أكثر زرقة  وعليه فإن أزيزا أو أزكزا في اللغة الأمازيغية يعني اللونين معا الأزرق والأخضر المائل إلى الزرقة.
تعد أكبر البحيرات الإقليم بمساحة تتجاوز 40 هكتار، وعمق يتراوح بين 9 و26م (28) وبطاقة استيعابية تصل إلى 3.600.000 م3. بنيتها الجيولوجية كارستية تتغدى بالمسيلات والمنابع الجوفية، كما تزخر جوانبها بعدد كبير من العيون الكاريستية التي تتجاوز 60 عينا، تعتبر المصدر الأساسي لماء الشرب لدى سكان الجماعة بالإضافة إلى وجود فرشاة باطنية غنية، ويرجع ذلك إلى التكوين الجيولوجي للمنطقة. مصنفة كموقع أثري تاريخي بموجب ظهير شريف  في 28 ماي  1950 كموقع بيولوجي من الدرجة الثالثة يستوجب الحماية خلال فترات الاصطياف. 
7ـ2ـ الأهمية البيولوجية لبحيرة أكلمام أزيزا: إن التنوع البيولوجي لبحيرة أكلمام وجمالية مناظرها الطبيعية جعلها محط اهتمام العلماء والاقتصاديين والساسة، وعامة الناس، فالبحيرة وتتميز بمناظر خلابة تجمع بين سحر زرقة مياهها وخضرة الغابة ورشاقة الجبال وتنوع المناخ وهذا ما يعطيها قيمة جمالية إذ تشكل مشهدا بانوراميا رائعا من أعلى القمة التي بجانبها، وهذا ما يؤهلها لتصبح متنفسا حقيقيا للإقليم، تستقطب عدد كبير من المواطنين للاستمتاع بمشاهد ساحرة على طول البحيرة أو لممارسة  الصيد أو الرياضات المائية .
أهمية البحيرة لا تأتي فقط من جمالية مناظرها الطبيعية التي تغري الجميع، حيث تعد مشتلا بيولوجيا، وفضاءً إيكولوجيا يجمع  بين أنظمة بيئية مختلفة (بحيرات، جبال ،غابة…)،  فالبحيرة مكان مناسب لتعشيش وتوالد العديد من الطيور النادرة كبط “الشهرمان”، والبط الغطاس، ودجاج الماء، و أصناف متعددة من الأسماك (29) كسمك الزنجور، وسمك الفرخ وسمك الأرد الشبوط، السوندر، لاكارب،لا بيرش، كاردون، لاترويت، بروشي…علاوة على العشرات من أصناف الطيور الصغيرة الجميلة ذات الألوان المزركشة. كما توفر المنطقة ظروفا ملائمة للطيور لبناء أعشاشها كالحجل، اليمام، الحمام البري، السمان، الإوز (30)…
وعلى جنبات البحيرة  الساحرة يقابل الزائر قردة المكاك (زعطوط) التي تصنف من بين الأنواع النادرة بالعالم والمهددة بالانقراض. وكلما توغل داخل غاباتها صادف حيوانات أخرى: الخنزير البري، الأرنب والأرنب البري، والقطط المتوحشة ،الذئاب، والثعالب…. وأنواع أخرى من الحيوانات النادرة المحمية. بالإضافة إلى غطائها النباتي المتنوع الذي يوفر منتجات غابوية هامة كالقطران النباتي، وزهرة أدمام، ومنتجات النسيج…مما يضفي  جمالية استثنائية على الموقع.
تعد البحيرة متنفسا ووجهة مفضلة تقبل عليها الأسر الخنيفرية، وتجلب عددا كبيرا من الزوار والسياح العابرين، والمستقرين في المأوي السياحية القريبة والمخيمين في الغابة المحيطة بالبحيرة، حيث يمكن للسائح التمتع بزرقة المياه من خلال القيام بجولة حول جزء من البحيرة، ومشاهدة  قردة المكاك الشهيرة محليا بزعطوط عن قرب في موطنها الأصلي بعيدا عن قضبان الحدائق كما توفر لعشاق الصيد بالقصبة إمكانية ممارسة هوايتهم المفضلة بعد الحصول على ترخيص بذلك كما تتيح لهم فرصة المشاركة في المباراة الوطنية لصيد السمك الرياضي التي بلغت هذه السنة دورتها الخامسة (31).
الموقع مفضل عند هواة السباحة في المياه العذبة من المغامرين الذين يقطعون البحيرة طولا وعرضا، كما توفر الفضاء المناسب لعشاق التسلق الجبلي، والقنص، والباحثين في علم المياه والأحياء، دون إغفال الرحلات الجمعوية  والمدرسية خاصة مع وجود عوامل جذب أخرى المميزة للهوية السوسيو- ثقافية للمنطقة (32) كفن أحيدوس، حلبات سباق الخيل المجاورة ومضمار لسباق السيارات ذات الدفع الرباعي، وشروط إقامة محطات الثلجية…
توفر المنطقة مأوي سياحية تقليدية ومقهى وفندق صغير بجوار البحيرة  وفضاء مناسبا لمشروع المخيمات الجبلية (33)، ولا تحتاج إلا لإرادة سياسية وحملة تعريف بمؤهلاتها لتصبح جنة فوق الأرض وليس صدفة أن يقع اختيار المخرج السوري الكبير نجدت إسماعيل أنزور على منتجعها لتصوير حلقات من مسلسله “المسلوب” (34)، وتختاره المخرجة المغربية فريدة بورقية لتصوير معظم مشاهد فيلمها الجديد “إيناس إيناس” (35) عن حياة الراحل محمد رويشة، إلى جانب العشرات من الأفلام  والبرامج الوثائقية.
بعدها يستمر المسار على مسافة 18 كلم أخرى نحو منتجع عيون أم الربيع
8 منتجع عيون أم الربيع:
استمرارا لمسار التراث الطبيعي والثقافي نقترح شد الرحال  شمال غرب البحيرة على مسافة 18 كلم عبر طريق إقليمية ضيقة للوصول إلى عيون أم الربيع الواقعة على علو 1556م فوق سطح البحر، تتميز بصبيب جد مرتفع توفره أكثر من أربعين عينا تحيط بالموقع، سبعة منها معذبة والباقية مالحة، إلى جانب شلال وفوالق صخرية ضخمة ومنها يولد نهر أم الربيع الذي يعد من أطول أنهار المغرب.
 يمكن الوصول إلى هذا القطب السياحي أيضا عبر مريرت على مسافة حوالي 27 كلم، وعبر أزرو على بعد 60 كلم  يعتبر أهم المواقع الطبيعية الوطنية بالمغرب العميق، ويشكل بحق لوحة فنية ساحرة بطبيعته الخلابة ومناظره الأخاذة،. وبفضل ما تتميز به عيون أم الربيع من خصائص طبيعية أصبحت موقعا للتنمية السياحية بمستوى يلبي رغبات وذوق السائح المحلي والإقليمي والدولي.
أم الربيع موقع رطب يتميز بمؤهلات بيولوجية مهمة ومتنوعة، إذ يحتوي على عدد كبير من الأصناف النباتية والشجرية، تعيش بها،  كما توفر المنطقة ظروفا ملائمة للطيور لبناء أعشاشها، فضلاً عن وجود أصناف متعددة من الأسماك  أبرزها لاترويت، البلاكبو، الكراكي….. ويلعب هذا التنوع الحيواني دوراً هاماً في النشاط الاقتصادي للمنطقة سواء من حيث ممارسة هواية القنص والصيد، أو من حيث جلب السياح للمنطقة. هذا بالإضافة إلى ما لها من دور في التوازن البيئي.
توفر عيون أم الربيع الجميلة بشلالها وفضاءاتها القصبية، وأناسها الطيبين وخرير مياهها القوية  فضاء مغايرا  للفضاءات السابقة يكتشف من خلاله الزائر مناخا لطيفا ومعتدلا، وتنوعا بيئيا و نباتيا متميزا، وفي نفس الوقت التعرف على جوانب من تراث المنطقة في المجال الفلاحي، ومنتوجات الصناعة التقليدية تجسدها المنتوجات التقليدية المتواجدة على الطريق المؤدية إلى المنبع ، والتي تبرز مهارة و إبداع الصانع التقليدي، وتنبعث منها ثقافة أصيلة تتميز بلونها الأمازيغي. يشتهر الموقع أيضا بتنوع مأكولاته البيولوجية التي تعكس براعة المرأة الزيانية في إعداد مختلف الأطباق التقليدية المحلية.
ورغم هذه المؤهلات المتنوعة، مازال القطاع السياحي لم يرقى للمستوى المطلوب بسبب غياب الشروط الضرورية للنهوض بسياحة متميزة، وافتقار المنطقة إلى تأطير وتنشيط وإرشاد سياحي، وبنية سياحية مناسبة تمكن من جلب أكبر عدد من السياح.
9ـ بحيرة ويوان: نهاية مسار
مع نهاية الجولة السياحية بعيون أم الربيع نقترح على السائح والزائر شد الرحال إلى بحيرة ويوان على بعد 14 كلم عن أم الربيع في اتجاه عين اللوح كلم نقطة نهاية لهذا المسار بإقليم خنيفرة  يمكن ربطه بمسارات أخرى بإقليم إفران تقع ويوان على علو 1630م، وعلى بعد 68 كلم من مدينة خنيفرة وهي بحيرة نصف طبيعية تم رفع منسوب مياهها بوضع حاجز إسمنتي في الجهة الغربية لمنع التسربات تغطي مساحة لا تقل عن 6 هكتارات بعدما كانت تتجاوز 40 هكتارا، عمقها يصل 14م وهي مركب كاريستي يضم بركتي أكلمام نحرشة الغنية بالنباتات المائية..
وأكلمام أحولي في أقصى منحدر البحيرة الذي يتغذى من العيون الباطنية والتساقطات المطرية . طاقتها الاستيعابية تقدر ب 240.000 متر مكعب تحتضن نباتات مائية بارزة وثروة حيوانية مهمة: أربيان، ديدان الأرض، سلطان، الضفادع الخضراء، الطيور المهاجرة….مصنفة موقع رطب، تتميز بمناظر خلابة تجمع بين سحر زرقة مياهها وخضرة الغابة ورشاقة الجبال، تستقطب عددا كبيرا من الزوار للاستمتاع بهده المشاهد على طول البحيرة أو لممارسة الصيد أو الرياضات المائية وتحتضن ثروة سمكية تتكون من الزنجور، سمك الفرخ، البرعان والشبوط. وجمالية هذه البحيرة تجعل منها أهم المواقع السياحية في الأطلس المتوسط .
هدا التنوع البيولوجي والأهمية الإيكولوجية المميزة ل ويوان هي التي أهلته ليصنف ضمن المواقع التي لها قيمة بيولوجية وإيكولوجية على الصعيد الوطني ،فهدا التنوع الذي يميز المنطقة يفرض تطوير السياحة الطبيعية دون تهديد التنوع البيولوجي والتوازن البيئي للموقع والعمل على إدراج هدا الموقع في مسار سياحي من شأنه أن يساهم في رد الاعتبار له وأن يحقق الأهداف السالفة الذكر في إطار مشروع مندمج يأخذ بعين الاعتبار المحطات الأساسية لهذا المسار لجعله قطبا مندمجا  في قلب التنمية السياحية للإقليم خاصة إذا تم ربطه بالمسار السياحي لإقليم إفران عبر عين اللوح وأزرو ثم إفران في اتجاه فاس .
على سبيل الختم:
في ختام هذه الدراسة التي حاولنا فيها إدماج التراث الثقافي بالطبيعي في منطقة من مناطق المغرب العميق يمكن القول إن المنطقة تزخر بتراث ثقافي قد لا توفره  بعض المناطق التي تحظى باهتمام أكبر، وتراث طبيعي يضاهي كبريات المناطق السياحية في المغرب، لكن توظيف هذه الكنوز التراثية في تحقيق تنمية الإنسان والمجال وإنعاش السياحة لم يصل بعد حتى للحد الأدنى من المستوى المطلوب بسبب غياب الشروط الضرورية للنهوض بسياحة متميزة، وافتقار المنطقة إلى تأطير وتنشيط وإرشاد سياحي، وبنية سياحية مناسبة تمكن من جلب أكبر عدد من السياح.
ليبقى ازدهار مجال الدراسة رهينا بفعالية التدابير المطبقة في السياحة الجبلية، والتي من شانها جلب السياح المحليين والأجانب فسوق السياحية التراثية بالمنطقة موسمية (36) تقتصر على فترات محددة فصل الصيف حيث تستقبل المنطقة عدداً من السياح المحليين(خنيفرة) وبعض الزوار من مدن مختلفة إضافة إلى أفراد الجالية الذين يفضلون الاستمتاع بالمناظر الجذابة التي تزخر بها المنطقة، ورغم ذلك يبقى النشاط السياحي محدودا نظرا لضعف البنية التحتية للمنطقة (مطاعم، فنادق، طرق، وسائل الاتصال…) مما يجعلها مجرد منطقة عبور فقط حتى إشعار آخر.
الهوامش:
 1 ـ كانت سقوفه خشبية إلى حدود ثمانينات القرن 20م حيث عوضت بسقوف إسمنتية.
2 – بوسلام محمد، معجم الدارجة المغربية ( الجذور والاختلافات الجهوية)، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، 2015 ،ج1، ص 49
3 – المنصوري أحمد، تاريخ بلدة خنيفرة، م.س،  ص 22
4 ـ الوزان الحسن، وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والتوزيع والنشر، دار الغرب الإسلامي، ط2، الرباط،1983م، ج1، ص364.
5ـ الأصل فيه ايشبوكا ichbouka نسبة إلى منطقة تحمل نفس الاسم يمر عبرها على مقربة من جبل عميرة المحاذي لأدخسان، وهو وادي دائم الجريان، وأحد روافد أم الربيع، ينبع مدشر أوليلي بقبيلة آيت بومزيل على بعد حوالي 35 كلم شرق خنيفرة، أهم روافده “ميريغ” و”إيغزر أوذاين” و “أروكو”، ويصبح اسمه واد سرو حينما يلتقي بواد سرو الذي ينتهي بدوره كجزء من أم  الربيع.
 6 ـ المالكي الملكي، مملكة زاناتة ببني توالى بفزاز ومدائن مكناسة بين نهاية الأدارسة وبداية المرابطين، عصر أمازيغي منسي، محاضرة بالمركب الثقافي أبو القاسم الزياني، خنيفرة، بتاريخ 12/12/ 2015.
7ـ قدور أحمد، المدن الموحدية وعلاقاتها بالأقاليم دراسة اجتماعية اقتصادية، رسالة مرقونة لنيل دبلوم الدراسات العليا في التاريخ، ك.آ.ع.إ، الرباط، 1987-1988، ج1، ص 211.
8 ـ كاتب مراكشي من كتاب القرن 6هـ/ 12م، كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار وصف مكة والمدينة ومصر وبلاد المغرب نشر وتعليق سعد زغلول عبد المجيد، طبع ونشر دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد .د ت ص187؛ الحميري عبد المنعم، م.س، ص 435.
9 – مجهول، الاستبصار، م.س، ص187.
10- ابن الآبار أبوعبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القطاعي، كتاب الحلة السيراء، تحقيق الدكتور حسين مؤنس، دار المعارف القاهرة 1985، ج2، ص 68.
11 – نفس المصدر، ص 118.
 وبالعودة إلى مصادر أخرى نجد أن هذا اللقب حمله عدة ملوك في الدولة الموحدية كأبو يعقوب يوسف(1163ـ 1184م) وابنه أبي يوسف يعقوب المنصور (1184ـ1199) وحفيده الناصر ابن يعقوب المنصور(1199ـ 1213) وحمله خلال عهد الدولة المرينية أبي يعقوب يوسف (1286ـ1307) والمولى إسماعيل العلوي. إلا أن شهرة الاسم ارتبطت بالسلطان أبي عنان المريني الذي تناقلت المصادر أن أمه كانت حبشية،  لكن الناصري يستدرك بقوله إن الأسود في اللغة العربية أكحل العينين فقط .
12 ـ المالكي الملكي بن الجيلالي، العمران السياسي من خلال المدن الدارسة مهدية ابن توالى حاضرة مملكة فازاز/ الاطلس المتوسط نموذجا، مطبعة الامتداد، سلا، 2015، ج2، ص 614ـ 615. 617 .
13 – Colin,(Georges Séraphin), «Fazaz», Dans L’encyclopédie De L’islam, Nouvelle Edition T2, Paris 1977, P 894.
14 ـ جمعية خنيفرة للسياحة والفن والتنمية والبيئة والرياضة وهي واحدة من أنشط جمعيات المجتمع المدني الساعية لإحياء تاريخ وتراث المنطقة 
15 –  تتوفر المنطقة المحيطة بالموقع الأثري على أزيد من 30 بحيرة أشهرها أكْلمام أزيزا وتكلمامين وأكْلمام أومليل وأكْلمام حرشة بالإضافة إلى غابات الأرز التي تضم أكبر شجرة أرز في العالم بالإضافة إلى تنوع وحيشها تكلمانت ايتشان اومعي، تكلمانت نايت خويا حدو، بحيرة مولاي يعقوب، بحيرة أكْلمام آيت ايشو، بحيرة تمريت …
16 – Peyronnet  Raymond, Tadla Pays Zayan e Moyen Atlas, Imprimerie Algérienne, p 94
 17 ـ فاروقي المصطفى، زاوية تامسكورت: المتخيل والقدسي ومخافي التاريخ، موقع خنيفرة أون لاين، بتاريخ 16غشت2016. 
18 ـ أربيب المصطفى، مادة “أجدير”، ضمن معلمة المغرب، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا، 1989، ج1، ص 140
19 –  أدار أوجدير:  تعبي محلي يعني حرفيا “رِجل أجدير” ويقصد بها منبسط أجدير دون الجبل .
20 ـ عمر أمرير، مق، س ص 37
21 – عمر أمرير، نفس المقال، ص39.
22 ـ ظهر جيش التحرير القادم من جن الماس بزيه المخالف وأسلحته المحمولة على الأكتاف (عمر أمرير، مق.س، ص 38)
23 ـ أمرير عمر، مق.س، ص 43
24 ـ  تجلت أهميته في: 
ـ حضور ممثلي مختلف مكونات الأمة السياسية والنقابية والدينية والثقافية والاقتصادية والجمعوية .
ـ التأكيد على ضرورة قيام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمهام المنوطة به في الحفاظ على الأمازيغية وتعزيز مكانتها في المجال التربوي والاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني من شأنه أن يعطيها دفعة جديدة كتراث وطني يعد مبعث اعتزاز لكل المغارب.
ـ الحث على وضع تصور جديد بخصوص الهوية تشكل فيه الأمازيغية مكونا أساسيا من مكونات التراث الثقافي المغربي الزاخر، واعتبار النهوض بها مسؤولية وطنية .
ـ نهج تنمية اقتصادية مستدامة في الأوساط الناطقة بالأمازيغية.
( للمزيد أنظر البوابة الوطنية الرسمية للمغرب http://www.maroc.ma خطب صاحب الجلالة/ 2001  تاريخ الاطلاع 12-05- 2017)
25 ـ مقتطف من الخطاب الملكي بمناسبة وضع الطابع المحدث والمنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الأربعاء29 رجب 1422هـ الموافق ل أكتوبر 2001م.
26- اكتشفت الشجرتان وسجلتا من طرف جمعية أكطاديس المحلية والمندوبية السامية للمياه الغابات في 12 اكتوبر 2015م، ووفق القياسات تعد تازاييت تازاييت الأكبر في العالم ب 10 أمتار و83 سنتيمتر، وتأتي التسميتان في إشارة إلى أصل سكان المنطقة وتجذرهم في أرضهم كجذور شجرة الأرز ردا على تسمية اكبر أشجار أرز البلاد سابقا بأرز كورو (Gouraud) قرب أزرو.
27- وثائق مديرية المياه والغابات بخنيفرة، منوغرافية2014
28ـ وفقا لقياسات علمية  دقيقة قام بها فريق برنامج “أمودو” الوثائقي في فبراير 2018م أثناء تصوير حلقة بعنوان “صهريج المغرب”
 29  ـ نفس المصدر
30-  مسؤول بالمديرية الاقليمية للمياه والغابات بخنيفرة 2004..
31 ـ جمعية أم الربيع لصيادي السمك بخنيفرة (منظم المسابقة
32- الجماعة القروية أكلمام أزكزا ، مونوغرافية جماعة أكلمام أزكزا 2018، مرقونة.
33ـ بيضي أحمد، “خنيفرة الغَنية بمؤهلاتها وخصوصياتها…إلى متى ستبقى خارج رهانات السياحة الجبلية”، جريدة الاتحاد الاشتراكي، عدد 03 غشت 2009.
34ـ  بيضي أحمد، مقال سابق بجريدة الاتحاد الاشتراكي.
35ـ وقفنا على تصوير جزء من الفيلم بالمنطقة خلال شهر أبريل 2015 .
الببليوغرافيا المعتمدة
1ـ باللغة العربية :
المصادر:
– ابن أبي الربيع، سلوك المالك في تدبير الممالك، تحقيق عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز، دار العاذرية للنشر والتوزيع، الرياض 1416هـ.
– ابن أبي زرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1972.
– ابن خلدون عبد الرحمان، المقدمة، تحقيق وتعليق وتقديم عبد السلام الشدادي، خزانة ابن خلدون، مكتبة الإسكندرية، ط1، 2005م، ج2.
– ابن الآبار أبوعبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القطاعي، كتاب الحلة السيراء، تحقيق الدكتور حسين مؤنس، دار المعارف القاهرة 1985، ج2.
– ابن الخطيب لسان الدين محمد بن عبد الله، تاريخ المغرب العربي في العصر الوسيط، القسم الثالث من كتاب أعمال الأعلام تحقيق وتعليق أحمد مختار العبادي ومحمد إبراهيم الكتاني، دار الكتاب، الدار البيضاء 1964م.
– الخليفتي محمد بن عبد الله، الدرر الجليلة في مناقب الخليفة، دراسة وتحقيق أحمد عمالك، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط1، 2014،ج1.
– الزياني أبو القاسم بن أحمد بن علي بن إبراهيم، الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور براً وبحراً، تحقيق عبد الكريم الفيلالي، دار نشر المعرفة، الرباط، ط2، 1991.
– كاتب مراكشي من كتاب القرن 6هـ/ 12م، كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار وصف مكة والمدينة ومصر وبلاد المغرب نشر وتعليق سعد زغلول عبد المجيد، طبع ونشر دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد .د ت.
– المنصوري أحمد ، تاريخ بلدة خنيفرة، تحقيق محمد أمحزون، دار الثقافة للتوزيع والنشر، الدار البيضاء، ط1، 1986
– المنصوري أحمد، كباء العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر، تحقيق وتقديم محمد بلحسن،  منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مطبعة الكرامة، الرباط، 2004.
– الوزان الحسن، وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والتوزيع والنشر، دار الغرب الإسلامي، ط2، الرباط،1983م، ج1.
المراجع:
 – بوسلام محمد، معجم الدارجة المغربية( الجذور والاختلافات الجهوية)، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، 2015 ،ج1.
– القاسمي العلوي هاشم، مجتمع المغرب الأقصى حتى منتصف القرن الرابع الهجري/10م،  منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مطبعة فضالة، المحمدية 1995م،ج2.
– زوبياكا دانييل، مذكرات دانييل زوبياكا، أسير بجبل بلاد الشلوح، تحرير الصحفي روبير بوتي (robert boutet)، ترجمة صالح شكاك، منشورات أمل: التاريخ الثقافة والمجتمع، مطابع الرباط نت، طبعة 2016
الندوات والمقالات والمحاضرات:
 – أربيب المصطفى، مادة “أجدير”، ضمن معلمة المغرب، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا، 1989، ج1، ص
– بيضي أحمد، “خنيفرة الغَنية بمؤهلاتها وخصوصياتها…إلى متى ستبقى خارج رهانات السياحة الجبلية”، جريدة  الاتحاد الاشتراكي، عدد 03 غشت 2009.
– أمرير عمر، “أجدير: عبقرية الرمز والمنهل”، ضمن مساهمات في دراسة الثقافة الأمازيغية تكريما للأستاذ محمد شفيق، سلسلة تكريم رقم 3، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مطبعة المعارف الجديدة، البيضاء، 2005، ص ص35ـ 47
– المالكي الملكي، مملكة زاناتة ببني توالى بفزاز ومدائن مكناسة بين نهاية الأدارسة وبداية المرابطين، عصر أمازيغي منسي، محاضرة بالمركب الثقافي أبو القاسم الزياني، خنيفرة، بتاريخ 12/12/ 2015.
الدراسات الجامعية :
– قدور أحمد، المدن الموحدية وعلاقاتها بالأقاليم دراسة اجتماعية اقتصادية، رسالة مرقونة لنيل دبلوم الدراسات العليا في التاريخ، ك.آ.ع.إ،الرباط، 1987-1988.
– المالكي الملكي بن الجيلالي، العمران السياسي من خلال المدن الدارسة مهدية ابن توالى حاضرة مملكة فازاز/ الاطلس المتوسط نموذجا، مطبعة الامتداد، سلا، 2015، ج2.
مواقع الويب:
– البوابة الوطنية الرسمية للمغرب http://www.maroc.ma
 – المصطفى، زاوية تامسكورت: المتخيل والقدسي ومخافي التاريخ، موقع خنيفرة أون لاين، بتاريخ 16غشت2016. 
2 ـ بالفرنسية :
الكتب:
 Peyronnet  Raymond, Tadla Pays Zayan e Moyen Atlas, Imprimerie Algérienne, p 94  
Beaudet Gérard, Cazelais Normand, Nadeau Roger, L’Espace Touristique, Presses de l’université  du Québec,
2000.
المقالات:
Elodie Tribot, Conception d’un itinéraire culturel sur la nouvelle – France, Centre Interuniversitaire d’Études Québécoises Laboratoire de géographie historique, Université Laval, Août 2004.
Colin,(Georges Séraphin), «Fazaz», Dans L’encyclopédie De L’islam, Nouvelle Edition T2, Paris 1977, P 894.

 

(°) باحث في التاريخ والتراث الجهوي
تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأربعاء 23 أبريل 2025 - 22:40

لجنة لنعي الفلاحة المغربية

الأربعاء 23 أبريل 2025 - 19:58

المجلس الأعلى للسلطة القضائية يطلق موقعا إلكترونيا جديدا خاصا بالمعلومة القانونية والقضائية

الأربعاء 23 أبريل 2025 - 18:36

حموشي يستقبل المسؤول عن الاستعلامات بالحرس المدني الإسباني

الأربعاء 23 أبريل 2025 - 14:51

الأمن الاقتصادي محور ندوة مشتركة بين المجلس الأعلى للسلطة القضائية ‏ومجلس المنافسة بمعرض الكتاب بالرباط‏

error: