سلط الموقع الرسمي (فيتنام تايمز vietnamtimes) الواسع الانتشار، مؤخرا، الضوء على تاريخ العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الاشتراكية الفيتنامية.
وتناول الموقع، التابع لاتحاد منظمات الصداقة الفيتنامي (فوفو VUFO ) في ملف متكامل معزز بالصور، تطور العلاقات المغربية الفتيتنامية مند سنة 1961 على مختلف المستويات وتبادل الزيارات بين الوفود الرسمية الحكومية.
وكتب أنه ” إذا كانت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية والجمهورية الاشتراكية الفيتنامية تعود إلى عام 1961، فإن التاريخ المشترك الذي يجمع البلدين يعود إلى أبعد من ذلك حتى وإن لم يتم التعريف به بالقدر الكافي أو لم يتم تناوله من قبل المؤرخين والدارسين عموما “، مشيرا إلى أن العلاقات والذاكرة التاريخية المتقاسمة بين البلدين شكلت على الدوام دفعة قوية للتعاون البيني.
وهكذا، على المستوى الحكومي، ذكر الموقع بالزيارة الرسمية المهمة للوزير الأول الفيتنامي بان فان كي للمغرب في 19 نونبر من عام 2004، والتي تميزت باستقباله من قبل جلالة الملك، مسجلا أن هذه الزيارة كانت مناسبة للتباحث مع نظيره المغربي ورئيسي غرفتي البرلمان، وتوجت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات همت مجالات مختلفة، ومذكرا بأنه قد تقرر، خلالها، فتح سفارتي البلدين بكل من الرباط وهانوي.
وفيما يخص التعاون على مستوى البرلمان، فقد أبرز الموقع أنه تعزز بفضل تبادل مكثف للزيارات على كافة المستويات، معتبرا أن ذلك خ و ل للمؤسستين المغربية والفيتنامية تقاسم التجارب الخاصة بكل مؤسسة على حدة في مجالات التشريع والتمثيل الدبلوماسي البرلماني.
وعلى المستوى الاقتصادي، أبرز المصدر ذاته أن المغرب والفيتنام حرصا على تبادل مجموعة من البعثات لاستكشاف آفاق وسبل التعاون التجاري بين البلدين، مشددا على أنه على الرغم من التقدم الملموس والسريع، إلا أن ” مستوى المبادلات التجارية يظل بعيدا عن الإمكانات الاقتصادية للبلدين وتطلعاتهما “.
وفي ما يتعلق بالجانب الثقافي، كتب الموقع أن العلاقات بين البلدين تتطور على نحو م رض، مسجلا أن تكوين الأطر عرف تناميا بفضل التعاون بين جامعات ومراكز الأبحاث بالبلدين، فضلا عن بدأ توافد العديد من الطلبة الفيتناميين على المغرب لمتابعة دراساتهم بمختلف مؤسسات التعليم العالي في السنوات الأخيرة.
وأضاف أن البلدين يجمعهما أيضا تعاون وثيق على المستوى متعدد الأطراف، إذ يعمل البلدان على دعم بعضهما البعض على مستوى مختلف الهيآت التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، كما يتقاسمان العضوية معا بالمنظمة الدولية للناطقين بالفرنسية وبحركة عدم الانحياز.
وذكر، في هذا الصدد، أن المغرب انضم، في يوليوز من عام 2016، إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة أمم جنوب شرق آسيا “آسيان”، التي تضم عشر دول في المنطقة بما فيها الفيتنام، معتبرا أن تقارب المغرب مع “الآسيان” يندرج ضمن رؤية جلالة الملك محمد السادس، لتنويع شركاء البلاد وتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب وتكريس قيم السلام والتسامح.
وعلى مستوى تثمين الذاكرة المشتركة، أورد الموقع أن التعاون بين البلدين في مجال الذاكرة التاريخية المشتركة والمتقاسمة أعطى دفعة قوية للعلاقات، لافتا إلى أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بادرت بعد افتتاح سفارتي البلدين في كل من الرباط وهانوي، إلى التنسيق مع جمعية المحاربين القدماء بالفيتنام، ساعية بذلك إلى تعريف الأجيال الحالية والمستقبلية بقيم السلام والصداقة والتضامن والتاريخ المشترك الذي يربط الشعبين.
وفي سياق ذي صلة، لفت المصدر ذاته إلى أن الذاكرة التاريخية بين البلدين تميزت بالبصمة التي تركتها الجالية الفيتنامية في المغرب، مستحضرا السيد Eric Vo Toàn وهو مهندس معماري من أصل فيتنامي عاش في المغرب، وأشرف على العديد من التصاميم لتشييد مباني مغربية شهيرة فاقت خمسين مبنى مؤسسيا ودينيا، ويوجد على رأسها ضريح محمد الخامس بالعاصمة، والذي ي عد أحد الرموز التاريخية والحضارية التي تنفرد بها مدينة الرباط.
وخلص إلى أن هذه الذاكرة التاريخية المغربية الفيتنامية تشكل أرضية صلبة واعدة بتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين الصديقين، مبرزا أن منظومة القيم المشتركة والمتقاسمة شكلت موضوع مؤلف يحمل عنوان “المغرب والفيتنام: وجهات نظر الأحد اتجاه الآخر”، الذي عملت على نشره المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالمملكة المغربية.
يذكر بأن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بادرت، بالتنسيق مع سفارة الجمهورية الاشتراكية الفيتنامية بالرباط وجمعية الصداقة المغربية الفيتنامية، إلى إعداد هذا الملف الشامل والمتكامل للتعريف بتطور العلاقات بين البلدين، وذلك حتى يتسنى إطلاع الأجيال الحاضرة والناشئة على هذه الذاكرة المتقاسمة بين المغرب والفيتنام وعلاقات الصداقة التي تجمعهما.
تعليقات
0