مكناس .. التهديد بالنزول إلى الشارع بعد استنفاذ كل سبل الحوار لملف “سيكوميك”.

18٬239

يوسف بلحوجي

استغل بوشتى بوخالفة عضو المكتب التنفيذي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل مناسبة فاتح ماي ليهاجم والي ولاية فاس مكناس وعامل عمالة مكناس على صومهما عن الكلام وعدم قدرتهما على تنفيذ مخرجات الحوار الاجتماعي الذي تم بفاس  في ضرب صارخ لإرادة الدولة الرامية إلى لفض النزاعات الاجتماعية، متهما في ذات المناسبة اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة بانحيازها للباطرونا.

وأخبر بوخالفة العمال في الكلمة التي ألقاها بمناسبة احتفالهم بالعيد الأممي أنه طرح ملف سيكوميك على طاولة الحوار الاجتماعي وطنيا وأن رئيس الحكومة قطع على نفسه وعدا بالسهر شخصيا على هذا الملف في أقرب الآجال، مشيرا أن الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمكناس يتابع عن كتب هذا الملف. وهدد باللجوء إلى الشارع في حال عدم تسوية ملف وضعية أزيد من 650 عامل وعاملة “سيكوميك” الذي يبدو وكأن هناك إصرار على تجويعهم، إذ لم يتوصلوا بأجورهم منذ إغلاق الشركة أبوابها في وجههم شهر أكتوبر 2021، كما لم تسدد مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والتغطية الصحية.

وكان الاتحاد المحلي ل ك.د.ش بمكناس قد أصدر بلاغا يتعلق بمخرجات لقاء اللجنة الجهوية للبحث والمصالحة المنعقد بتاريخ 4 أبريل 2022 الذي ترأسه والي جهة فاس مكناس وعامل عمالة مكناس بحضور كافة الشركاء، تم التأكيد فيه إلى صرف أجور العاملات والعمال دون تأخير، وتسديد مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وصرف مستحقات التغطية الصحية، وضمان استمرارية العمل إلا أن ذلك بقي حبرا على ورق.

يشار أن معاناة عاملات وعمال “سيكوميك” انطلقت حين تم نقل أو تفويت الحق التجاري للمؤسسة الإنتاجية ذات الجودة العالية في صناعة الملابس إلى شركة فرنسية سنة 2016؛ بداية بعدم تأدية أجورهم بصفة منتظمة، وصولا إلى إغلاقها بدعوى الإفلاس سنة 2017 مرورا بعدم تأدية الشركة لواجبات الصناديق الاجتماعية على الرغم من اقتطاعها من أجورهم ، ثم الزج بأزيد من 650 عامل وعاملة إلى الشارع. وبعد تدخل الدولة تمت إعادة فتح المؤسسة سنة 2018 ، إلا أنه وعلى الرغم من الدعم الذي لقيته، واستغلالها  للوضع إبان جائحة كوفيد 19، واستفادتها من الطلبات داخل وخارج أرض الوطن، وجني أرباح مهولة فإن مسؤولو الشركة تمادوا في غيهم ولم يسددوا أجور العمال وواجبات الصناديق الاجتماعية لتغلق الشركة أبوابها في وجه العمال منذ أكتوبر 2021.  

فأي مصير ينتظر أزيد من 650 عامل وعاملة سيكوميك بمكناس إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن،  بعد سلك كل الوسائل والسبل القانونية لإثارة انتباه المسؤولين وحثهم على التجاوب مع مطالبهم المشروعة، من خلال الوقفات الاحتجاجية و المسيرات الحاشدة التي جابت شوارع المدينة خصوصا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان التي تلاها إفطار جامعي بالشارع العام.

error: