بايدن يعلن رسميا مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وهذه تفاصيل عملية التصفية
محمد اليزناسني
الثلاثاء 2 أغسطس 2022 - 08:00 l عدد الزيارات : 8666
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين أن الولايات المتحدة قتلت أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وأحد أهم المطلوبين في العالم الذي يشتبه بكونه العقل المدبر وراء هجمات 11شتنبر 2001، في ضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية ليل السبت الأحد في كابول.
وقال بايدن في خطاب تلفزيوني إنه أعطى الضوء الأخضر للغارة عالية الدقة التي استهدفت الظواهري بنجاح في العاصمة الأفغانية خلال نهاية الأسبوع.
وأضاف بايدن “العدالة تحققت وتم القضاء على هذا الزعيم الإرهابي”، مضيفا أنه يأمل بأن يساعد مقتل الظواهري عائلات ضحايا هجمات 11 شتنبر على “طي الصفحة”.
وكانت الولايات المتحدة خصصت مكافأة قدرها 25 مليون دولار لأي معلومات تسمح بتحديد مكان الظواهري الذي كان من أهم المطلوبين في العالم. وكان تولى زعامة تنظيم القاعدة في العام 2011 بعدما قتلت وحدة أميركية خاصة أسامة بن لادن في باكستان.
وكان الظواهري متواريا منذ أكثر من عشر سنوات ويعتبر أحد العقول المدبرة لهجمات الحادي عشر من شتنبر 2001 في الولايات المتحدة التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن ثلاثة آلاف قتيل.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إن الظواهري كان على شرفة منزله في كابول عندما استهدف بصاروخين من طراز هلفاير، بعد ساعة من شروق الشمس في 31 يوليوز. ولم تستدع العملية انتشارا عسكريا أميركيا على الأرض في دليل على أن الولايات المتحدة قادرة “على رصد أماكن تواجد أكبر الإرهابيين في العالم واتخاذ الإجراءات للقضاء عليهم” بحسب المصدر نفسه.
وأضاف المسؤول “ليس لدينا علم إن كان غادر المنزل الآمن يوما. رصدنا الظواهري في مناسبات عدة ولفترات طويلة من الوقت على الشرفة حيث تم استهدافه في النهاية”.
ووفقا للرواية الرسمية، أعطى الرئيس بايدن الضوء الأخضر لتنفيذ الضربة في 25 يوليوز، بينما كان في العزل بسبب إصابته بكوفيد-19. وقال بايدن إنه لم تقع إصابات بين المدنيين في العملية.
واعتبر المسؤول وجود الظواهري في العاصمة الأفغانية كابول “انتهاكا واضحا” لاتفاق الدوحة الذي وقعته طالبان مع الولايات المتحدة عام 2020 ومهد الطريق للانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وقال وزير الخارجية الأميركي آنتوني بلينكن إن حركة طالبان “بإيوائها” الظواهري “انتهكت بشكل فاضح اتفاق الدوحة”.
وهذه الغارة هي الأولى للولايات المتحدة على هدف للقاعدة في أفغانستان منذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد في 31 غشت 2021.
واتهمت حركة طالبان الولايات المتحدة بانتهاك اتفاقات الدوحة أيضا بشنها ضربة على أراضيها.
وتأتي هذه الأنباء قبل شهر من الذكرى السنوية الأولى لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان وترك البلاد تحت سيطرة حركة طالبان التي حاربت القوات الغربية على مدى العقدين الماضيين.
وبموجب اتفاق الدوحة عام 2020، تعهدت طالبان بعدم السماح باستخدام أفغانستان مرة أخرى نقطة انطلاق للجهاديين، لكن خبراء يعتقدون أن الجماعة لم تقطع علاقاتها مع القاعدة.
افتقر الظواهري البالغ 71 عاما إلى الكاريزما القوية التي ساعدت بن لادن على حشد الجهاديين من جميع أنحاء العالم، لكنه سخر مهاراته التحليلية لخدمة قضية تنظيم القاعدة.
ويعتقد أنه المخطط الاستراتيجي الرئيسي والعقل المدبر الحقيقي وراء عمليات القاعدة، بما في ذلك هجمات 11 سبتمبر، وكذلك كان الطبيب الشخصي لبن لادن.
ومع تراجع دور القاعدة في السنوات التي تلت الغزو الأميركي لأفغانستان، اعتبر مسؤول الإدارة الأميركية أن الظواهري كان “من الشخصيات الأخيرة المتبقية التي تتسم بهذا النوع من الأهمية”.
ويرى كولين كلارك الباحث في مركز صوفان أن التنظيم “عند مفترق طرق”.
وقال “على الرغم من زعامة الظواهري، التي قللت من خسائر القاعدة خلال مرحلة إعادة البناء، لا تزال الجماعة تواجه تحديات خطيرة وأحد هذه التحديات هو من سيقود القاعدة بعد رحيل الظواهري”.
وكان والد الظواهري طبيبا معروفا وجده إماما في جامع الأزهر بالقاهرة الذي يمثل أعلى سلطة دينية لدى المسلمين السنة.
وانخرط الظواهري الابن في الأوساط الإسلامية المتطرفة بمصر في سن مبكرة، ونشر العديد من الكتب عن الأصولية الإسلامية التي كانت بالنسبة للكثيرين رمزا للحركة الإسلامية الراديكالية.
وفي منتصف الثمانينات غادر الظواهري مصر متوجها إلى بيشاور في شمال غرب باكستان حيث كانت تتمركز المقاومة ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان.
وفي ذلك الوقت وبينما كان آلاف المقاتلين الإسلاميين يتدفقون إلى أفغانستان حدث اللقاء بين الظواهري وبن لادن، وعام 1998 كان واحدا من خمسة موقعين على “فتوى” بن لادن التي تدعو لشن هجمات ضد الأميركيين.
تعليقات
0