مأساة الشاب “مهدي” الذي ما تزال جثته عالقة في أعماق مياه بحيرة “تسليت” بإملشيل
أحمد بيضي
الأربعاء 24 أغسطس 2022 - 01:40 l عدد الزيارات : 18363
أحمد بيضي
كل العالم يعرف منطقة إملشيل ب “موسم الخطوبة السنوي” على خلفية الأسطورة الخالدة المرتبطة بقصة العشيقين “تيسليت” و”إسلي”، وحبهما الجنوني الذي ارتقى بهما إلى فكرة الزواج الذي رفضته قبيلتيهما المتصارعتين، ليضطرا إلى اللجوء نحو جبل ليبكيا خيبتهما، فخلقت دموعهما المنهمرة بغزارة بحيرتين حملتا اسميهما، وأضحتا، إلى يومنا هذا، محجا للزوار والسياح، ومن أسباب نزول هذه المقدمة هي الفاجعة التي تعيش عليها المنطقة، منذ الاثنين 22 غشت 2022، إثر غرق شاب في مياه بحيرة “تسليت”، الواقعةبدوار أيت علي ويكو، داخل النفوذ الترابي لجماعة بوزمو، دائرة إملشيل بإقليم ميدلت، وفشلت فرق الانقاذ في العثور عليه.
وكان الشاب العشريني، والذي يدعى “مهدي”، والمنحدر من دوار أيت علي ويكو، قد اختطفته أعماق بحيرة “تسليت” بإملشيل، وسط ذهول ودهشة الجميع، وكان قد قصد هذه البحيرة، رفقة بعض أصدقائه، للاستجمام والسباحة، هروبا من الحرارة المفرطة التي تعرفها مناطق البلاد، فشاءت الأقدار الإلهية أن يغرق في ظروف رهيبةاهتزت لوقعها أرجاء المنطقة، قبل أن تتحول إلى موضوع مأساة على منصات التواصل الاجتماعي والمنابر الاعلامية، وإلى حدود صباح الأربعاء 24 غشت 2022، لم تتمكن عناصر الوقاية المدنية منالعثور على جثته المختفية تحت الماء، رغم استعمال كل الامكانيات المتاحة، الوضع الذي دخل بالمنطقة في احتقان شعبي غير مسبوق.
وإلى حدود صباح الأربعاء، ما تزال المنطقة تعيش على صفيح ملتهب أدت سخونته إلى استنفار السلطات الإقليمية والأجهزة الأمنية لعناصرها تحسبا لأي طارئ، سيما بعد تأجج الوضع وخروج الساكنة، في أشكال احتجاجية ارتقت إلى حد قطع بعض الطرق الرئيسية، وذلكللمطالبة بتعزيز فرق الإنقاذ بالموارد البشرية واللوجيستيكية لانتشال جثة الشاب الغريق، فيما جدد المحتجون دعواتهم للجهات المسؤولة بإنقاذ المنطقة من التهميش والاقصاء، وبالعمل على توفير فرق الغطس والمعدات الضرورية على مستوى الانقاذ، نظرا لكون المنطقة معروفة ببحرتيها التي يقصدها المئات من الزوار والسياح من أرجاء المنطقة ومن كل البلاد والعالم.
وعلى غرار الرأي العام الوطني الذي يتابع مستجدات الواقعة المؤلمة، يُرابط العديد من المواطنات والمواطنين حول محيط البحيرة، وبينهم أفراد أسرة وأقاربه ومعارفه، وعناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية والوقاية المدنية، والجميع على أمل كبير في العثور على جثة الهالك “مهدي”، ونقلها لعملية التشريح من أجل تحديد ظروف وملابسات الحادث، وقد أجمع الكثيرون على أن المعني بالأمر، والبالغ من العمر 22 سنة، كان من حفظة القرآن والبارعين في تجويده وترتيله، ويتابع دراسته بإحدى مدارس التعليم العتيق، ولا زالت قضية غرقه تعرف المزيد من المتابعة والتفاعل والاهتمام بكل جديد فيها.
تعليقات
0