أزمة الحليب تلوح في الأفق بالمغرب

التازي أنوار

يعيش المغرب وضعا صعبا في تزود محلات البقالة بالحليب وهذا ما أثر بشكل سلبي على توفير هذا المنتوج للمستهلك المغربي. وبرز هذا النقص بشكل واضح في الأيام القليلة الماضية، حيث تفاجأ المواطنون بنقص الحليب في محلات البقالة ومحلات القرب، وهو ما عاينته الجريدة عن قرب.

وعمدت شركات التوزيع، إلى تقليص الكمية الموزعة من الحليب على المحلات، عكس ما كان معمولا به في السابق، ليجد المغاربة أنفسهم أمام وضع صعب وعدم حصولهم على الحليب، وبات من الضروري الاسراع مبكرا للحصول على لتر من الحليب أو الانتقال إلى المحلات التجارية الكبرى للحصول عليه، بدلا من محلات البقالة القريبة من محل سكناهم.

وأكد عدد من أصحاب محلات البقالة، على أن هناك نقصا واضحا في كمية الحليب التي يتوصلون بها من شركات التوزيع، عكس ما كان في السابق، دون معرفة أسباب ذلك.

و يبقى الأمر غير واضح، خاصة وأن هذا النقص شمل فقط الحليب المبستر “نصف لتر 3.5 دراهم” الذي يعتبر الأكثر استهلاك من طرف المغاربة.

و يرى المراقبون، أن أزمة الجفاف الحاد التي شهدتها البلاد، وغلاء الأعلاف، السبب المباشر وراء “نقص الإنتاج في الحليب” بالمغرب، حيث عمد أصحاب الضيعات الفلاحية إلى بيع أبقارهم بسبب موجة غلاء الأعلاف، الشيء الذي أثقل كاهل الفلاحين ومربي الأبقار. وبالتالي تضرر سلسة إنتاج الحليب.

و تلعب هذه الأخيرة دورا مهما سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الغذائي. فهي تساهم في ضمان الأمن الغذائي للبلاد عبر تغطية 96 % من حاجيات المواطنين من الحليب ومشتقاته. وقد مكن تطوير سلسلة الحليب من توفير 48,7 مليون يوم عمل، وذلك على طول سلسلة القيم.

وفي هذا السياق، سارعت الدولة إلى دعم اقتناء الأبقار الحلوب المستوردة. حيث صدر قرار مشترك نشر في الجريدة الرسمية، لوزراء الفلاحة والاقتصاد والداخلية، سيتم بموجبه منح 3 آلاف درهم لكل رأس في حال اقتناء ثلاث أبقار، و5000 درهم كدعم لإقتناء البقرة الرابعة المستوردة إلى العاشرة، و2500 درهم للرأس ابتداء من الحادية عشرة فما فوق.

وأوضح القرار أن البقرات الحلوب المستوردة يجب أن تنتمي لسلالات فريزيان هولشتاين، وهولشتاين ذات اللون الأسود والأحمر، والسلالات ذات اللون الأبيض والأحمر، والسلالات الحمراء، و الجيرزي و الطارونطير و النورماند.

 وستمنح هذه الإعانة لاقتناء البقرات المستوردة خلال السنتين التاليتين لتاريخ نشر القرار في الجريدة الرسمية، في حدود 20 ألف رأس.

وحدد القرار كيفية الاستفادة من الإعانة المالية للدولة، حيث يجب على صاحب الطلب أن يودع، بعد اقتناء الابقار المستوردة، طلب الإعانة مقابل وصل، وفق نموذج معد لذلك، لدى المصلحة المختصة بالمديرية الإقليمية للفلاحة أو المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي الذي توجد في مجال نفوذه الترابي المستغلة التي تؤوي العجلة أو العجلات، موضوع الطلب.

ويذكر أن سنة 2009، كانت إنتاجية السلالات الأصيلة حوالي 500 3 لتر للبقرة في السنة؛ أما في سنة 2019 فبلغت 200 4 لتر للبقرة في السنة، مسجلة نموا بنسبة 20 %. بدورها، انتقلت إنتاجية السلالات المهجنة من 1250 لتر للبقرة في السنة في 009 2 إلى 300 2 لتر للبقرة في السنة في 2019، محققة ارتفاعا بنسبة 84 %.

 و استنادا إلى معطيات وزارة الفلاحة، فإن الضيعات الوطنية تضم حوالي 1,82 مليون رأس تنتج 2,5 مليار لتر من الحليب. ويمثل الاستهلاك الفردي للحليب في المغرب ما بين 10 % إلى 15 % من إجمالي إنتاج السلسلة. و عرفت القيمة المضافة للقطاع نموا ملحوظا حيث مرت من 1,61 مليار درهم  سنة 2003 إلى 4,22 مليار درهم سنة 2019، إذ عرفت تحسنا بنسبة 162 %. كما عرفت فرص الشغل بالقطاع زيادة بنسبة 30% ما بين سنتي 2003 و2019. وتضم رافعة سلسلة الحليب بالمغرب حوالي 000 260 منتج، فيما يضم التحويل الصناعي للحليب 16 من الفاعلين المختلفين.