أنوار بريس: عزيز باكوش
تصوير احمد علوي مراني
في معرض إجابته عن سؤال للاتحاد الاشتراكي حول أهم ثلاث مؤشرات ميزت الدخول المدرسي الجديد 2022-2023 بجهة فاس مكناس ، قال الدكتور محسن الزواق ، أنه بعد التجويد الإداري والتربوي بشقيه ،وإرساء آليتي التملك وقياس الأثر ، تظل الرقمنة هي العنوان الأكبر للمرحلة ،كما أن مداخلها المادية والمنهجية في صدارة أولوياتنا . وأضاف مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس خلال ندوة صحفية ،عقدت بمقر الأكاديمية مساء يوم الإثنين 12 شتنبر الجاري تحت شعار “من أجل مدرسة ذات جودة للجميع ” أن التحكم الأمثل في المسار المهني للموظف من حيث الترقيات التأهيل التوظيف و الإمتحانات المهنية … وكذلك التحكم الأمثل في المسار الدراسي للتلميذ ، يظل غاية الأكاديمية وهدفها الأسمى . مؤكدا في السياق ذاته، أن التنسيق بين الأكاديمية والمديريات الإقليمية جار على مدار اليوم ، من أجل تحيين المعلومات ،وتحديث البيانات بصفة متواصلة للموظفين و التلاميذ على حد سواء. وكشف في السياق ذاته، أن أكاديمية جهة فاس مكناس تتوفر على خمس استوديوهات لإنتاج الموارد الرقمية غير متنقلة وبجودة عالية .
وتأتي أهمية الندوة الصحفية حول الدخول المدرسي 2022-2023 بحضور ممثلي وسائل الإعلام بمختلف تجنيساته، كونها تسلط الضوء على خارطة طريق الإصلاح ثلاثية المحاور التي أقرتها أكاديمية الجهة : الرؤية ،الإجراءات، والتعبئة. وأعلنت أهدافها الجوهرية المتمثلة في اكتساب التعلمات الأساسية ، الارتقاء بمستوى التعلمات، والنهوض بالبيئة التعليمية . في أفق ضمان تعليم ذي جودة ،يضيف مدير الأكاديمية ، ويضمن الإنصاف وتكافؤ الفرص، ويخدم المصلحة الفضلى للتلميذات والتلاميذ من جهة ،كما يساعد على وضع الترتيبات الضرورية ،وتحديد الأولويات، وتقييم الأثر في استحضار تام للركائز الثلاث الأساسية في الممارسة التربوية التلميذ الأستاذ والمؤسسة التعليمية من جهة ثانية .
واستعرض المسؤول الأول عن الشأن التربوي بالجهة أسس وآليات التجويد الإداري والتربوي بالجهة ، لكنه شدد على مزايا الرقمنة ، كما عدد الأشواط المهمة التي قطعتها الأكاديمية، والإنجازات والمكاسب الهامة التي حققتها ، بدء من الضبط الدقيق للإحتياجات الحقيقية لقطاع التربية والتكوين بالجهة ،سواء من خلال عمليات المسك الإداري والتربوي أو على صعيد السرعة في تقديم ومعالجة الوثائق ،وضبط مجمل الخدمات ومعالجة كل ما يهم المسار المهني والمدرسي للموظف والتلميذ . مشيرا في ذات الوقت ،أن الرقمنة ساهمت في بلورة نوع من الشفافية و السرعة في العمل ، وتقديم الخدمة المطلوبة والفورية لجميع مكونات المدرسة المغربية بسلاسة وأريحية.
وقد مكن التطور الحاصل في الرقمنة ، من تسجيل انخفاظ ملحوظ للأخطاء في عمليات المسك ،وتسجيل ندرة في الهفوات التي قد تقع سواء مع موظفي القطاع أو مع تلاميذ المؤسسات التعليمية ،في جميع عمليات الإمساك المعلوماتية . مما ساهم دون شك في إنشاء قاعدة بيانات دقيقة وراهنية تفيد الإداريين والتربويين، والباحثين، والطلبة .
وفي موضوع متصل ، نوه المدير الجهوي بالشراكة التي تجمع بين فاعلين أساسيين بالجهة ،يتعلق الأمر بالأكاديمية مع مجالس الجهة ، ونعتها بأكبر شراكة تهم التعليم الأولي مع مجلس الجهة خلال المواسم الدراسية الماضية . ودعا جميع وسائل الإعلام بمختلف تجنيساتها إلى تبني النداء الملح الرامي إلى تحويل الشراكة إلى آلية أساسية وضرورية لتجويد المدرسة العمومية . ووصف ذلك بالعمل الجبار ،حيث تم التواصل مع جميع المجالس الترابية في جلسات عمل للإنصات للساكنة ورصد حاجياتهم . واعتبر التنسيق ضروري في هذا المجال ،والأكاديمية في تواصل دائم مع المجالس.
وبخصوص تنزيل الجهوية المتقدمة كرافعة للتنمية الجهوية ،وإنجاح تنزيل النموذج التنموي الجديد ، قال في هذا الصدد ، أن أكاديمية فاس مكناس كانت سباقة وطنيا في تنظيم حركة انتقالية وطنية خاصة بأطر الأكاديميات وذلك بتنسيق مع باقي الأكاديميات11 الأخرى .وذلك في إطار التنزيل الفعلي للتوجيهات الوزارية.
وشكل موضوع الرقمنة في ارتباطها بجائحة الكوفيد 19 التي ضربت العالم خلال السنتين المنصرمتين ،محور أسئلة الصحفيين .حيث أوضح المدير الجهوي ، أن الحاجة ازدادت إلى الرقمنة وإنتاج الموارد الرقمية، في ظل جائحة كورونا، حيث اضطرت المنظومة التربوية ببلادنا إلى التحول بالكامل من الحضوري إلى نظام التعليم عن بعد ، ما ساهم في التحول التدريجي إلى التعلم الرقمي. مبرزا إن المخطط التربوي بالجهة يتطلع للرقي والتقدم ويسعى إليهما، عبر رقمنة نظامه التعليمي، وتطوير أدواته، وأساليبه، واستراتيجيته، وتوظيف تكنولوجيا المعلومات، في تقويم أداء المعلمين وتقييم التلاميذ،إعادة الاعتبار للمورد البشري وللمدرسة العمومية . و قدم خلاله المدير معطيات إحصائية وبيانات تربوية . تجدر الإشارة إلى أن عملية الرقمنة في قطاع التربية والتكوين ،أتاحت لجزء من المؤسسات التعليمية بالفعل ببذل جهود مهمة فيما يتعلق بالتحول الرقمي في المسيرة التعليمية، والشروع في إنتاج موارد رقمية خاصة .
إن أهمية توظيف تكنولوجيا المعلومات، وإدماجها في العملية التعليمية التعلمية من أجل تجويد الأداء المدرسي والمهني ، باتت اليوم من الأولويات ،حيث أصبح الحاسوب واللوحات والهواتف الذكية فضلا عن شبكة الإنترنت من المصادر الرئيسية والضرورية للتواصل وللاتصالات . ولا يقتصر الأمر على نقل المعلومات، والمعارف، ومواكبة المستجدات العلمية والتقنية، والاطلاع على تجارب الأمم المتقدمة في التعليم،فحسب ، بل لجاذبية الموارد الرقمية ونهجها التفاعلي ، لما تحققه من جذب انتباه للطالب نحو الدرس وتشويقه، وإعطائه أفكارا جديدة، وإشراكه في مناقشة محتوى الدرس، وتشجيعه على التحليل والربط لما يشاهده، أو يسمعه “
وقال أن الرقمنة تتطلب استثمارا ماديا معتبرا، والأكاديمية تضع كل إمكاناتها المتوفره كما تعتمد على شركائها في تطوير هذا المشروع والارتقاء به ،مع توفير وتملك آلية عمل منهجية مستدامة للتعامل مع جميع الأجهزة الإلكترونية، وما يرتبط بها من برامج تشغيل بهدف تسهيل تبادل المعلومات ونقلها بين الإدراة ومصالحها الخارجية ، بناء على مستجدات المرحلة
يشار إلى أن الرقمنة في قطاع التربية التكوين يعني إدراج رقم تعريفي لجميع الموظفين المنتمين لمختلف أسلاك التربية والتكوين و كذا التلاميذ ،و تسجيل ومسك وضبط كل المعلومات الخاصة بهم في الموقع الإلكتروني المخصص للرقمنة الخاص لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة .
تعليقات
0