المغرب وبريطانيا.. علاقات عريقة لرفع التحديات المعاصرة (ندوة)

30٬000

 

سلطت ندوة أقيمت أمس الخميس بأوكسفورد، الضوء على التاريخ العريق الذي يجمع بريطانيا والمغرب، وعناصر التكامل والتماثل بينهما، وكذا رؤيتهما المشتركة لرفع التحديات العالمية.

 وعرف اللقاء الذي نظمته السفارة المغربية بالمملكة المتحدة، بتعاون مع مركز الدراسات الإسلامية لأوكسفورد، في موضوع “بريطانيا/المغرب.. الربط بين مملكتين”، مشاركة شخصيات حكومية ودبلوماسية وأكاديميين وباحثين وأساقفة وحاخامات. وشكل مناسبة لمقاربة الفرص الاقتصادية المتاحة للبلدين ودور العلاقات الثقافية والإنسانية في تعزيز الحوار والتعاون.

 وفي كلمة بالمناسبة، قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، السيد أحمد التوفيق، إن النموذج المغربي رائد من حيث تكريسه للتنوع الثقافي واللغوي والإنساني الذي يطبع المملكة، واستناده على إمارة المؤمنين، وتدبير الشأن الديني والمكانة المخولة للنساء والأسرة.

 واستعرض السيد التوفيق سلسة من الوقائع التاريخية التي تبرز الجذور العميقة للتعددية الثقافية في المملكة والتسامح الذي يسم المجتمع المغربي المعاصر.

 واعتبر الوزير أن النموذج المغربي يختزن مؤهلات سياسية واجتماعية هائلة ويجدر التعريف به لإلهام تجارب أخرى عبر العالم، مشيرا إلى أن المملكة مستعدة للعمل بتنسيق مع مركز الدراسات الإسلامية لأوكسفورد في وضع برامج للتبادل، على غرار ما فعلت مع مركز هارفرد للدراسات حول الشرق الأوسط.

 من جانبها، قالت السفيرة المتجولة لصاحب الجلالة، السيدة آسية بنصالح العلوي، إن المغرب كان دائما نشطا على عدة جبهات ليفرض نفسه فاعلا رئيسا على الساحة الجيوسياسية الإقليمية والعالمية، مذكرة بأن المملكة اضطلعت بدور الوسيط في الشرق الأوسط، وترأست لجنة القدس، وشهدت ميلاد منظمة التجارة العالمية واحتضنت قمة كوب 7 و26.

 وعلى الصعيد الوطني، لاحظت السفيرة أن جلالة المغفور له الحسن الثاني حرص على تعددية الحقل السياسي، مضيفة أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبفضل قيادته ووضوح رؤيته وإرادته لتلبية تطلعات الشباب المغربي، أطلق سلسلة من الإصلاحات التي تهم مدونة الأسرة وحقوق الإنسان، من خلال تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة والدستور الذي كرس المساواة.

 وأشارت إلى أن الدستور كرس في ديباجته أيضا تنوع الهوية المغربية بمكوناتها العربية الإسلامية، الأمازيغية، والصحراوية الحسانية، وفي اغتنائها بالروافد الإفريقية، الأندلسية، العبرانية والمتوسطية.

 من جهة أخرى، فإن السياسة الإفريقية للمغرب عرفت دينامية جديدة وتطورت من غرب القارة حيث أصبح المغرب أول مستثمر أجنبي، إلى شرقها وجنوبها، لتشمل مجمل القطاعات من الطاقة والفلاحة مرورا بالتجارة والتعليم، متوقفة عند دور المغرب في تكوين الأئمة بما ينشر قيم الإسلام المعتدل.

 وسجلت السيدة بنصالح العلوي أن المقاربة المغربية في القارة تتسم بكون الاستثمارات لا تنحصر في المشاريع الضخمة، بل تشمل أيضا المشاريع الصغرى التي تهم مباشرة الساكنة وتضطلع بدور مباشر في تحسين معيشهم، مذكرة على صعيد آخر بجهود المملكة من أجل السلام ومبادراته الإنسانية في مناطق النزاع.

 أما على الصعيد الأمني، تضيف الدبلوماسية، فإن المغرب طور استراتيجيته بالاعتماد أساسا على التنمية السوسيو-اقتصادية، مع تحديث أجهزته التي تتم عملياتها في إطار احترام القانون.

error: