” نداء الحسن “

محمد اليزناسني السبت 5 نوفمبر 2022 - 14:59 l عدد الزيارات : 24805

. عبد السلام المساوي

ولحديث الوطنية في النفس وعليها وقع خاص . في مثل هذا اليوم قبل سبعة وأربعين سنة ، وطأت أقدام 350 ألف مغربي ومغربية مشاركين في المسيرة الخضراء ، أرض الصحراء المغربية في إنجاز مبهر تنظيما وتدبيرا .
قبل سبعة وأربعين سنة، حرر المغاربة أقاليمهم الجنوبية بسلمية رائعة فيها من الابداع الشيء الكثير ….والمسيرة متواصلة ….
مغرب 2022 يختلف عن مغرب 1975 اختلافات الكون كلها .وحده شيء أساسي لا زال ثابتا في النبض ، في العرق ، في الفؤاد : حب الوطن .
في كل مكان من هذا البلد الأمين ، يرن ” نداء الحسن ” بنفس النغمة المحببة إلى الآذان اليوم ، يتساءل البعض عن سر بقائها . يأتي الجواب بالإجماع ” لأن فيها حنين للصراخ بحب البلاد “
سبعة و أربعون سنة لم تكن ضائعة ولا متهاونة وللذي قد يشكك في بعض هذا الكلام ما عليه سوى زيارة العيون أو الداخلة أو السمارة ليقف على ما تحقق من منجزات .
إن روح المسيرة الخضراء ، التي أطلقها الراحل الحسن الثاني ، بقيت مستمرة ومتواصلة إلى اليوم ، وهذا نهج مغربي يصبو نحو الحداثة و الحكامة والتنمية المستدامة . وبروح المسيرة الخضراء ستظل الصحراء مغربية بشرعيتها و بنمائها وبازدهارها .
هذه البلاد نعيش فيها و تحيانا ، نرى مشاكلها اليومية ، نقسو عليها أحيانا ، و نتبرم ونمل ونقول كاذبين ، ” لو وجدنا التأشيرات لعبرنا إلى أي مكان آخر وهربنا ” ، ثم حين الهروب حقا منها تهجم علينا كلها ، وتسكن فينا كل المسام تدمع منا الأعين كلما ذكر اسم المغرب أمامنا ، ونتمنى فقط لحظة العبور ، لكي نعود إليها ونطلب الكثير من الاستغفار ، أننا لم نعطها حقها ، وأننا لم نعرف قيمتها، وأننا ساهمنا مع المساهمين في سبها ، في النيل منها ، في انتقادها في المليئة والفارغة .
لنا النماذج أمامنا ، ترى ، تتابع ، تتوالى ، كلها تقول لنا الشيء الواحد ذاته : مثل هذا البلد لن نجد أبدا ، ومثل هذه القدرة على الحب لهذا الوطن ، لن نلفي وإن بحثنا في كل مكان .
فقط علينا أن نجد الفوارق السبعة بين حب الوطن لوجه الوطن ، وبين حبه لأنه يعطينا أو كرهه لأنه نسي أن يعطينا بعض الفتات .
قالها الكبير يوما في العبارة التي يحفظها الجميع ” لا تسألوا أنفسكم ماذا أعطانا وطننا بل اسألوا أنفسكم ماذا اعطيتم لهذا الوطن ”
لذلك يبدو الرهان اليوم واضحا للغاية ، غير قادر على مداراة نفسه : هذا البلد محتاج للقادرين على الدفاع عنه ، المستعدين لبنائه وتنميته والصعود به ، المفتخرين بالانتساب إليه ، المصارحين بحقائقه كلها صعبها وسهلها ، حلوها ومرها ، لكن المنتمين له لا إلى أي مكان آخر .
وطني أو خائن ولا توجد مرتبة وسطى بين الخيانة والوطنية
والمغرب في الليل من 6 نوفمبر 2022 ينفض عنه يوما بأكمله ويستعد لعناق ليلة جديدة ، كان ” نداء الحسن ” يؤكد كلماته بعد مرور سبعة وأربعين سنة ، ويحورها قليلا لكي يصبح نداء الملك وشعبه في سنة الناس هاته البعيدة تماما عن السبعينيات المقتربة أكثر مما يفتحه المستقبل من رهانات كبرى لهاته الأرض ، ولأهل هاته الأرض .
المسيرة الخضراء ليست مجرد ذكرى وطنية نحتفل بها والسلام . هي درس مغربي متواصل على امتداد الأزمنة والأمكنة يجدد نفسه دوما وأبدا ويمنح إمكانية الاستفادة منه لمن كان ذا عقل سليم .

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 23:05

حزب الاتحاد الاشتراكي يطرح مقترح قانون لتجريم الإثراء غير المشروع: معركة تشريعية ضد الفساد

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 22:33

حاجيات تمويل الخزينة بـ 44,6 مليار درهم عند متم ماي 2025

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 22:28

جمعية الشعلة: موسم التخييم 2025 يفتح أبوابه في ربوع المملكة

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 22:21

‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شهادة‭ ‬حياة،‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يسلمها‮!‬

error: