إسماعيل العلوي: حيف كبير يطال المناطق السياحية و الحكومة مطالبة بسياسة ترويجية جديدة للمملكة
أنوار التازي
الأربعاء 1 فبراير 2023 - 13:41 l عدد الزيارات : 24726
التازي أنوار
أكد المستشار البرلماني إسماعيل العلوي، بإسم الفريق الإشتراكي بمجلس المستشارين، أن هناك حيف كبير يطال العديد من المناطق السياحية بالمغرب و أن مناطق لم تتلقى الاهتمام الذي يليق بها، خاصة الواحات من طاطا إلى فكيك مرورا بزاكورة و تودغى و غريس و زيز، هناك إهمال لمناطق جبلية رائعة كأزرو وتازة وأزيلال وغيرها.
و أوضح المستشار البرلماني خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين أمس الثلاثاء، أن هناك غياب محتوى يليق بالمؤهلات الطبيعية و السياحية والفندقية للمغرب، خاصة بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه أسود الأطلس في مونديال قطر و الصورة التي رسمها المنتخب في أذهان العالم، و التي جعلت المغرب الكلمة الأكثر بحثا في محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي.
وشدد اسماعيل العلوي، على أن الحكومة مطالبة في إستثمار هذا الإنجاز التاريخي و إعداد سياسة ترويجية جديدة للمملكة لاستقطاب السياح من دول أخرى غير الوجهات الكلاسيكية المتعارف عليها، لإعطاء ديناميكية جديدة للسياحة المغربية، خاصة وأن وزارة السياحة تتطلع للوصول إلى 26 مليون سائح في أفق سنة 2030، وذلك لن يتأتى إلا من خلال رؤية جديدة تستند إلى المعطيات الجديدة للحفاظ المكتسبات وتحصيل المزيد من النتائج للقطاع السياحي.
و أشار المستشار الإتحادي، في تعقيبه على جواب وزيرة السياحة حول موضوع “حصيلة السياحة برسم 2022″، إلى أنه بعد النكبة التي تعرض لها القطاع السياحي ببلادنا بسبب جائحة كورونا، لا يمكن إنكار المجهودات التي قامت بها الوزارة الوصية لإعادة انعاش هذا القطاع والعودة به من جديد، بغية الحفاظ على مناصب الشغل التي يوفرها، والحفاظ على مساهمته الهامة في الناتج الوطني، وهو ما نلمسه على مستوى عدد السياح الوافدين على بلادنا، نتيجة الترويج لوجهة بلدنا عبر مجموعة من البرامج التي أطلقتها الوزارة الوصية في إطار خارطة الطريق الجديدة التي رسمت لهذا القطاع الحيوي.
و أكد المتحدث، أن السياحة الداخلية تظل هي أساس النهوض بالقطاع السياحي، باعتبارها السياحة التي تحقق الاستدامة ويعول عليها في الأزمات والتقلبات التي يمكن أن تطرأ في أي وقت ممكن، وهو ما اتضح خلال الأزمة الصحية التي مر منها العالم، مضيفا أنه لا بد من الاهتمام بالسياحة الداخلية والعمل على تطويرها بمختلف جهات المملكة، حسب ما يميزها من تنوع مؤهلاتها الجغرافية والتاريخية والثقافية، الذي يشكل مصدر غنى العرض السياحي ببلادنا، والعمل إلى جانب الجماعات الترابية والجهات والعمالات والاقاليم والجمعيات العاملة بالمجال للنهوض بالسياحة الوطنية، وتحسين تنافسيتها وجاذبيتها في إطار اللاتمركز ، وكذلك إشراك الساكنة المحلية في خلق الثروة بهذا القطاع، وهو ما سيمنح لكل جهة العمل باستراتيجية تلائم خصائص كل المنطقة على حدى وسيجعل جميع الجهات تتنافس للوصول إلى تحقيق الأفضل للقطاع السياحي، وتحقيق التوازن في تنمية السياحة بين المجالات الترابية والوجهات السياحية، وهو ما يعتبر جوهر الجهوية المتقدمة.
و ذكر المستشار البرلماني على سبيل المثال، جهة درعة تافيلالت، وما تزخر به من مؤهلات على مستوى السياحة الإيكولوجية، وسياحة الاستكشاف، والسياحة العلاجية، مثال: (منطقة أرفود التي يقصدها الجميع للاستفادة من عملية الدفن في الرمال بنية العلاج من أمراض الروماتيزم…)، وكذلك تنوع منتوجات الصناعة التقليدية، ومع ذلك لم تحظى بالاهتمام المطلوب لاستثمار هذه المؤهلات للنهوض بالمنطقة وجعلها قطب سياحي من الدرجة الأولى.
و أكد في هذا السياق، على إيلاء عناية بهذه المنطقة بل جميع مناطق بلادنا، من خلال تطوير المنشآت السياحية والفندقية وما يرافق ذلك من تحسين الخدمات، وخاصة في وضع أثمان مناسبة مع القدرة الشرائية للمواطن المغربي، وتعزيز النقل الجوي بالرفع من الطاقة الاستيعابية، ومضاعفة الرحلات الجوية الداخلية، و المزيد من الاهتمام بالبنية التحتية خاصة الطرق التي تشكل عائقا للتطور في جميع المجالات، وتحفيز الاستثمار في العرض السياحي الترفيهي والإيكولوجي، والسياحة القروية، وملائمة عرضها حسب المواسم ووفق خصوصيات كل منطقة، وإيجاد حل لمشكل القطاع غير المنظم الذي يؤثر على جودة العرض السياحي الوطني، وتقديم عروض مستدامة تكون أكثر جاذبية وتنافسية لفائدة السياحة الوطنية، قادرة على إنعاش القطاع.
ودعا المستشار الإتحادي، إلى ضرورة إرساء الالتقائية بين الاستراتيجيات الوطنية المتعلقة بالقطاعات التي لها روابط وثيقة بالقطاع السياحي، كقطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وقطاع الثقافة والشباب والرياضة والتنمية المستدامة وغيرها، والعمل على تعميمها في جميع جهات المملكة، والسهر على تنفيذ الاستراتيجيات الجهوية للسياحة المستدامة، ومواكبة المجالس الجهوية في إعداد ووضع مشاريع سياحية ضمن برامج التنمية الجهوية لتعزيز وإرساء تنمية دامجة وتشاركية للقطاع السياحي.
وخلص إلى أن سنة 2022 عرفت حملات الترويج للسياحة الداخلية من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات، مثل “نتلاقاو في بلادنا” التي كانت موجهة لمغاربة العالم خلال موسم الصيف، و”عملية مرحبا” التي شهدت تدفقا كثيفا للمغاربة المقيمين بالخارج وهو ما ساهم بشكل كبير في إعادة تنشيط القطاع السياحي بصفة خاصة، والاقتصاد الوطني بصفة عامة، بالإضافة إلى الترويج للعلامة الدولية “المغرب، أرض الأنوار” الذي كان موجها للسياحة الدولية.
تعليقات
0