“أسماك حمراء” يثير إعجاب المتابعين لمهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان

عبد الرحيم الراوي

فتحت قاعة أفينيدا أبوابها مساء أول أمس لاستقبال الجمهور الذي توافد عليها بأعداد كبيرة، من أجل متابعة فيلم أسماك حمراء للمخرج عبد السلام كلاعي.
الفيلم من بطولة الممثلة جليلة تلمساني، أمين الناجي، محمد الشوبي، فريدة البوعزاوي، نسرين الراضي، زكرياء عاطفي وآخرون.
يحكي الفيلم قصة “حياة” التي قضت 17 سنة سجنا بتهمة قتل زوجها، ثم غادرته بعفو ملكي.
وعند عودتها إلى مسقط رأسها بالشمال، إلتقت أخيها (أمين الناجي) الذي كان يحاول مساعدتها رغم ظروفه العائلية والاجتماعية الصعبة، لكن دون أن يعرف أحد أنها أخته صاحبة السوابق، خوفا من العار.
بعد اتصالاته بالأصدقاء، وجد (أمين الناجي) في نهاية المطاف شغلا لأخته حياة بإحدى الشركات للمعلبات، فالتقت بالسيدة (فريدة البوعزاوي) والتي تعمل من أجل كسب قوتها وتأمين حياة أختها المعاقة، فاقترحت عليها العيش معها في بيت بسيط وسط حي شعبي ليقتسما واجبات الكراء والكهرباء والماء.

كانت تلمساني تسرق بعض الأوقات الخارجة عن العمل، لتزور المنزل الذي بنت فيه عش الزوجية قبل 18 سنة، وتتربص لرؤية إبنها أمين الذي اصبح يبلغ من العمر 21 سنة بعد أن تركته في سن الرابعة،حيث يعمل إلى جانب جده (محمد الشوبي) في ورشة للأليمينيوم.
لم يقبل أمين في البداية طلب لقاء أمه، لكن في الأخير جلس معها بإحدى المقاهي الساحلية لمدينة طنجة، وشكلت تلك الجلسة بالنسبة له، فرصة لمعرفة قصة أمه مع أبيه، وكيف أفضى بها الأمر إلى ارتكاب جريمة قتل في حق زوجها الذي لم يكن يتردد في تعنيفها، وأن قتله بطريقة غير مقصودة كان مصدرها الخوف على الطفل الذي كان يزعجه بالبكاء وهدد في أحد الأيام بإسكاته إلى الأبد.

أمهل الشاب نفسه الوقت حتى يستوعب ما سمعه عن أمه، فغادر وهو يرفض سماع المزيد، لكنه ذات يوم وهي عائدة من العمل، وجدت إبنها ينتظرها بالسيارة فكانت نهاية جميلة.
ملاحظة:

الفيلم كان يتوفر على جميع مقومات النجاح سواء من حيث الكتابة أو الصورة، فكان المخرج في فيلم “أسماك حمراء” يرتكز على الصور العريضة، وكأنه يهديها بين الفينة والأخرى إلى المتلقي.
بالنسبة للمسألة الثانية، فقد توفق المخرج عبد السلام كلاعي في إعطاء صورة عن الواقع الذي تعيشه المرأة المغربية، والإهانة التي تتعرض لها من طرف المشغل تصل بها إلى حد الابتزاز والاغتصاب في كثير من الأحيان.

وكذلك كيف اهتم بحالة أخت المعاقة التي كانت لها مكانة خاصة بين أفراد أسرتها خاصة عند أبيها الذي كان يفضلها على أبنائه، ومن خلال هذه الإشارة يريد المخرج أن يقيم ميزة في المجتمع المغربي الذي يتعاطف كثيرا مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.