مكناس: هكذا “احتفلت” عاملات “سيكوميك” بالعيد الأممي للمرأة

42٬961

يوسف بلحوجي

إذا كان يوم الثامن من مارس يوماً للاحتفال بمستوى ارتقاء المرأة في المجتمع وتوليها مراكز القرار في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فإن الوضع يختلف بالنسبة لعاملات “سيكوميك” اللواتي تعشن ظروفا صعبة واستثنائية بكل المقاييس.

فبدل الاحتفال بالعيد الأممي على غرار باقي نساء العالم، جابت أقدام عاملات ” سيكوميك” صباح يوم العيد الأممي للمرأة 8 مارس الجاري ، شارعي الجيش الملكي ومحمد الخامس بمكناس، احتجاجا على تشريد أزيد من 500 عائلة التي باتت تعيش أوضاعا مزرية جراء إغلاق معمل ” سيكوميك “، تفككت  معه أسر وعائلات ، وتولدت عنه متابعات قضائية إما بسبب النفقة أو الديون المترتبة عن العاملات الناتجة عن أقساط شهرية للبنك ، أو الكراء، وفواتير الماء والكهرباء ومستلزمات العيش وتمدرس الأبناء و……

هذا وبعد أخذ ورد، واحتكاك مع قوات حفظ الأمن، قامت العاملات بتحدي الحواجز الحديدية التي وضعت أمامهن للحيلولة دون الوصول إلى مقر عمالة مكناس، وتوقفن لأزيد من ساعتين أمام مقر عمالة مكناس، حيث بحت حناجرهن جراء ترديد جملة من شعارات المنددة بصمت المسؤولين تجاه هذه المعضلة الاجتماعية الفريدة من نوعها، شعارات التنديد هاته اخترقت بناية العمالة ووصلت إلى من يهمه الأمر.

يشار إلى أن عمال « سيكوميك « نهجوا كل السبل القانونية، ووقعوا على محاضر بحضور كافة الشركاء من سلطات محلية، ومفتشية الشغل، وإدارة الشركة، وامتثلوا لها، إلا أن كل البروتوكولات والمحاضر الملزمة لكل من وقعها، تملصت منها إدارة ” سيكوميك ” بل أصبحت مجرد حبرا على ورق، ليجد العمال والعاملات أنفسهم عرضة للتشرد، ما جعلهم يخوضون معارك بطولية يومية رفقة أبنائهم بعد أن سدت كل الأبواب في وجوههم، إلا أن الوضع تفاقم ونتج عنه مشاكل ومآسي اجتماعية تقتضي تدخلا عاجلا من لدن السلطات الحكومية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن فشل المسؤولون بالمدينة والجهة في إيجاد مخرج لهذه المعضلة الاجتماعية.

error: