أعلنت السلطات الأمنية بالدار البيضاء عن ارتفاع عدد الموقوفين على خلفية أعمال الشغب الرياضي التي سبقت مباراة الاتحاد البيضاوي والنادي المكناسي، التي احتضنها ملعب العربي الزاولي،مساء أول أمس الثلاثاء، برسم الجولة 27 من بطولة الهواة، قد ارتفع إلى 270 شخصا، من بينهم 53 قاصرا وأشخاص من ذوي السوابق القضائية العديدة، بعدما أفضت التدخلات الأولى إلى اعتقال 170 فردا.
وحسب بلاغ لولاية أمن العاصمة الاقتصادية، فإن قوات حفظ النظام باشرت عمليات نظامية واسعة لمواجهة أعمال الشغب، التي ارتكبها مشجعون محسوبون على النادي المكناسي، بعدما حاولوا ولوج الملعب بالقوة رغم قرار إجراء المباراة بدون جمهور.
وعمد المشتبه فيهم، يضيف البلاغ ذاته ذاته، إلى تعييب ممتلكات عامة وخاصة، وتعنيف عناصر القوات العمومية باستعمال أدوات راضة، وتهديد أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم، مما نجم عنه إلحاق خسائر مادية بواحد وعشرين مركبة وسيارة، من بينها حافلة للنقل الحضري وشاحنة تابعة للشرطة، وتكسير الواجهات الزجاجية لشركات خاصة، كما تسببوا في إصابة 40 موظفا عموميا بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم 12 عنصرا من القوات المساعدة و28 شرطيا من مختلف الوحدات الأمنية.
كما مكنت هذه العمليات الأمنية من حجز أسلحة بيضاء وأدوات راضة وأخرى حادة، كانت بحوزة بعض الموقوفين والتي يشتبه في تسخيرها واستعمالها لغرض ارتكاب أفعال الشغب المرتبط بالرياضة.
وخلص البلاغ إلى أنه قد جرى الاحتفاظ بالمشتبه فيهم الراشدين تحت تدبير الحراسة النظرية، بينما تم إيداع القاصرين تحت إجراء المراقبة، على ذمة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، كما تتواصل إجراءات التشخيص البصري والتحريات الميدانية بغرض توقيف كافة المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.

حساسية كبيرة رافقت اللقاء

قبل توجه الكوديم إلى مدينة الدار البيضاء لمواجهة الطاس، شهدت العاصمة الإسماعيلية حالة استنفار كبيرة، حيث راهن الجميع على ضرورة قطع شوط كبير من طريق العودة إلى الدوري الاحترافي الثاني، بالنظر إلى اقتراب تحقيق الحلم، حيث يتقدم الفريق بأربع نقط عن أمل تيزنيت، صاحب الرتبة الثالثة، والذي تعادل في هذه الجولة أمام فتح الناظور بهدف لمثله.
لقد جهزت الجماهير نفسها وقررت التنقل إلى مدينة الدار البيضاء من أجل دعم اللاعبين، خاصة في ظل المعنويات المرتفعة عقب الانتصار بالميدان على أمل الفتح الرباطي بالملعب الشرفي، رغم الأخبار التي تداولها محيط الفريق بشأن احتمال صدور قرار من سلطات عمالة عين السبع الحي المحمدي، حول إمكانية منع التنقل الجماعي، بالنظر إلى الحساسية المفرطة التي سترافق هذه المواجهة، لأن الاتحاد البيضاوي يتوفر بدوره على أمل في تحقيق الصعود، ولو أنه ضئيل، إذ أن الفوز على الكوديم، صاحب الرتبة الثانية، من شأنه أن يقلص الفارق بينهما إلى خمس نقط، وأنه يتوفر على هامش ثلاث دورات لتحقيق الرهان، لكن الجمهور المكناسي كان يراهن على التنقل الفردي، الذي يبقى متاحا في مثل هذه القرارات.

الطاس ينفي مسؤوليته في ما وقع

قبل انطلاق المباراة، والتي شكلت قمة الجولة 27 من بطولة الهواة، انتشر تسجيل صوتي لنائبة رئيس الاتحاد البيضاوي تؤكد فيه إجراء المباراة من دون جماهير، استنادا إلى قرار من سلطات عمالة الحي المحمدي عين السبع، لكن حوالي 2500 من أنصار النادي المكناسي تعمدوا الالتحاق بالملعب (…) قبل أن يتورط عدد كبير منهم في أعمال شغب وعنف ورشق لعناصر القوات العمومية وتخريب لممتلكات المواطنين.
وعبر رئيس الفريق المكناسي، خالد تعرابت، في تصريح صحافي، عن أسفه لهذه الأحداث، التي جاءت كرد فعل غاضب من الجماهير المكناسية بعد منعها من ولوج الملعب، مشيرا إلى أن فريقه لم يتوصل بأي وثيقة رسمية تفيد المنع، ماعدا رسالة صوتية من نائبة رئيس الطاس، تشير إلى الموضوع.
لكن أحمد طاليب، الناطق الرسمي باسم فريق الطاس، نفى أي مسؤولية لفريقه في ما وقع من أحداث، لأن القرار اتخذ على مستوى العمالة، والتزمت به إدارة الاتحاد البيضاوي، بدليل أنها لم تقم بطرح تذاكر الدخول، رغم أنها طبعت عشرة آلاف تذكرة عادية، و300 خاصة بالمنصة الشرفية.
وتأسف طاليب لما وقع من أحداث، مشيدا بالدور الكبير لرجال الأمن، الذين تدخلوا في الوقت المناسب، متمنيا الشفاء العاجل لكل المصابين، وعودة سالمة للمحبين المكناسيين.

غياب الحس الاستباقي

رغم الأجواء المشحونة لهذه المباراة، وكذا إقبال الجماهير على تذاكر الدخول، كان يتعين على السلطات الأمنية، والجهات المنظمة لهذا اللقاء أن تتعامل معها بجدية أكبر، وأن تبادر إلى اتخاذ إجراءات استباقية لتفادي هذه الأحداث المؤسفة، خاصة وأن واقعة وفاة الشابة نورة بمحيط مركب محمد الخامس مازالت ترخي بظلالها على المشهد الكروي المغربي، وأن التحقيقات بشأنها مازالت متواصلة.
وتساءل العديد من المتتبعين عن المرافقة الأمنية التي كانت تتم عند كل تنقل جماهيري إلى المدن المغربية، حيث كانت خلية أمنية تقوم بخفر الجماهير ذهابا وإيابا، الأمر الذي كان يحد من كثير من مظاهر الشغب التي عادت بقوة بعد عودة الجماهير إلى المدرجات عقب إلغاء حالة الطوارئ الصحية، إذ اختفت هذه الخلايا الأمنية ولم يعد لها وجود.

الكوكب المراكشي يعود إلى مكانه الطبيعي

كانت الجولة 27 من بطولة الهواة في صالح الكوكب المراكشي، الذي استعاد مكانته بين أندية الدوري الاحترافي، عقب فوزه على جمعية المنصورية بهدفين لواحد، مساء أول أمس الثلاثاء.
ومكنت هذه النتيجة الفريق المراكشي من رفع رصيده الوصول إلى 61 نقطة، يحل بها المركز الأول، بفارق 6 نقاط عن النادي المكناسي، صاحب الصف الثاني.
وستكون مدينة مراكش خلال الموسم المقبل ممثلة بفريقين في الدوري الاحترافي الثاني، لأول مرة في التاريخ، بعد صعود الكوكب المراكشي لمجاورة الاتفاق المراكشي.
وكان الكوكب المراكشي قد سقط خلال نهاية الموسم الماضي إلى دوري الهواة، ما شكل صدمة كبيرة لمحبيه، الذين سرعان ما أعلنوا حلة استنفار انتهت بعودة الأسماء التقليدية إلى دفة التسيير، وكانت من ثمار ذلك عودة سريعة إلى الدوري الاحترافي.