خنيفرة تحتضن النسخة 14 من ملتقى الحديث النبوي متوجة بموسم مولاي بوعزة وجلسات حول مفهوم التزكية ومناهج التصوف

أحمد بيضي الخميس 18 مايو 2023 - 01:05 l عدد الزيارات : 22642
  • أحمد بيضي

التزاما منه بسنة “الملتقى الوطني للحديث النبوي الشريف”، وتزامنا مع فعاليات النسخة 14 من هذه التظاهرة السنوية، نظم المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، صباح الأربعاء 17 ماي 2023، بإحدى فضاءات مولاي بوعزة، أشغال ندوة علمية في حضور رئيس المجلس العلمي المحلي، د. المصطفى زمهنى، وعامل الإقليم، محمد فطاح، إلى جانب عدد من رؤساء وأعضاء المجالس العلمية المحلية، ومنتخبين وبرلمانيين عن الإقليم، ورؤساء مصالح أمنية وخارجية، وعدد من المرشدين والوعاظ والأئمة، علاوة على ثلة من الفاعلين المدنيين والجامعيين والباحثين في مجال  التصوف، ووسائل الإعلام المقروءة والتلفزية.

وقد رفع الستار عن الملتقى ب “جلسة علمية أولى”، عشية الثلاثاء 16 ماي 2023، بمقر عمالة إقليم خنيفرة، ترأسها ذ. عباس أدعوش، إلى جانب ذة. اسمهان شوقي كمقررة، وشارك فيها رئيس المجلس العلمي المحلي لبني ملال، ذ. سعيد شبار في موضوع “مقصد التزكية في القرآن الكريم”، رئيس المجلس العلمي المحلي للفقيه بن صالح، ذ. محمد ند عبدالله، في موضوع “مرتكزات المنهج النبوي في تزكية الإنسان وتأهيله للعمران”، ثم عضو المجلس العلمي المحلي لميدلت، ذ. عبدالواحد بن الطالب، في موضوع حقيقة التزكية في الحديث الشريف”، والمرشدة بالمجلس العلمي المحلي لخنيفرة، ذة. رقية اليونسي، في موضوع “التزكية والعمران: أي علاقة”.

وقد جرى تنظيم فعاليات “الملتقى الوطني الرابع عشر” بتنسيق وتعاون مع عمالة إقليم خنيفرة، المجلس الإقليمي لخنيفرة، الجماعة الترابية لمولاي بوعزة وجمعية أبي يعزى يلنور، تم في مستهلها الاحتفاء بثلة من الفائزين في مسابقات الحديث النبوي، وبإمام أحد المساجد، ثم بمشرفة على مراكز تحفيظ القرآن، فضلا عن 30 حافظة للقرآن ينتمين لخنيفرة المدينة والقباب، آيت إسحاق، تيغسالين، أجلموس، وسبق للمجلس العلمي المحلي أن نظم حفل تكريم على شرفهن ب “مسجد أزلو” تزامنا مع احتفالات اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس كل سنة، وتميز الحفل حينها بحضور نسائي مكثف.

أما “ندوة/ جلسة مولاي بوعزة”، التي اختير لتسييرها د. المصطفى زمهنى، إلى جانب الواعظة ذة. لطيفة زهير كمقررة لها، فقد سجلت حضورا لافتا، يتقدمه عامل الإقليم وشخصيات عسكرية وقضائية ومدنية وفقهية، وفعاليات مجتمعية وجمعوية، وجرت بتسيير وتقديم الإعلامي التلفزيوني، بنعتيق الشيكر، والتي استهلها رئيس جماعة مولاي بوعزة بكلمة أبرز فيها مدى أهمية “موسم مولاي بوعزة” في تحريك العجلة التنموية وتقوية الدينامية الاقتصادية والسياحية للمنطقة، وفي تشجيع الحرف التقليدية والأنشطة المدرة للدخل، فيما انطلقت كلمة رئيس “جمعية أبي يعزة للثقافة التنمية” من إبراز شخصية “مولاي بوعزة” وضريحه الشهير.

وبعد تطرق رئيس ذات الجمعية ل “ما تستقطبه المنطقة من زوار ينشدون التبرك والسكينة الروحية”، وما يحدثه ذلك من أهمية على المستوى الاقتصادي والسياحي والثقافي بالمنطقة، والتعريف بالمؤهلات الطبيعية والصناعة التقليدية المحلية، جاءت الكلمة الافتتاحية لرئيس المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، المصطفى زمهنى، بما يتعلق بدلالة ورمزية اختيار شعار الملتقى الوطني: “السيرة النبوية ومقصد التزكية”، وعلاقة مضمونها بسمو القيم والصلاح وإعمار الأرض، ومتوقفا عند شخصية “أبي يعزة” كواحد من “الرجال الأولياء الذين خُلدت أسماءهم لكونهم تحققوا بأوصاف الله فأمدهم بالخلود، مادام التدين الحق مبني على تعظيم أمر الله ونفع خلق الله”.

ومن جهته، انطلق رئيس المجلس العلمي المحلي للصخيرات تمارة، ذ. لحسن بن إبراهيم سكنفل، في مداخلته، المقدمة تحت عنوان: “التصوف والإصلاح: الولي الصالح أبو يعزى نموذجا”، من استحضار هيئة المحتفى به “أبويعزى” ومقاماته، و”ما قام به في حياته على طريق السلف الصالح”، مؤكدا “أن ما يحدث من انغلاق في بعض الحالات سببه انصراف العلماء وغياب أهل الاختصاص”، ومتحدثا عن “ارتباط المواسم الروحية بأركان الإيمان والإسلام والتصوف”، وكذا عن “العطاء والزهد، والوسطية التي تجمع بين النقل والعقل وعدم التكفير”، ثم عن “فقه الشريعة كربانية المصدر والتصوف المتجلي في جهاد النفس”.

أما رئيس المجلس العلمي المحلي لسيدي قاسم، ذ. عبداللطيف الميموني، فتناول في مداخلته حول: “التصوف كثابت من ثوابت الأمة المغربية”، قيمة “ما سار عليه المتصوفة من أمثال مولاي بوعزة (أبي يعزة) الذي حكم البلاد روحيا وامتاز بسلطة وخصائص روحية امتدت عبر الآفاق، والذي طاف البلاد والبراري”، حتى “أن العامة من الناس ظلوا يقولون: “خذ الخبزة من عند مولاي بوعزة” ومعناها “خذ البركة”..”، فيما انتقل المتدخل لتفكيك عدة مفاهيم من قبيل “المعروف” و”التصوف والإصلاح والإحسان”، ومذكرا بثلة من المتصوفة “ممن زهدوا في الأرض وجددوا قواعد الصلاح ورسخوا التربية على قيم الدين والأخلاق”.

وبدورها، تقدمت عضو المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، ذة. مونة ابلقاس، بمداخلة في موضوع: “المدرسة المغربية في التصوف: خصائصها الفكرية وأبعادها الاجتماعية”، استهلتها بالتركيز على “مدى تأثير أحوال القلوب على السلوك، وعلى علاقة الفقه بالتصوف في ما يتعلق بالسلوك الظاهر والسلوك الباطن”، قبل تناولها “جوهر التصوف في المدرسة المغربية وما يجمع بين الأحكام والأخلاق والتزكية”، و”معنى التصوف من الخبرة المعرفية إلى الخبرة العمرانية، ومدى “ارتباطه بأحوال المجتمع والتنمية وقضايا الإنسان”، فيما لم يفت المتدخلة التطرق لأهمية “مخالطة الناس بإصلاح ذات البين وتصحيح المعتقدات والعادات والأمن الداخلي”.

وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات “الملتقى الوطني للحديث النبوي الشريف” قد افتتحت بكلمة لرئيس المجلس الإقليمي الذي تطرق فيها ل “دلالة التظاهرة في تكريس التسامح والوسطية والاعتدال والأمن الروحي”، ولمدى “أهمية اختيار التزكية شعارا لنسخة هذه السنة لكونه من الغايات الحميدة”، فيما أكد المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية على سمو “قيم التوحيد وعمران الأرض والإيمان بوحدانية الله”، وعلى “مقصد التزكية باعتباره يُمَكن الإنسان من التطهير ومجاهدة النفس والاجتهاد في العبادات وترك المحرمات والقيام بالواجبات”، فيما تناول المتدخل دور “التربية الصوفية في تزكية النفس وإرشادها للأخلاق المحمودة”.

ولم يفت رئيس المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، د. المصطفى زمهنى، في كلمته الافتتاحية التوجيهية، التركيز على مفهوم التزكية بوصفه “مفهوما شاملا يخاطب الإنسان في روحه وعقله وفي كل ما يتعلق به ليحقق إنسانيته”، كما هو “وظيفة من وظائف النبوة، وجزءً أساسيا من المشروع الذي بشر به الله رسوله”، وبينما أكد د. زمهنى على “حاجتنا جميعا للتزكية في عصر مفعم باللامعنى”، رأى “أن أي إصلاح أو عمارة للأرض لا بد من حضور الدين فيها”، ومن خلال كلمته نوه بحمل القطار الفائق السرعة، والمدشن بالمغرب، اسم “البراق” حتى “يظل الجانب الروحي حاضرا في الحضارة والتكنولوجيا”، وهو اسم المخلوق الذي حمل الرسول (ص)  ليلة الإسراء والمعراج.

وموازاة مع “المهرجان السنوي لمولاي بوعزة” شهدت المنطقة سباقا على الطريق، في نسخته الأولى، تحت شعار “شبابنا ثروتنا لنحافظ عليه”، لفائدة تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية، من تنظيم الجماعة الترابية، بشراكة مع جمعية أبي يعزى للثقافة والتنمية المستدامة، وسجل مشاركة حوالي 50 تلميذا وتلميذة، كما جرى تنظيم حملة طبية متعددة الاختصاصات، هدفت إلى تقريب الخدمات الطبية من سكان المنطقة، وشملت تقديم استشارات وفحوصات في تخصصات طب النساء والتوليد، طب الأطفال، طب المسالك البولية، والطب العام، وذلك تحت إشراف طاقم طبّي وتمريضي من تنظيم “جمعية الأطلس لدعم الوحدات الطبية المتنقلة”.

كما حظى الجانب الثقافي بمكانة خاصة، ضمن فعاليات هذه التظاهرة الروحية الثقافية، من خلال تنظيم محاضرة حول ”تثمين الموروث الثقافي اللامادي”، ومعرض لعدد متميز من الأروقة للمنتجات المجالية للصناعة الفلاحية والتقليدية، لإبراز المجهودات المبذولة لتحقيق أهداف الفلاحة التضامنية والصناعة التقليدية بإقليم خنيفرة، ومواكبة وتعزيز وتقوية قدرات التنظيمات المهنية وتثمين المؤهلات المحلية والجهوية، عبر تضافر جهود كافة الشركاء المنخرطين في تنمية المنتجات المحلية، كما تمثل فرصة للتعاونيات لعرض منتوجاتها وتسويقها، وكان فرصة لانعاش سياحة محلية، وترويج وتسويق المنتجات المحلية والإقليمية.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأربعاء 23 أبريل 2025 - 23:12

البرلمان يحتضن يوماً دراسياً حول قانون المسطرة الجنائية ودعائم المحاكمة العادلة

الأربعاء 23 أبريل 2025 - 22:40

لجنة لنعي الفلاحة المغربية

الأربعاء 23 أبريل 2025 - 21:36

مبعوث الرئيس الفرنسي.. الإستراتيجية الطاقية للمغرب “حكيمة وطموحة”…

الأربعاء 23 أبريل 2025 - 20:25

المجلس الوطني لحقوق الإنسان يقدم أكثر من 100 توصية من أجل تغيير قانون المسطرة الجنائية وتتميمه

error: