وكالة المياه والغابات تحذر أقاليم جديدة من مخاطر حرائق الغابات

• أحمد بيضي

تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة، وتعدد حرائق الغابات، ومناطق الغطاء النباتي، لأسباب بشرية وطبيعية ومناخية، والتي بلغ عددها، منذ مطلع يناير إلى 24 يوليوز فقط، 222 حريقا، حسبما أعلن عنه مدير الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في عرض له قبل أيام قليلة، أمام لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، مبرزا أن هذه الحرائق اجتاحت 3900 هكتار، 54 بالمائة منها عبارة عن أعشاب ثانوية.

وكان مدير الوكالة الوطنية للمياه والغابات قد رأى، في ذات عرضه، أن “مواجهة الحرائق فرض العمل على ضرورة تحسين نظام التنبؤ بالمخاطر، باستعمال الذكاء الاصطناعي وأنظمة البيانات، وهو النظام الذي يوافق بين بيانات الغطاء النباتي والتضاريس والظروف الجوية والبيانات المناخية”، وفي هذا الإطار أخذت إدارة الوكالة الوطنية للمياه والغابات تكشف، في بلاغات إعلامية منتظمة، عن “خرائط تنبؤ تحدد بدقة المناطق الحساسة والمعرضة لخطر اندلاع الحرائق الغابوية”.

من أجل استباق ظاهرة حرائق الغابات على الصعيد الوطني، تم تعميم بلاغ جديد من طرف الوكالة المذكورة، يشمل الفترة الممتدة من خامس إلى سابع غشت 2023، حيث “بعد تحليل البيانات المتعلقة نوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق، التوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية للمناطق”، تم تحديد الأقاليم، حسب درجة الخطورة، وفي مقدمتها التي تم ترتيبها في خانة الخطورة القصوى (المستوى الأحمر)، وهي أقاليم طنجة اصيلا، شفشاون، إفران، وجدة أنكاد، سيدي سليمان وتازة.

إلى جانب أقاليم أخرى تم ترتيبها في خانة الخطورة المرتفعة (المستوى البرتقالي)، وتشمل خصوصا أقاليم فحص انجرة، تطوان، العرائش، الحسيمة، بركان، صفرو، الحوز، تارودانت و أكادير ادا اوتنان، ثم التي تم تسجيلها في درجة الخطورة المتوسطة (المستوى الأصفر)، وتعني أقاليم الناظور، وزان، أزيلال، بني ملال، الصويرة، القنيطرة، خنيفرة وتاوريرت، في أفق بلاغ مرتقب من طرف الوكالة على خلفية الظرفية المناخية الصعبة التي يمر منها العالم بما فيه المغرب.

وفي هذا الصدد، لم يفت الوكالة دعوة الساكنة المجاورة للمجالات الغابوية والعاملين بها، وكذلك عموم المصطافين والزوار، إلى توخي الحيطة والحذر، مع تفادي أي نشاط قد يسبب اندلاع الحريق، و إبلاغ السلطات المحلية بسرعة في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه، وقد فات للوكالة الوطنية أن نظمت، خلال شهر ماي الماضي، يوما تحسيسيا للتوعية بمخاطر حرائق الغابات بجل جهات المغرب، انطلاقا من جهة طنجة- تطوان – الحسيمة وجهة فاس- مكناس، وذلك بشراكة مع وزارة الداخلية والمديرية العامة للوقاية المدنية.

ويهدف اللقاء التحسيسي، وفق بلاغ في الموضوع، إلى “زيادة الوعي بمخاطر حرائق الغابات بين مختلف مرتادي ومستعملي الغابات، بما في ذلك سكان القرى المجاورة والدواوير، والمزارعين الذين لديهم أراض مجاورة للغابات، ومزارعي الواحات، وجمعيات القنص ومستغلي الغابات”، فضلا عن “المخيمين، وممارسي الرياضة”،  كما يسعى اللقاء إلى “تعزيز مشاركة مختلف وسائل الاعلام والمجتمع المدني في الحماية من خطر حرائق الغابات وتجنبها ما أمكن وبالوسائل الممكنة والمتاحة”.