“الائتلاف المدني من أجل الجبل” يدق ناقوس الخطر حول أزمة الماء بالمناطق الجبلية ويحمل المسؤولية للحكومة
أحمد بيضي
الإثنين 28 أغسطس 2023 - 21:31 l عدد الزيارات : 22599
أحمد بيضي
جدد “الائتلاف المدني من أجل الجبل” لفته انتباه كافة المؤسسات إلى “الوضعية الكارثية التي تعيشها ساكنة عدد من المناطق الجبلية،وتهدد سبل استقرارها، وتعجل بهجرتها ونزوحها الجماعي إلى مناطق أخرى”، فيما شدد على “مطالبته الحكومة المغربية والمؤسسة التشريعية، وكل السلطات المعنية، (كل حسب صلاحياته)،بضرورة تحمل مسؤولياتها في تعزيز شروط استقرار وأمن المواطنين وتوفير حاجياتهمباعتماد حلول آنية ومستعجلة لهذه المعضلات”، مع “تشكيل خلية أزمة على المستوى المركزي تكون مهمتها اتخاذ كافة التدابير المناسبة والكفيلةبإنقاذ ساكنة هذه الجماعات الجبلية، والحفاظ على ما تبقى من مواردها”، وفق بيان جرى تعميمه.
وفي ذات السياق، ألح “الائتلاف المدني من أجل الجبل” على ضرورة “تشكيل لجن تقصي ولجن تفتيش للبحث في الملفات المتعلقة بتدبير موارد المياه ببعضالجماعات”، وكذا “تفعيل مراقبة استعمال المياه والموارد الأخرى وعقلنة استعمالها والاستفادةمنها بشكل متساو وعادل”، مع “استيعاب استعجالية سن سياسة خاصة وقوانين لتدبير المخاطر والكوارث والإغاثة فيالمناطق الجبلية، سواء في الاستباق أو في المعالجة، وإيجاد حلول مناسبة لتوفير المياه اللازمةلكل الساكنة المتضررة”، يضيف نص البيان.
وجاء بيان الائتلاف بعد أن توالت في المدة الأخيرة “مآسي وفواجع مؤلمة عرفتها عدد من الدواوير والجماعاتالجبلية، لعل أبرزها حادثة دمنات التي أودت بحياة 24 شخصا، إضافة إلى حرائق الغابات وضياعالمحاصيل الزراعية جراء الفيضانات وتساقطات البَرَد، وغيرها من المخاطر والكوارث”، فضلاً عما يتلقاه الائتلاف “بحسرة كبيرة من نداءات الإغاثة والتدخل للإنقاذ من العطش”، وعما “يتابعهبقلق من مسيرات العطش المطالِبة بتوفير الحدود الدنيا من الماء الشروب من دواوير جبلية يعتبر أغلبهامصدرا للمياه”، دون أن يفوت الائتلاف هنا ذكر ما تعيشه ساكنة اتسيوانت- بولمان، وجماعة عين اللوح-افران، سبتأيت رحو- خنيفرة، جماعة البيبان- تاونات ….”.
وبينما وصف أوضاع ما سبق ذكره ب “الأزمة الانسانية التي لم يسبق لها مثيل”، رأى “الائتلاف المدني من أجل الجبل”، ضمن بيانه، بأن هذه الأوضاع “انضافت إلى وضعيةالهشاشة والخصاص، حيث تعاني الساكنة وطأة العطش في ظل ندرة الماء الشروب واستحالة الولوجإلى نقط جلب المياه”، ناهيك عن “ضغط توفير المياه لماشيتهم ولزراعتهم المعاشية”، على حد نص البيان الذي أعلن الائتلاف، من خلاله، عن “تحميله المسؤولية للحكومة فيما ستؤول إليه وضعية ساكنة الجماعات المتضررة من العطش”، وعن “دقه ناقوس الخطر من جديد في ظل هذه الوضعية الحرجة”، حسب البيان.
وارتباطا بالموضوع، سجل ذات الائتلاف “أن الأزمة المائية وجفاف المنابع والمناطق الرطبة ليست راجعة فقط للتغيراتالمناخية وقلة التساقطات المطرية، بل أيضا لسوء تدبير الموارد المتوفرة من خلال الاستنزافالمتواصل للمياه السطحية والجوفية والغطاء النباتي (من غابات الأرز ونبات إكليل الجبل، ما يحدثفي إقليم ميدلت على سبيل المثال …)، بدون حسيب ولا رقيب، جريا وراء الربح السريع وجلبالعملة الصعبة”، بينما “ساكنة العديد من الدواوير محرومة من مياه الشرب في مشاهد مأساويةتسائل الضمير المغربي، وفي مقدمتهم الحكومة وممثلي الأمة وكل القائمين على الشأن العام”.
وإذ سجل الائتلاف “حدة الأزمة وهول ما يحدث في هذهالمناطق من مآس”، أعرب عن تمنياته أن يتم الحد من هذه الحالة الصعبة، مع “تجديد تضامنه ومواساته لعائلات ضحايا فاجعة دمنات الذينلا ذنب لهم سوى الانتماء لمجال مهمش لا تتوفر فيه مسالك حقيقية ووسائل نقل آمنة”، مقابل مطالبتهللحكومة ب “التسريع في اتخاذ التدابير الاستعجالية الكفيلة بضمان حق الولوج والتنقل للمواطنين في أمان”، ليختم الائتلاف بيانه بدعوة عموم المواطنات والمواطنين الانخراط في حملة جمع التوقيعات قصد تقديمملتمس تشريعيلمجلس النواب من أجل سن قانون الجبل، وكذا عريضة موجهة للحكومة لبلورةخطة حكومية موجهة للمناطق الجبلية”.
تعليقات
0